أن طموحات الجماهير في التغيير وتصحيح مسار البلد في كل الاتجاهات تصطدم بالمصالح التي اكتسبها البعض بغير حق قانوني أو إنساني وخاصة ممن كان يتلقى دعماً من ميزانية الدولة منافياً للقيم والقوانين الإدارية والمالية ألحقة ضمن سياسة شراء الذمم والخنوع والاستسلام للحاكم بهذا الدعم يصبح راضخاً ومستسلماً غير قادر حتى على فتح فمه . هناك من استوعب التغيير وتحرر من قيود الماضي التي سلبته حريته وإنسانيته لكن بعضهم لازال يصارع هذا التغيير ويرفض قبوله وهو يسير اليوم عكس التيار وسيجرفه إلى مزبلة التاريخ يتوهم أن هذا الدعم حق مكتسب ولن يفرط فيه (مطزز) للتغيير والصالح العام .من هؤلاء الاتحاد العام لعمال الجمهورية الكهل الوديع والمطيع للدولة والسلطان منذ زمن لم نسمع له نداء استغاثة واحد عندما خصخصت المؤسسات العامة للدولة في عدن بشكل سيئ وحرم 80 % من عمال عدن من أعمالهم ومستحقاتهم وأصبحوا على أرصفة الشوارع جماعة خليك في البيت ليس هذا فقط بل الاتحاد نفسه بعد 1994م فصل كثيرا من الوطنيون الشرفاء الذين كانوا السد المنيع لحماية العمال في المجلس المركزي ومجالس المحافظات من عنجهية واستبداد وتكبر الحاكم وقتها بقرار تعسفي ولم تصلح أحوال الاتحاد إلى هذا اليوم بل صار جزءاً من مؤسسات حزب الزعيم يعين من يريد ويقصي من يريد رامي وثائق وأدبيات الاتحاد والنقابات عرض الحائط ثم انتهكت حقوق العمال من بدلات عمل وعلاوات سنوية لعدة سنوات والى هذا اليوم الظلم سار دون ان يقدم الاتحاد شيئاً يذكر في ذلك .الكل يعرف خبايا ودهاليز الاتحاد الذي باع ذمته للحاكم حينها بدعم من ميزانية الدولة وعندما سقط هذا الحاكم واتى من يصلح حال البلد ويصحح ما خلفه لنا الفساد من صرفيات وهبات ودعم غير محدود أثقلت كاهل الوطن وميزانية الدولة نطق أبو الهول مدافعا عن ما كان ينهبه بغير حق مهددا بفك الشراكة . الشراكة في ماذا في نهب الميزانية ام بناء البلد ودعم مخرجات الحوار لتكون واقع معاشاً وإصلاح أحوال العمال وتحسين معيشتهم .على الدولة ان تعلن تأسيس لجنة عمالية من أوساط العمال الحقيقيين في المصانع ومواقع العمل لا علاقة لهم بالسياسة والحزبية تكون هذه لجنة تحضيرية لعقد دورة انتخابية عمالية كاملة من القاعدة للقمة بتنافس شريف بعيد عن الحزبية بل تجريم تدخل الأحزاب في شئون النقابات لأنها منظمة حقوقية مطلبيه ليست سياسية ستنتج هذه الانتخابات نقابات عمالية حقيقية منتخبة تمثل كافة العمال في الجمهورية والمحافظات وتعتمد في صرفياتها وتموينها على اشتراكات العمال وممتلكات الاتحاد التي يجب أن يستعاد ما نهب منها ولن تحتاج لدعم الحكومة لأنها ستكون نقابات حرة ونزيهة .اخجلوا من أنفسكم البلد يتغير ويتقدم وانتم لازلتم متمسكين بامتيازاتكم التي حصلتم عليها في زمن ثرنا عليه ونغيره اليوم وكان الأحرى بكم ان تواكبون هذه التغييرات لتكونوا جزءاً من الحاضر والمستقبل لكنكم مصرون وبعناد ان تكونوا جزءاً من الماضي .مارسوا الديمقراطية ثقافة وسلوكاً في تعاملكم مع الآخر انسوا أنكم كنتم تفرضون على الآخر ما تريدون بسلطة الحزب الحاكم اليوم الناس تحررت ولم تعد تقبل الإملاء والعنجهية والاستكبار والإقصاء تقبلوا النقد وافتحوا صدوركم وقلوبكم للآخر فالجميع شركاء في الوطن والاتحاد .اليوم الاتحاد صار كهلا لا يستوعب الجديد وعليه لابد من تشبيب وتجديد الاتحاد بدماء جديدة شابة قادرة على مواكبة تغييرات العصركنت أتوقع أن أجد في عيد العمال تكريما لمؤسسي ومناضلي الحركة العمالية اليمنية الجيل الأول الذي اليوم يعانون الإهمال ويشكون من الأمراض دون ان يقدم لهم الاتحاد أي مساعدة لأنهم ليسوا من نفس الصنف وهذه هي لعنة الزمن على الشرفاء في هذا الوطن المعطاء.
|
مقالات
اتحاد العمال ومقاومة التغيير
أخبار متعلقة