إن الحشود المليونية التي انطلقت في اليومين الماضيين بالعديد من عواصم المحافظات ومنها العاصمة صنعاء التي يتأزم الوضع فيها حالياً.. هذه الحشود جسدت بكل صدق معنى انتماء أبناء الوطن لهذا الوطن وطني الثاني والعشرين من مايو العظيم.. وهي رسالة جديدة وقديمة من الشعب إلى كل من يحاول المساس بالثوابت والنظام والوحدة ومنجزها الديمقراطية.. إلى جانب أنها رسالة تؤكد نjمسك أبناء الوطن بالمسيرة التي يقودها المناضل عبدربه منصور هادي قيادة شجاعة وحكيمة تمكنت في مضمونها من تجنيب الشعب فتنة الاقتتال والتفكير بأهمية الوطن وإعادة بنائه وتجاوز الأزمات التي تفاقمت منذ أزمة العام 2011م .
هذه الرسالة وغيرها جعلت العالم بكامله يقف مع الرئيس هادي لأنه صاحب مشروع حضاري لا يعرف التفرقة والتفريط بسيادة الوطن وأمنه واستقراره .. جعلت الصغير قبل الكبير يزداد حباً لقيادة الرئيس هادي والوقوف خلفه كما عبر الجميع عن ذلك في الاستجابة لدعوة الاصطفاف الوطني لأنها المخرج من الأزمات وتجاوز الظروف الاستثنائية الحرجة التي تمر بها البلاد، اصطفاف على جميع أبناء الوطن وكل قواه الوطنية التمسك به وتجسيد مضامينه إلى واقع عملي وكفى هذه الوطن سنوات الأزمات وتحدياتها التي عاشها المواطن وأخرت من عملية التنمية حتى وصلت بكل صدق إلى إيقافها .. واقع علينا إدراك خطورته وخطورة القادم المجهول .. لذلك كانت ومن واقع مسؤول وحكيم وشجاع دعوة الرئيس هادي كل أبناء الشعب للاصطفاف الوطني خاصة وأن التحديات وصلت مرحلة الخطر وتهديد الوطن بكامله والعودة إلى عهد الامامة الكهنوتي المتخلف .. مرحلة الخطر التي أصبح السكوت عليها خيانة بحق الانتماء للوطن وللثورة والوحدة.
لعلنا نذكر بأن شعبنا الذي ناضل من اجل تحقيق ثورتي سبتمبر 62 وأكتوبر 63م وأقام النظام الجمهوري وأعاد تحقيق الوحدة، هو اليوم أمام ثورة جديدة للحفاظ على ما حققته مكتسبات ثورتي سبتمبر وأكتوبر ورفض كل أساليب الهيمنة والتحدث باسم الشعب الذي شاهدنا حشوده المليونية أمس ومنذ يومين خلف الرئيس هادي.. ونكرر اليوم في هذه المناسبة أن علينا كمواطنين وكقوى وطنية ومكونات سياسية الاصطفاف الشعبي والوطني لحماية المكتسبات الوطنية وتنفيذ مخرجات الحوار والوقوف في وجه العنف والإرهاب .. علينا في المقام الأول الإدراك أن الوطن في خطر أكيد والدفاع عنه في أيدينا وليس في شعاراتنا بل باصطفافنا الوطني الشعبي الواسع.