فالنسيا / وكالات :هل ستتخطى الصحافة المكتوبة التحدي الذي تفرضه الانترنت؟ النجاح يتوقف على أن تجد "لغتها الخاصة"، التي لا تزال قيد الاكتشاف. والجلسة الأولى من المؤتمر العالمي للصحافة الجديدة، الذي عقد في مدينة فالنسيا الاسبانية مؤخرا، قدم رؤية متفائلة حول الصحف، حيث ركزت مداخلات المشاركين فيه على محاولة العثور على صيغة مناسبة لتحقيق ذلك. المحترفون الإعلاميون لم يتكهنوا بنهاية الإعلام، لكنهم أكدوا ضرورة التغيير فيه وأن الأزمة التي تعصف بوسائل الإعلام المكتوبة لن يعاني منها سوى أولئك الذين يوقرون السلطة،على حد تعبير مدير صحيفة "الموندو" بينيغنو كمانياس، الذي رأى أن الذين لا يملكون الجرأة في ميدان البحث والتحقيق هم وحدهم المعرضون للخطر. وأضاف كمانياس إن تقصي الأحداث وصولا إلى ما هو أبعد من المعلومة المؤسسية البسيطة يتطلب ساعة توظيف الموارد مواجهة خطر الوقوع في الخطأ وحتى خطر أن يتهموك بالعمل في إطار الصحافة الصفراء، كما راهن على التجديد سواء في المضامين المعلوماتية أو في القنوات والتأويل لمواجهة تحد المعلومات على شبكة الانترنت. أما رئيس الوكالة الاسبانية للأنباء (إفي) أليكس غريجيلمو فلقد أعرب عن الخط التفاؤلي نفسه وأكد أن الإعلام المكتوب يمر بأزمة لكنها ليست أزمة كارثية بل أزمة تغيير وذكر بأن كل وسيلة إعلامية تكون مماثلة لمنافساتها في البداية، لكن كلما سقت كل واحدة منها طريقها وتقدمت إلى الأمام فإنها تحدث تحولاً ذاتياً وتدفع الوسائل الأخرى إلى التغيير. ذلك ما حدث مع ظهور الراديو وفي وقت لاحق مع التلفزيون وسيحصل الآن مع الانترنت. وبالتالي فإن الصحافة المكتوبة ستعثر على لغتها الخاصة في هذا السياق الجديد، رغم أن ذلك المفتاح لا يزال قيد الاكتشاف. وقارن غريجيلمو الانترنت بالشارع ووصف الشبكة بأنها حيز مرئي حيث تطرح الناس وجهات نظرها وتتعايش معايير جميع الطبقات، التي يتعين على الجمهور الاختيار من بينها جميعا. ومن وجهة نظره فإن هذا الجمهور سيختار من "يقدم بسرعة أكبر المعلومة مع الصورة والصوت والفيديو".أما المقترح الذي قدمه رئيس وكالة "أوروبا برس" آسيس مارتن دي كابيداس فلقد تمحور حول "المعلومة المشخصنة والتفاعلية". وهذه ستكون، من وجهة نظره، الطلب المعلوماتي في القرن الواحد والعشرين. وبعيدا عن أن الشبكة تمثل تهديدا فإنها تفترض فرصة لوكالات المعلومات، التي تستخدم في غالبية الحالات أخبارنا بشكل مباشر، على حد تعبير مارتن دي كابيداس. أما موضوع المدونات فلقد كان محور النقاش في مائدة مستديرة، التي وصف المدون الفرنسي لويس لو مير فيها هذه الظاهرة بأنها أداة يمكن أن تساعد على التعريف بمختلف الروايات الخاصة و موضوعات نقدية معينة مثل الحرب والسياسة. التشخيص الأكثر تشاؤما حيال الصحافة الحالية جاء من مدير صحيفة "إيه بي سي"خوسيه أنطونيو ثارثاليخوس، الذي رأى أنها "فقدت مصداقيتها لدى القراء وعزا الأزمة إلى تواطؤ أجهزة الإعلام مع السياسيين" وراهن ثارثاليخوس على "الجودة من أجل عدم السقوط في السطحية" واعتبر أن مستقبل الصحف اليومية يكمن في تعزيز خاصيتها الفكرية والحصرية.
|
ثقافة
الصحافة المكتوبة تبحث عن صيغة تنقذها من سيطرة العصر الرقمي
أخبار متعلقة