أثمار هاشمفيما مضى عندما كان أحد مايشكو من توعك صحته فإنه يسارع للذهاب إلى المستشفيات الحكومية ةالتي كانت تزدحم بالمرضى الذين كانوا يذهبون للتسجيل من الفجر ويظلون منتظرين دورهم, وعلى الرغم من التذمر والشكوى التي كانت ترتفع من المرضى نتيجة الأنتظار لساعات طويلة وكذا المحسوبية التي كانت تتم بإدخال بعض المرضى قبل غيرهم فإن أحداً لم يكن لديه خيار آخر سوى الإنتظار .وعندما افتتحت العيادات والمستشفيات استبشر بعض المرضى خيراً ظناً منهم بأن هذا سيخفف من الازدحام الحاصل في المستشفيات الحكومية ولكن الذي حدث بعد ذلك شيىء آخر حيث اصبحت العيادات الخاصة مزدحمة بعدما عمد الاطباء إلى إستقطاب مرضاهم إلى عياداتهم الخاصة والتي تدنت فيها المستويات الخدمية بشكل كبير مثل النظافة, عدم وجود الادوية, تعطل بعض الاجهزة..الخ حتى وصل الامر إلى عدم قيام المستشفيات الحكومية بأداء الدور المناط بها على أكمل وجه.اما إذا انتقلنا عن العيادات الخاصة لوجدنا ان لفظة عيادة في كثير من الاحيان لاتنطبق على بعضها نظراً لصغر حجمها وإنعدام التهوية الجيدة حيث يتشارك اكثر من طبيب في نفس العيادة التي تحوي على صالة إنتظار واحدة الامر الذي قد يؤدي إلى سهولة إنتقال العدوى بين المرضى في أماكن كتلك ناهيك عن الروا~ح المنبعثة من المختبرات الموجودة في العيادات أي ان الجو العام بأكمله في تلك العيادات الخاصة لايساعد على الشفاء مطلقاً.والحديث عن المستشفيات الخاصة لايقل شجناً عن العيادات الخاصة فعلى الرغم من النظافة التي قد يلحظها المرء في تلك المستشفيات فإن ثمن الفحوصات في تلك المستشفيات وكذا سعر الغرفة إذا ماأستدعت حالة المريض البقاء في المستشفى تصل إلى ارقام فلكية مقارنة مع مستوى دخل الفرد في مدينة عدن والذي يعيش معظمهم على رواتبهم الحكومية وهكذا اصبح المريض كلما توجه إلى مكان بحثاً عن علاج وجد اكثر الامامن سبباً في زيادة أمراضه وهو يرى الطب قد تحول من مهنة إنسانية إلى تجارة تصبح فيه حياة المريض وصحته سلعة تتم المتاجرة بها أويصبح كمن ينطبق عليه المثل القائل مصائب قوم عند قوم فوائد فمتى يتم الكف عن العبث بأرواح الناس.
|
مقالات
أوضاعنا الصحية إلى أين؟!
أخبار متعلقة