مواطنون من أبناء الضالع يعلنون رفضهم ماضي ومرارة التشطير ويتذكرون مآسي الحدود المصطنعة ويروون حلاوة الوحدة
بعد مرور 19 عاماً علىإعادة تحقيق الوحدة المباركة يهمنا بل ويلزمنا الواجب المهني النزول إلى مناطق عاشت أحداث التشطير وعانت ويلات الحرمان وكانت ساحات للصراعات والنزاعات والمواجهات بين الإخوة.واليوم تتفيأ محافظة الضالع ظلال الوحدة وتقطف ثمارها وتزدان بإنجازاتها في هذه المنطقة التي أصبحت حركة عمرانية وتجارية ومجمعات سكانية ومجمعات حكومية تابعة لدولة الوحدة.من المناطق قعطبة وسناح والضالع ما كان يسمى بمناطق التماس الحدودي سابقاً في عهد التشطير البغيض سجلنا أصدق الحكايات من أفواه مواطني هذه المناطق.أول المتحدثين كان الأخ/ أحمد مثنى حيث قال : إن أبناء هذه المناطق وليس من باب المبالغة هم أكثر الناس الذين عانوا وتجرعوا مرارة التشطير وهم من فرحوا وهتفوا وتغنوا من أعماقهم للوحدة اليمنية وأيضاً هم من أكثر المواطنين الذين دافعوا عن الوحدة اليمنية ووقفوا بحزم وقوة بوجه من خطط لمحاولة الانفصال.؟ويقول : قبل 22 مايو 1990م كان من السهل على أي مواطن أن يسافر إلى أي منطقة في العالم لكن من الصعب أن يجتاز الحدود الشطرية التي كانت تفصل بين شمال الوطن عن جنوبه وخاصة في منطقة سناح.ويتذكر الأخ أحمد ويقول : في تلك الأيام الغابرة كنا نعيش في خوف ورعب طوال الوقت وكان ممنوعاً علينا زيارة أهلنا الذين يعيشون بالقرب منا في الجهة الأخرى من الحدود بل كان ممنوعاً علينا حتى الاقتراب من الخط الحدودي الفاصل وإذا أراد الواحد منا السفر لزيارة أهله في الجهة الأخرى فعليه أن يخضع لإجراءات في غاية التشديد ويتم تعبئة استمارات وفي الأخير أحياناً ترد المعلومات بالرفض وهكذا كان حالنا.أما اليوم نحمد الله على هذه النعمة الغالية على قلوبنا أصبحت المنطقة اليوم تزهر بالمنجزات العملاقة في ظل قيام الوحدة المباركة. وأصبحنا دماً واحداً وأعمالنا مشتركة فنحمد الله على هذه النعمة التي من بها علينا.كما يصف لنا الأخ/ عبد الحكيم محمد أحمد منطقة مريس المحاذية للشعيب وهي إحدى المناطق التي شهدت مواجهات ساخنة ودامية في عهد ما قبل الوحدة يصف لنا: واقع الحال في تلك الفترة بالقول : عاشت المناطق الحدودية حالة من الخوف والرعب حتى إذا المرء لم يكن يجرؤ على التفكير في السفر أو حتى عمل مشروع وذلك لأن المنطقة عاشت حالة من اللاحرب واللاسلم التي خيمت عليها وكنا نتوقع اندلاع الحرب في أية لحظة. إضافة إلى الحالة العسكرية والأمنية المتوترة التي كانت تخيم على هذه المناطق على الدوام والجميع يعرف حجم الخسائر التي تكبدتها منطقة مريس في عهد التشطير سواء مادية أو بشرية بسبب المواجهات والحروب والمناوشات التي كانت تقع بين الحين والآخر والألغام مازالت آثارها باقية حتى الآن ولهذه الأسباب حرمت هذه المنطقة من أبسط الحقوق والمشاريع طيلة تلك الفترة حتى تحققت الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م.ويقول الأخ/ علي أحمد محمد أحد أبناء الضالع منطقة العقلة بالضالع انتقل جدي إلى قعطبة قبل الاستقلال من بريطانيا ووالدي كان في الضالع فأصبح من الصعب علينا التواصل مع أهلنا في الحدود الأخرى وإذا جاءت الموافقة أو الرخصة بعد إجراءات مشددة يمنع على الواحد منا أن يصطحب معه أي شيء حتى ولو كانت هدية بسيطة يحملها الإنسان بيده.ويقول الأخ/ ناصر عبدالله من أبناء مدينة سناح الضالع : إن التضحيات التي قدمها شعبنا اليمني منذ قيام الثورة المباركة وعلى درب الحرية كبيرة جداً خصوصاً أيام التشطير والصراعات الدموية إذ حرمنا من الالتقاء وتبادل الزيارات مع أهالينا رغم أنه لا يفصلنا عنهم سوى بضعة أمتار ناهيك عن البطش الذي تعرضنا له إبان الصراعات والحروب السابقة فقد اختفى أبي وأربعة من أقاربي من السبعينات لأسباب سياسية ولا نعلم عنهم شيئاً كما قتل اثنان من أخوالي لأسباب سياسية أيضاً.وننتقل إلى أحد ضحايا التوترات والمناوشات والمواجهات التي كانت تثار وتدور بين الحين والآخر بين الجانبين وهو الأخ / علي عوض مصلح الذي فقد إحدى قدميه عام 1982م ويقول إنه أصيب في انفجار لغم أرضي أثناء مرور السيارة التي كان يقودها وأسعف إلى إحدى المستشفيات المحلية ثم نقل للعلاج في القاهرة وهناك قرر الأطباء بتر رجله اليمنى واستبدالها بصناعية وكثيرون تعرضوا للألغام في المناطق الحدودية سواء في حبيل الريهي أو سناح أو مريس وغيرها.ويؤكد لنا الأخ/ عبدالله المزعقي أنه قبل الوحدة كانت الحياة مأساة كون قريتنا حدودية وكانت الحياة فيها مخاطرة و نسمع فيها الانفجارات ولعلعة الرصاص خصوصاً في أوقات المواجهات والتوترات وكان العبور في هذه الطريق صعب جداً بل مستحيلاً ناهيك عن أنها مليئة بالمخاطر وكان الذهاب إلى الصين أسهل من عبور الحدود وكان الذي يخاطر بنفسه إما أن يقع في الأسر أو يموت أولا يعود وكان الوضع فوق ما يتصوره العقل من شدة الخوف والرهبة والوحشة وقسوة الحياة.وما إن بزغ فجر الوحدة وأزيلت براميل التشطير حتى تنفسنا الصعداء فكأننا ولدنا من جديد فقد زال الخوف والرعب وحل محلها الأمن والاستقرار وحلت محل الألغام مشاريع الوحدة المباركة من طرقات ومدارس ومرافق حكومية ومنشآت صحية وعم الخير والسلام والأمن والاستقرار في المنطقة بفضل 22 مايو 1990م.الأخ/ عبدالله الجحافي يقول : لا أحد هنا في محافظة الضالع يريد أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء لا أحد هنا يريد ما يعكر صفو الوحدة ويعرقل عجلة التنمية سوى شرير أو مريض أو مخدوع. ويرى أن معظم الإنجازات التي تحققت لمحافظة الضالع جاءت إعادة تحقيق وحدة الوطن في مايو 1990م والتي لمت الشمل وكسرت حالة القطيعة بين الأهل والإخوة وأشاعت الألفة والوئام وأصبحت اليوم الضالع تحمل بشائر الخير لأبناء الوطن الموحد.