واليوم (العاشر من يونيو 2014م) يستعد طلاب وطالبات مرحلتي الثانوية العامة والأساسي في محافظة عدن للجلوس في قاعات الامتحانات النهائية والإجابة على الأسئلة المطروحة لمختلف المواد التي حصل عليها أثناء الدراسة في ظل الاستقرار الأمني في المحافظة وفي أجواء الصيف شديد الحرارة والرطوبة التي تواجه الطلاب بعد طول عام دراسي . لقد عرفت عدن بعملية التنوير الثقافي والعلمي على كافة المستويات خلال سنوات من تاريخها العريق الذي يمتد إلى عشرات السنين وبلغ التعليم في فترات سابقة ومزدهرة مستوى عالياً من التفوق والنجاح ينافس الدول المجاورة دون جدال ونتيجة هذا النجاح الدراسي المتواصل الذي تميز فيه أبناؤها في كافة المراحل التعليمية ، فقد حصلوا على مراكز تعليمية متنوعة وأصبحت مدينة عدن منارة للعلم والثقافة وتحتل مكانة خاصة في العالم العربي، واشتهرت بشبابها الذين أثبتوا أنهم جديرون بالتفوق وأنهم من نوع فريد جيلاً بعد جيل، ويأتون إليها من جميع المحافظات.
لكن ماذا حصل لعدن اليوم؟ إنها لمفاجأة حزينة عندما نعلم إن جيل العشرين سنة الماضية قد ظهرت عليهم بوادر الضعف في التعليم وبدت عليهم علامة العد التنازلي الهابط في المستوى الدراسي العام. لماذا ؟ السبب يعود إلى توسع دوائر رموز الفساد في كافة أجهزة الدولة وفي مقدمتها التربية والتعليم بمراحلها الدراسية المختلفة وجعلوا منها مرتعاً خصباً وحصدوا ما لا يصدقه العقل والمنطق حيث تسربت ظواهر خطيرة في دهاليزها وتمكن الفاسدون من اختراقها والعبث بكل ما لديها من إيجابيات بهدف تعطيل العملية التعليمية لأبناء عدن، وإعادة شبابها المستنير إلى الصفوف الخلفية حتى لا يفقهوا شيئاً وترك الحبل على الغارب وحلت ظاهرة التسيب التعليمي وفتح أبواب الغش على مصاريعها في الاختبارات الدورية والامتحانات الوزارية بهدف تدني المستوى التعليمي للشباب، وما يثير الاستغراب والدهشة معاً إن الوزارة لم تنظر إلى هذه المسألة بجدية ومسؤولية، بل تركت الأمور يعبث بها من يشاء واختيار المعلم الذي تنقصه أبجديات العمل التربوي والتعليمي ويفتقد إلى مهارة إيصال الدروس للطلاب وظلت تسحب نفسها عاماً بعد عام دون اكتراث، وهكذا يتخرج الطلاب وهم لا يعرفون القراءة والكتابة بالعربي أو الانجليزي وكل هم أن يحصلوا على شهادات ترفعهم إلى الأمام ولو كان بطريقة غير شرعية ، لذلك نقولها بمرارة وصوت مرتفع بالحرارة خدار أن يستمر ويتواصل هذا النوع من الفساد المتعمد والخبيث وكفى مامضى وأعلموا أن أمامكم جيلاً من الشباب لا تجعلوا الغش يمر دون رقابة حقيقية واحذروا أكثر من أي وقت مضى من اختراق الفاسدين صفوفكم وعدم إتاحة الفرصة لهم أو تكرار أساليبهم الملتوية التي أصبحت اليوم مكشوفة للعيان ولم تعد تباع بسوق النخاسين ولاتعطوا مجالاً لكل من له علاقة بدوائر الامتحانات أن يفتح المجال للغش وأوقفوا كل طالب يتجاوز حدوده في الإجابة بطريقة مخالفة، احذروا الغش في الامتحانات في كل الأوقات.