الاحتفال اليوم بمناسبة يوم الإعلاميين لا يمثل فقط تأكيداً على تقدير الدولة لهذه المهنة وللعاملين في جلالها وخطورتها ومشاقها واحتراقاتها ومتاعبها، بل ويمثل تعبيراً عن الفهم العميق للدور النهضوي والتنويري لمهنة الإعلام والصحافة، وما تضطلع به من المهام الكبيرة في النهوض بوعي الإنسان الذي هو هدف التنمية ووسيلتها.ويتمثل ذلك التقدير الكبير للدولة بزعامة فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بما توليه الحكومة ممثلة بوزارة الإعلام لهذه المهنة وما توفره من بيئة خصبة للتطوير والتحديث في جوانب التأهيل ومجال التحديث التقني فضلا عن العمل الدؤوب للارتقاء بالوضع المعيشي للصحفيين والاعلاميين بشكل عام والذي يتجلى بالعمل الحثيث لإقرار التوصيف الوظيفي في أجهزة الإعلام، وما تم هذا العام من إقرار صرف علاوة طبيعة العمل كخطوة أولى نحو مزيد من الخطوات في هذا الاتجاه.كما تجلى الفهم العميق لدور الإعلاميين وخطورة العمل في بلاط صاحبة الجلالة فيما يتكرس ويتعزز في الواقع من الضمانات الحقوقية للصحفيين، وحرية الصحافة والرأي والرأي الآخر، وحماية الصحفيين من مترتبات عملهم، وما تفرضه مهنتهم من إبداء الرأي في مختلف القضايا والمستجدات، وخصوصاً ان ذلك قد يؤدي الى الاحتكاك مع الرأي الآخر، او مع مصالح قد لا يوافقها هذا الرأي او ذاك.لكننا في هذه المناسبة- مع ذلك- نحب ان نلفت عناية المختصين إلى مسألة مهمة، وهي ان الصحفي مازال بحاجة ماسة لحماية من نوع آخر، هذه الحماية تتمثل أولاً في ضرورة ان يتوفر للصحفي مطلب الكفاية في المعيشة حتى لا يظل في موضع الضعف والحاجة والخضوع لإملاءات الغير، وعدم القدرة- بالتالي- على إبداء رأيه الحقيقي بطلاقة في مختلف المسائل التي يفترض أن يقول فيها كلمة حق.أما الثانية فتتمثل في حمايته من عدوانية الأمراض المترتبة عن الانفعالات وحرق الدم والأعصاب والتعرض للأخطار المختلفة بسبب الرأي، فضلاً عن التضييق والمضايقات التي قد تأتي من هنا وهناك من الجهات التي قد لا يروق لها الرأي المنشور، واقصد بذلك مجانية العلاج والمعالجة في الداخل والخارج، لان هذه الفئة لا يسلم فرد فيها من بلاء عظيم، إن لم تكن ابتلاءات عظيمة، وفي مقدمة ذلك أمراض السكر والضغط والقلب والعيون.عموماً نرجو أن تظل هذه المناسبة حافزاً لمزيد من العمل على تطوير وتحديث هذا القطاع والاهتمام بالشموع المحترقة في مسيرة النور، وفي بلاط صاحبة الجلالة ليبقى الحرف مشعاً وتبقى الكلمة نصراً للحق والثورة والجمهورية والوحدة.
|
ءات
يوم الإعلاميين .. تقدير عالٍ وفهم عميق
أخبار متعلقة