في أربعينية شهداء مجزرة ميدان السبعين الإرهابية
أكدت شخصيات أكاديمية وسياسية واجتماعية في محافظة الحديدة أن الحرب التي تخوضها اليمن اليوم على الإرهاب قد كتبت عليها ولم تخترها حيث كانت اليمن في مقدمة البلاد العربية تعرضاً لإضرار ومخاطر الإرهاب. وأشارت إلى أن هذه العاصفة المدمرة داهمت اليمن منذ وقت مبكر كان فيه التفكير منصباً ومتمحوراً على قضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية واستهدفت بشكل مباشر من قبل عناصر الإرهاب قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م في الولايات المتحدة الأمريكية.ولفتت إلى أن حادثة الاعتداء على المدمرة الأمريكية كول في ميناء عدن قد كشف للجميع أن اليمن قد وضعت على رأس قائمة الدول المستهدفة من تنظيم القاعدة وعناصره المتطرفة.وأوضحت الشخصيات في أحاديث منفردة لـ “14 أكتوبر” في الفعالية التأبينية الأربعينية لشهداء مجزرة ميدان السبعين الإرهابية والتي راح ضحيتها أكثر من (100) شهيد و (300) جريح من أبطال الأمن المركزي أن الحادثة مأساة بكل ما تحملها الكلمة من معنى هزت مشاعر الكثيرين وأدمعت عيون الأطفال قبل الكبار واحتضرت معها الإنسانية عند مقاصل التطرف والإرهاب.وطالبت الأجهزة الأمنية بسرعة تقديم من ثبت تورطهم في القيام بحادثة التفجير وارتكاب العملية الانتحارية إلى المحاكمة لينالوا جزاءهم الرادع مؤكدة أن أربعينية شهداء السبعين لم تزد اليمنيين إلا قوة وإصراراً وعزيمة في مواجهة الإرهاب والقضاء عليه بشتى الوسائل، وترحمت على أرواح الذين سقطوا ضحية الغدر والخيانة مبتهلة إلى المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته وأن يمن على الوطن بنعم الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار.. واليكم حصيلة ما جاء فيها: [c1]التضامن والاصطفاف[/c] بداية قال العميد/ ناصر عبدالله الطهيف مدير عام أمن محافظة الحديدة:يظل الإرهاب من وجهة نظري آفة مدمرة يجب محاربته مهما اختلف مكانه أو زمانه فهو في شكله أو مضمونه فكر مريض أهوج يروج له المرجفون والحاقدون وأعداء الإنسانية وإذا كنا في اليمن قد شهدنا حادث السبعين وهو أبشع حادث إرهابي على الإطلاق فإن من الضروري أن يكون للمجتمع موقف موحد قوي وفاعل يقف بكل قوة في وجهه ويتصدى له، فديننا الإسلامي الذي نستمد منه سلوكنا وأفكارنا وتعاليمنا ينبذ الإرهاب ويضعه في قائمة الإجرام وتوعد كل من تسول له نفسه قتل الأبرياء وإزهاق الأرواح وإتلاف مقدرات وممتلكات المجتمع ومهما حاول المرجفون أيضاً إيصاق أفعالهم المشينة بالإسلام فإنه بريء منهم.. إن مسؤولية الإنسان تجاه دينه ووطنه ومجتمعه تحتم عليه الوقوف بكل حزم وقوة في وجه كل مرجف ضال ومفسد كما يحتم ذلك توحيد الصفوف لمحاربة هذا المرض السرطاني الذي يستهدف الوطن وأبناءه. [c1]مسؤولية الدولة تجاه أسر الشهداء:[/c]وقال الأخ/ طارق عبدالجليل ردمان نائب مدير عام شركة عبدالجليل ردمان للتجارة والصناعة المحدودة بالمحافظة:ستبقى بلادنا أبد الدهر مطمئنة تعيش في أمن وأمان وسلام واليوم نحن نتضامن مع أسر الشهداء الذين ذهبوا ضحية التفجير الإرهابي الذي حدث أواخر مايو قبل الماضي من العام الجاري في ميدان السبعين ونطالب الأجهزة الأمنية بتحمل مسؤولياتها والقصاص ممن قام بهذا العمل الإرهابي الذي لا يرضي الله تعالى ولا رسوله ولا يقره دين أو شرع ومحاكمة الذين تم القبض عليهم من الخلية الإرهابية وأعلن عن أسمائهم الاثنين 2 /7 /2012م في الفضائية اليمنية ووسائل الإعلام ونحن نعلن التضامن ونؤكد بحزم الوقوف أمام كل من تسول له نفسه المساس بأمن ومقدرات هذا الوطن وكل فكر دخيل على مجتمعنا ونثمن ما تقوم به قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وحكومتنا الرشيدة من أجل نماء وازدهار الوطن ومكافحة الإرهاب ومن يقفون وراءه.[c1]محاربة الأفكار الهدامة [/c]وأوضح الأخ/ نجيب سيف المقطري مدير عام الهيئة العامة للبريد والتوفير البريدي منطقة الحديدة أن الغدر وسفك الدم وقطع الطريق وإرعاب الناس عادات قبيحة ومستهجنة يعاقب عليها الشرع.. أن الإرهاب والغدر والتطرف أفكار دخيلة على المجتمع اليمني ولبست زوراً وبهتاناً لباس الدين وهو منها براء ولا خلاف على أن تعميق الانتماء الوطني أصبح مطلباً مهماً وملحاً في هذه المتغيرات المتوالية لتقوية الروابط بين المجتمع وإشاعة روح الأخوة والتسامح والمحبة لمواجهة هذه المتغيرات والتحولات بكل كفاءة ونجاح ولعل مؤسستنا التربوية والإعلامية وفي مقدمتها المدرسية والصحفية مطالبتان بالمزيد من الجهد والتوعية والتنوير لإعداد النشء إعداداً فكرياً تربوياً سلمياً وتحصينه ضد الأفكار الهدامة والتيارات المنحرفة.[c1]وقع الحادثة ودموع الأمهات [/c]وقال الأخ / مجيب أحمد حازم الشعبي مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء منطقة الحديدة:ونحن نحيي ذكرى أربعينية شهداء الوطن في الحادث الإرهابي الشنيع الذي حدث بميدان السبعين في الحادي والعشرين من مايو قبل الماضي من العام الجاري 2012م وذهب ضحيته ( 100) شهيد و(300) جريح من أبناء قواتنا المسلحة والأمن لنشعر بالحزن والأسى من هذا المصاب الجلل الذي ندعو الله تعالى أن يكون الأول والأخير من نوعه فقد أشرق يوم الثاني والعشرين من مايو هذا العام بآهات الثكالى ودموع أمهات فقدن فلذات أكبادهن .. ذهول أصاب الجميع لهول وفداحة المجزرة التي ارتكبت بحق أبرياء تناثرت أشلاؤهم وهم يأملون المشاركة في العرض العسكري عشية الاحتفال بالعيد الوطني للوحدة اليمنية .[c1]دموية الحادث ووحشيته[/c]وأضاف الأخ /جمال عبد الواحد الحميري - مدير عام مكتب الواجبات الزكوية في المحافظة أن استشهاد(100) جندياً وجرح المئات بطريقة غادرة وجبانة لا استطيع أن أصف مرتكبيها بأي وصف لفداحة الحادثة ودمويتها ووحشيتها فهي لا تمت إلى الآدمية بصلة ماذا سيقول مرتكبوها لربهم بعد أن استحلوا دماء (100) شهيد وجرح المئات؟ ما حدث في ميدان السبعين لا يقل عن جريمة حرب ارتكبتها عناصر إرهابية لا تريد للوطن الأمان والاستقرار.. لم استطع تمالك نفسي من هول المنظر وأنا أشاهد أشلاء الجنود متناثرة في كل مكان صبغوا عيد الوحدة بدماء أبرياء لا ذنب لهم ولا نعرف إلى متى سيظل مثل هؤلاء يزيدون من أوجاعنا ولا شيء يقف أمام جبروتهم .. ألا يكفيهم ما شهده الوطن من أزمة وما خلفته وراءها من فوضى وخراب ودمار وفقدان لمشاريع البنى التحتية ونقص شديد في الاحتياجات اليومية ومعاناة جديدة عاشها المواطن على مدى عام كامل أكل الأخضر واليابس وحطم كل الآمال. [c1]القتلة ونيلهم الجزاء الرادع[/c]وأكد الأخ عبد الرحيم عزي - مدير عام البنك اليمني للإنشاء والتعمير فرع محافظة الحديدة أن ما حدث في ميدان السبعين هو أكبر دليل على أن وطننا يتعرض لهجمة شرسة من الداخل والخارج فالجريمة التي ارتكبتها يد الغدر والخيانة بحق أبنائنا وإخواننا من منتسبي الأمن المركزي في ميدان سبعين ذرفت عليها الدموع وتقطعت القلوب من هول تلك الجريمة البشعة فهل نترك القتلة يمرون مرور الكرام ؟ على الدولة والأجهزة الأمنية تقديم عناصر تلكم الخلية الإرهابية التي أعلن الأمن القومي عن القبض عليهم وعرضت صورهم وأسمائهم الاثنين الماضي سرعة تقديمهم إلى المحاكمة والاقتصاص منهم والقبض على من تبقى منهم وما زالوا فارين من وجه العدالة لينالوا جزاءهم الرادع.وأشار الأخ / جمال القباطي - مدير عام فرع الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة بالمحافظة إلى أن الحادثة رغم فداحتها وبشاعتها تعد إنذارا مبكراً لما سيليها من أحداث وسلسلة تفجيرات انتحارية مستقبلية واستهداف الأماكن والأحياء والمنشآت الحيوية والمهمة ربما لن تتوقف عند حدود معينة ولن تنصهم ضمن جداول زمنية إذا لم يتم ترقبها وتلافيها والإعداد والتخطيط المسبق الحكيم والنافذ لمواجهة مخاطرها كسياسة أولية يتم إدراجها ضمن أولويات المرحلة القادمة.إن مواجهة خطر لإرهاب وانتشاره واجب وطني يدعو كافة القوى والأحزاب والتنظيمات السياسية والحزبية والمستقلة أن تعي دورها وأن تكون عند مستوى المسؤولية الوطنية والاصطفاف في مواجهة هذا الخطر والتحدي القادم. [c1]الخطر القادم[/c]وأكد المقدم أحمد محمد العجاء - مدير مجمع الإصدار الآلي لخدمات الشرطة الموحد بالمحافظة : إن تم التجاهل أو السكوت على هذا الخطر الإرهابي فستغرق السفينة الوطنية بمن عليها فهنا لم تعد المشكلة الحقيقية في وجود النظام السابق أو القاعدة أو بقدر ما يواجه المجتمع اليمني من خطر قادم أكبر متمثلاً في الإرهاب السياسي “ ركائزه الأساسية وعوامله وآثاره “ مجتمعة إذا لم يتم القضاء عليها كلياً سنشهد في الأيام والأشهر والسنين القادمة موجة جرائم أكثر فضاعة وبشاعة من وجهة نظري مما حدث في السبعين وسيصبح الوطن ساحة للفوضى والمآسي وهذا ما لا نتمناه أبداً.[c1]المواجهة والدعوة إلى الحوار[/c]ولفت الباحث الدكتور / نضال محمد علي الحميري أحد الأكاديميين في المحافظة إلى أن مواجهة تنظيم القاعدة مع الجيش لن تنحصر في خطوط المواجهة الأمامية بل ستمتد إلى ما هو أبعد مما سيزيد من هذه الأوضاع وتفاقم المشكلة وتعتبر حادثة السبعين ناقوساً مبكراً يدق أجراس الخطر لنصحو جميعاً من الغفلة السياسية والسبات العميق في أحلام المفاوضات والتسويات والمهاترات الإعلامية والسياسية وهذا ما يجب أن يتم فليصح أبناء الوطن مما هم فيه وليستعدوا لمواجهة الخطر الأكبر المحدق بالوطن “ الإرهاب” واستئصاله من جذوره بشتى الوسائل والسبل ، إن الدعوة إلى الحوار مع الفكر المتطرف مطلوب خاصة في المرحلة الراهنة فالعنف لا يولد إلا العنف وتلك الجماعات الإرهابية المتطرفة ليس لديها ما تخسره ضمن عقيدة إيمانية مفادها أن التفجير الانتحاري أعلى مراتب الشهادة في جنات الخلد.[c1]الأمن.. سياج الوطن[/c]وقال الأخ خالد عبدالله فكري ـ المدير المالي بالمؤسسة المحلية للمياه في المحافظة: لا حياة بلا وطن ولا وطن بلا أمن فالوطن هو كل شيء في الوجود وفي المقابل فإن الأمن سياج لذلك كله ولأنه يحمل هذه الأهمية الكبيرة وما يلعبه من دور في حياة البشرية والمحافظة على ثرواتها ومقدراتها فإن مبعثه الأول والأخير يبدأ من المجتمع وينتهي إليه فكل فرد تقع على عاتقه مسؤولية الأمن ونشره وهذا هو الركن الحقيقي لوعي المجتمع لأنه مشعل للحضارة والتقدم ولعلنا كمجتمع مسلم معنيون بأن نسير على هذا النهج ومحاربة كل ما يتنافى مع قيمه النبيلة وفي مقدمتها أعظم أداء يواجه البشرية “الإرهاب” الذي يعد مصدره الجهل، وكما يقال الجاهل عدو نفسه.[c1]الحادث الإجرامي[/c]وتابع الحديث الأخ صالح حسن حسن مهدي ـ المأذون الشرعي لمنطقة 7 يوليو بالحديدة بالقول: أتوجه لأسر الشهداء من أبطال قواتنا المسلحة والأمن بعظيم المواساة والابتهال إلى المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان والذين ذهبوا ضحايا الغدر والخيانة والإرهاب والتطرف في الحادث الإجرامي الذي حدث في ميدان السبعين عشية الاستعداد للاحتفال بالعيد الوطني الثاني والعشرين للوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية ومضى (40) يوماً عليه.. لا شك أن العالم بأسره أصبح معنياً بدراسة ظاهرة الإرهاب بشتى أشكاله وصوره وأجزم أن توحد الأفكار والاصطفاف معاً في محاربة هذه الظاهرة سيفتح الباب لاستئصال هذا الداء من كل المجتمعات ولعل ما يبهج النفس اليوم هو تمكن الأجهزة الأمنية من القبض على الخلية الإرهابية التي قامت وخططت ونفذت هذا الجرم الشنيع ضد أبنائنا وإخواننا من قواتنا المسلحة والأمن الذين إن شاء الله تعالى سينالون جزاءهم الرادع ويكونون عبرة لأمثالهم من المجرمين والسفاحين.[c1]تحصين الشباب[/c]وقال الأخ عادل أحمد ناجي ـ مدير إدارة تحصيل ضريبة القات بمكتب ضرائب الحديدة: إن ما يؤلمنا حقاً أن هذه الفئة الإجرامية من الإرهابيين هم من شباب الوطن من عاشوا وترعرعوا على ترابه الطاهر وأن من ما قاموا بقتلهم هم إخوانهم.. للأسف هؤلاء القتلة امتلأت نفوسهم حقداً وغلاً وأصبحت شياطينهم تصور لهم أوهام وأفكار دخيلة علينا، ذرفت عيناي بالدموع وأنا أشاهد منفذ حادثة السبعين وهو شاب في مقتبل العمر لم يتجاوز العشرين من عمره ، ما الذي دعاه إلى فعل ذلك؟ وما الذي جعله إرهابياً؟ وما الأسباب التي جعلته يسلك هذا الطريق الخطير؟ومن صور له أنه سيدخل الجنة ويتزوج من الحور العين؟ إن الأمر يدفعنا للتصدي لكل المحاولات الشيطانية كل على قدر استطاعته بداية من الأسرة والمدرسة والمجتمع لأن وقاية الشباب قبل وقوع الحدث أهم من المعالجة بعده، ويظل تحصين الشباب ضد الأفكار الهدامة وحل مشاكلهم من فراغ وبطالة مسؤولية مشتركة يتحملها الجميع.[c1]دموع الوطن الجريح[/c]وقال الأخ عادل يحيى معوضة ـ رجل أعمال في القطاع السكني في المحافظة:احتبست دموع الوطن الجريح في الأحداق حزناً على فقدان أبنائه فلذات أكباده وحراس ربوعه يومها فتش الوطن عن رداء يكتسيه ومن هول الفاجعة اهتزت المحافظات بأجمعها على ألم صنعاء وحزنها وأنينها ومعها بكينا وأخرست ألسنتنا في هذا اليوم الدامي الذي لم تشهد له صنعاء مثيلاً من قبل وكيف نفر من مأساة وطن؟ واحتضار الإنسانية عند مقاصل التطرف والمؤامرة والعمالة والخيانة والإرهاب.. واليوم فقد استبشرنا خيراً بخبر إلقاء القبض على منفذو تلك العملية وليأخذ القانون مجراه ويتم الاقتصاص منهم في أسرع وقت ممكن.[c1]كسر شوكة الإرهاب[/c]وأختتم الحديث الأخ صادق أحمد الحاتمي ـ رجل أعمال وأحد الشخصيات الاجتماعية المعروفة بمديرية الجراحي في المحافظة: العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف أفراداً من الأمن المركزي بميدان السبعين لن يزيد اليمنيين إلا عزيمة وإصراراً على كسر شوكة الإرهابيين ونشر رماد هزيمتهم على رياح الخزي والعار.. وألف ألف رحمة تغشى أرواح الشهداء الذين رحلوا عنا وهم يحملون شرف التضحية والفداء والواجب ونحن على دربهم لن نتراجع وماضون في تحقيق الانتصارات والانجازات وإرساء وتثبيت الأمن والاستقرار ونطالب الدولة وعلى رأسها القيادة السياسية ممثلة بالأخ عبدربه منصور هادي بتحمل مسؤولياتها تجاه أسر الشهداء وتقديم الرعاية الكافية لهم وعدم ذهاب دماء هؤلاء الشهداء هدراً.