ما الذي جرى لكم يا أهل أبين التاريخ ؟ رموزكم وقيادتكم ومناضلوكم يرحلون واحداً تلو الآخر بصمت وبدون أن يشار إلى رحيلهم أو المشاركة في جنازتهم أو في عزائهم وتظل المعرفة غائبة عن هذا أو ذاك إذا ما سألته عن رمز من رموز أبين التاريخ لا تجد أي رد لديه وكأن الجميع مصاب بمرض السادية الذي يجعل الإنسان لا يحس بشيء إلا بالتلذذ بمعاناة الناس مع أن الموت حق والبقاء لله وحده ولكل نفس أجل مسمى وهم السابقون ونحن اللاحقون .رموز كبيرة وقيادات بارزة وشخصيات مهمة لها بصمات مشرقة في هذه الأرض الطيبة غادرت هذه الدنيا الفانية ولم يسمع عنها ولم يكتب عنها أحد من أهل أبين التاريخ وكأن أبين لا يوجد فيها أي كاتب أو قلم مع أنها هي رائدة التنوير والإشعاع ولكنها قاسية على أهلها وكأن أهلها ملتزمون بما قاله الوحش أو المحتلي ونسوا ما قاله أبوبكر العندي عوض محسن عوض الحافة يغارد وكذلك أخوه سعيد محسن الحافة والمهندس أحمد السيد وسالم أحمد القبيلي “ توره” وعامر سيف الصوري وناصر مصر جميعهم غادروا هذه الدنيا الفانية وهم هامات كبيرة ورموز لها وزنها ولها تاريخها ولكن لأنها من أبين التاريخ قوبلت بالتجاهل والإهمال والجحود ولن تقرأ لا تعزية ولا كلمة رثاء بحق أي رمز من هذه الرموز وبالمقابل نقرأ التعازي والمرثيات تأتي من الخارج ومن الداخل لرموز لا تساوي شيئاً أمام هؤلاء الرجال الشجعان والمغاوير رحمة الله عليهم ورضوانه.عوض محسن الحافة أبو سعيد هو علم بارز من أبين التاريخ غاب عن هذه الأرض الطيبة بهدوء مع أنه قدم لهذه الأرض الطيبة أجمل وأشرف الأعمال النضالية .. عوض محسن الحافة هو القائد العسكري الفذ والقيادي في الجبهة القومية لتحرير الجنوب المحتل الذي كان يعمل بصمت ويعمل على توزيع الحراسات في زنجبار عاصمة السلطنة الفضلية سابقاً بحيث تكون الحراسات في أماكن لا تصدم بالثوار والفدائيين الذين يهاجمون مواقع وقيادات السلطنة وهو نفسه الذي يستلم السلاح عندما يأتي من خارج زنجبار من الوضيع أو غيرها بواسطة الأخ المناضل الوطني الكبير المرحوم علي أحمد محوري رحمة الله عليه ورضوانه ويقوم بوضعه في الأماكن المخصصة له وهو نفسه القائد العسكري وأخوه المناضل الوطني الكبير المرحوم سعيد الحافة من وفرا الحماية لقيادات الجبهة القومية التي كانت معرضة للقتل وكاتب هذه السطور واحد من رجال الجبهة القومية الذين وفرت لهم الحماية ودخل الأخ سعيد الحافة في تحد مع قيادات الأمن التي أرادت اغتيال كاتب هذه السطور في زنجبار وهو نفسه أي المناضل الوطني الكبير المرحوم عوض محسن الحافة من كان يوزع الفدائيين في زنجبار وفي غيرها من المناطق التابعة للسلطنة الفضيلة في دلتا أبين.عوض محسن الحافة هو ابن آل نصيب رجال أبين التاريخ الأوفياء الذين عملوا كل ما من شأنه استتباب الأمن والاستقرار في الماضي في زنجبار الفضلية وغيرها وتاريخ الشيخ الجليل والفاضل المرحوم سالم نصيب أبو منصور رحمة الله عليه ورضوانه خير شاهد على هذا العمل.عوض محسن الحافة هو ابن المناضل الوطني الكبير الشهيد محسن عوض الحافة الذي اغتالته الطائرات البريطانية في مدينة شقرة عاصمة السلطنة الفضلية سابقاً عندما كانت تبحث عن السلطان صالح بن عبدالله بن حسين الفضلي رحمة الله عليه ورضوانه وعندما شاهدته وهو راكب فوق الحصان وهو شخصية شجاعة ومقدامة خرج بالحصان فانهالت عليه الطائرات بالقذائف حتى الشهادة والسلطان خرج من طريق آخر.. و هذه القصة معروفة للجميع .. فمثل هذا المناضل الوطني الكبير ورفاقه الآخرين الذين تم ذكرهم أعلاه ألا يستحقون منا كلمة وفاء وكلمة طيبة في حق كل واحد منهم؟ فهم رموزنا ورفاقنا في النضال وفي كل عمل طيب.لصالح هذه الأرض الطيبة وعلينا نحن أهل أبين التاريخ أن نخرج من دائرة اللامبالاة ودائرة مرض السادية لأن هذين المرضين سيقضيان علينا وهذا ما يريده الآخرون وعلينا أن نحافظ على من تبقى من زملائنا ورفاقنا .. اللهم فاشهد إني قد بلغت.
|
آراء
علم أبين الذي غاب
أخبار متعلقة