الفصل الثاني/ الجزء السادسانقضى الاجتماع بدون أن اشعر بالوقت، وقمت بمراجعة الأوراق والمفكرة الخاصة التي دونت عليها أهم ملاحظات الاجتماع، وغادرت الغرفة متجها إلى مكتبي، وما إن رأتني السكرتيرة الخاصة حتى قفزت من مكتبها وهي تعطيني البريد الخاص بي وهي تخبرني أن زوجتي منال قد اتصلت ثلاث مرات وهي تريدني الاتصال بها للضرورة.نظرت إليها دون إجابة، وأومأت برأسي لأدخل إلى مكتبي وأغلق الباب وأنا ألقى بالحقيبة على الأريكة المواجهة للمكتب، ثم التففت حول المكتب لأجلس خلفه وأنا أسند ذقني علي يدي محدقا بالهاتف حتى غرقت في بحر الأفكار ...فقد كانت الأحداث تتوالى في سرعة لم أعهدها في حياتي الرتيبة، ولم يسبق لي أن شعرت بكل هذا النشاط بعد تلك الليلة التي أمضيتها مع إسراء ...واليوم، تبلغني السكرتيرة بأن زوجتي قد اتصلت بي ثلاث مرات متتالية، وتعد هذه السابقة الأولى منذ أول يوم في زواجنا ، لم ألبث سوى أن التقط نفسا عميقا، وأطلقه في تنهيدة قوية، ثم التقطت سماعة الهاتف لأتصل بأرقام منزلي في سرعة، حتى أجابت منال متسائلة عن المتحدث فأجبتها في سرعة-إنه أنا يا منال ... مدحت، ما الأمر ؟هتفت في سرعة وقلق :-مدحت، أين كنت ... لقد اتصلت بك ثلاث مرا ....قاطعتها في ضجر بعد أن عرفت من صوتها أنه لا شيء يدعو للقلق :-هل كل شيء على ما يرام؟أجابني الصمت لفترة طويلة حتى قالت في نبرة من الرجاء :-هل ستعود إلى المنزل اليوم؟تسرب القلق إلى أعماقي، فقد كانت المرة الأولى بحق التي أجد فيها زوجتي ناعمة ومنكسرة بهذه الطريقة، ولكنى أجبتها في النهاية بصوت متحشرج :-بالتأكيد.أجابتني بصوت أكثر همساً :-سأنتظرك.أغلقت الخط، وظللت متسمراً وأنا أسمع صوت الهاتف بعد إغلاق الخط، ثم أغلق الخط أنا الآخر، وأنا أشعر بأن الأيام القادمة ستحمل الكثير .... والكثير جداً.
|
ثقافة
أهداب الخيانة
أخبار متعلقة