مواطنون وصناع قرار يتحدثون للصحيفة حول مكامن خطر هطول الأمطار وتدفق السيول والعواصف البحرية ( 2 - 2 )
اجر ى اللقاءات / محمد عبدالله أبو راس تصوير/ علي الدرب - جان عبدالحميد ما بين الساعة الثانية عشرة من يوم التاسع عشر من أكتوبر موعد قدوم المنخفض الجوي إلى بلادنا وحتى موعد انتهاء فعاليته في الساعة الثانية عشرة من يوم 26 أكتوبر أسبوع من المعاناة والمكابدة والصبر .. أسبوع من الجهد المضني للمواجهة في البلد للتخفيف من أثاره ونتائجه .ومند قدومه عبر أرخبيل سقطرى ثم خليج عدن شهدت بلادنا تقلبات مناخية وسقوط أمطار غزيرة خلفت في بعض المناطق آثاراً كارثية في الأرواح والممتلكات كانت في محافظتي حضرموت والمهرة أشد تأثيراً .صحيفة 14 أكتوبر واكبت هذه الأحداث ونشرت التحذيرات التي أطلقها مركز الأرصاد الجوي أولاً بأول ونشرت تغطيات مراسلي الصحيفة ووكالة الأنباء سبأ حول الكارثة التي حلت بأهلنا في حضرموت وحين وصل المنخفض إلى محافظة عدن تحركت الصحيفة لترصد الجهود المبذولة للمواجهة والتخفيف من الآثار ومعالجة نتائجه في مختلف مديريات المحافظة والتقت بالمواطنين والمسؤولين منذ يوم 19 أكتوبر وحتى 27 أكتوبر وأجرت اللقاءات تحت زخات المطر وتدفق مياه السيول في الجبال والسهول في السواحل في عدن المحافظة وأزقتها وشوارعها من خور عميرة حتى جبال شمسان نقلت خلالها الأحاسيس والمشاعر والانطباعات والآراء وخرجت بالحصيلة التالية: انطلقنا مع زخات المطر من مبنى الصحيفة الساعة العاشرة مساء صوب مديرية التواهي لنرصد بالكاميرا والقلم الأمواج الهائجة والعواصف ثم تحركت إلى مديرية خورمكسر الساحلية لنرصد ارتفاع الأمواج وهطول الأمطار وتدفق المياه من جبال التواهي ومرتفعات المعلا ونرقب سير تدفقها وأماكن تجمعها لحظة بالكاميرا والقلم أمام فندق 26 سبتمبر في حجيف في الكبسة ثم انتقلنا إلى مديرية صيرة (كريتر) منتقلين من حي إلى أخر من الخساف إلى الطويلة ومنها إلى العيدروس لنصل إلى القطيع ثم ساحل صيرة ومن صيرة ننتقل إلى خورمكسر بمشقة عبر الطريق البحري باتجاه مديريات المنصورة والشيخ عثمان ودارسعد ومنها إلى مديرية البريقة حيث مصب مياه السيل ونتقلنا بعد ذلك من صلاح الدين إلى عمران ومن عمران إلى خور عميرة التي تبعد عن عمران بأكثر من 75 كيلومتراً ثم نعود منها لندخل فقم لنلتقي المواطنين ومنها إلى مبنى الصحيفة بالمعلا حاملين حصيلة من الانطباعات واللقاءات الصحفية. [c1]خبرة الصيادين عند الكوارث هل تفيد ؟[/c]وفي عمران نلتقي بعدد من المواطنين حيث يقول العم جعفر سالم علي صياد قديم ومازال يعمل في البحر يقول نحن لا نعتمد على نشرة الطقس التي تأتي إلى أجهزة الإعلام من الأرصاد ولكن نعتمد على خبرتنا في العمل بمجال الاصطياد السمكي ثم أن هناك أوقات محددة نشاهد خلالها النجوم ولدينا حساب معين يستطيع من خلاله تحديد مواقعنا وأحوال الطقس وهذه أمور اكتسبناها خلال سنوات العمر الطويلة من العمل في البحر كما قلت وأيضاً توارثناها كصيادين جيلاً بعد جيل وعندما نرى أن الجو مضطرب فإننا نبقى في مواقعنا يصفو الجو ويكون ملائماً للاصطياد. فيما يتعلق بالميناء فنحن استفدنا كثيراً من هذا المشروع وهو مشروع ترميم اللسان البحري الواقع في رأس عمران وكنا قبل وجودة نجد صعوبات كثيرة ومتاعب حيث نأتي بشباكنا حاملين لها على ظهورنا إلى الساحل ونعيدها إلى القوارب بمشقة كبيرة ولكن بتوفر اللسان البحري هذا تقلصت تلك المعاناة وأصبح بإمكاننا إجراء عملية التحويل للشباك بشكل سريع ودون معاناة كما مكننا من صيانة الشباك وحفظها من حرارة الشمس غير أن ما يؤسف له انتهاء عمل مصنع البرد في رأس عمران الذي بني سابقاً وكان يتبع القطاع العام وكان يخدم الصيادين بشكل كبير ويجنبهم تلف الأسماك وأعود إلى موضوع اللسان البحري وعلاقته بالمتغيرات المناخية فأقول أن وجود اللسان البحري جنبنا كثير من الكوارث وإن كان موقع ميناء الاصطياد المصغر هذا ليس محصناً في مواسم الكوارث كالمراسي أو الألسنة البحرية الموجودة في صيرة والتواهي والمعلا لأنها محصنة من العواصف بوجود الجبال وحول العلاقة مع خفر السواحل فإنها ممتازة جداً يسودها الاحترام والتقدير المتبادل والتعاون المشترك بما يخدم مصلحة البلد .[c1]المحليات لعبت دورها [/c]الأخ سالم أحمد سالم عضو المجلس المحلي بمنطقة عمران يقول حول العاصفة نحن اطلعنا على التحذيرات التي نشرت في الصحف والإذاعة والفضائيات اليمنية حول المنخفض الجوي والتي وردت من الأرصاد الجوي ونحن عملنا على التواصل مع الصيادين بالمنطقة لايضاح هذه الأمور لهم الأمر الذي جنبنا كثير من الخسائر التي كانت ستحدث يفعل هذا المنخفض الجوي في خليج عدن والذي انتقل إلى مناطق أخرى وأحدث فيها تغييرات وخسائر كبيرة بين أخواننا في محافظات حضرموت والمهرة وبعض أجزاء شبوة. كما أن التعاون فيما بيننا كسلطة محلية مع خفر السواحل أسهم إسهاماً كبيراً في توخي الحذر - لدى الصيادين عند وجود المنخفض الجوي وبالتالي عدم نزولهم إلى البحر وتجنبنا وقوع الخسائر في الأرواح والممتلكات كالقوارب والمكائن والشباك ونحن كسلطة محلية نؤدي مهامنا على أكمل وجه في هذه المسألة كما أن العلاقة مع خفر السواحل لا تقتصر على جانب حدوث الكوارث بل أنها علاقة متواصلة حيث يؤدي خفر السواحل دوراً كبيراً في حمايتنا من أعمال القرصنة وفي كثير من الجوانب التي لاتتعدى مهامه المرسومة له. أما فيما يتعلق بالتعاونيات فإنه ليس لها أي دور ويعتبرها الصيادون هنا تعاونيات وهمية ولايرتبط الصياد هنا بها باعتبارها لم تعمل لصالحه. [c1]وعدنا مجور ونسانا شملان [/c]أما عن التحصينات في غير مكان اللسان البحري فكانت هناك تعليمات سابقة ببناء كأسر أمواج وذلك عندنا نزل الدكتور علي مجور حينما كان وزيراً للثروة السمكية وكان ذلك تقريباً في نهاية عام 2005م ووعدنا بمد كاسر أمواج في رأس اللسان البحري ولكن لم يتم عمل أي شيء بعد أن غادر الدكتور مجور موقعه في وزارة الثروة السمكية ونحن لازال طلبنا من دولة رئيس الوزراء الاهتمام بهذا الموضوع ومتابعته لأننا نحتاج إلى هذا الكاسر لأنه سيؤمن بشكل كبير الحماية للقوارب وسيحميها من العواصف والكوارث. وبصراحة هناك زيارات لقيادة المحافظة إلى هذه المناطق ولكنها قليلة ونشعر أن تداخل الحدود بين محافظتي عدن ولحج يحدث نوع من الإرباك للجهود المبذولة فما بالكن عند حدوث الكوارث لا قدر الله لذلك نحن ندعو إلى حسم هذا الموضوع بما بؤدي إلى فائدة الوطن والمواطنين ونحن نريد الاهتمام من قبل قيادة المحافظة بالمناطق النائية أو أطراف المحافظتين لأنها بحاجة إلى عناية ونحن سعداء جداً بمتابعة صحيفتنا العزيزة 14 أكتوبر لكافة القضايا في المحافظة ووصولها إلينا ونريد ذلك أن يتكرر لتلمس همومنا والتعبير عن مشاعرنا التي لاتقل حماساً وحباً لهذا الوطن عن أي منطقة أخرى في الريف أو الحضر والأخ رئيس المجلس المحلي لدينا في مديرية البريقة الأخ رائد حسين عبشل يبذل جهوداً كبيرة في نقل هموم المواطنين وتنظيم وتطوير أداء السلطة المحلية. [c1]نحتاج لعناية أكبر [/c]عاقل عمران الشيخ محمد عبدالله هادي الخضيري يقول نشكر صحيفة 14 أكتوبر نزولها الميداني لمتابعة القضايا المتعلقة بحياة الناس وتحديداً في الظروف الصعبة والطارئة وهذا النزول نحن نتابعه من خلال شراء الصحيفة من مركز ونأمل أن تصل الصحيفة الينا يومياً ونشعر أنكم ستنقلون همومنا إلى الأخوة المسؤولين سواء في قيادة المحافظة أو قيادتنا السياسية أو الحكومة . ونزولكم هذا يعبر عن حرص المسؤولين في الدولة وفي صحيفة 14 أكتوبر على حياة المواطنين أينما كانوا وأيضاً على ممتلكاتهم وأود أن أقدم الشكر لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح لإدارته دفه الأمور بحنكة واقتدار خلال حددت كارثة السيول على أخوتنا في محافظتي حضرموت والمهرة وننقل تعازينا لأهالي الشهداء من الضحايا ونود أن نقدم الشكر أيضاً لما قدمه فخامة الرئيس من قوارب للصيادين واستمرار دعمه للصيادين ورعايته لهم وفيما يتعلق بالإمكانيات المتوفرة لمجابهة الأزمات والكوارث في هذه المنطقة الساحلية (عمران) فنحن نحتاج إلى إيلاء العناية الأكثر من حيث تعزيز دور الوحدة الصحية في تقديم الخدمات اللازمة للمواطنين ومدرسة ثانوية وتعزيز تواجد أجهزة الدولة كمركز صحي ومصنع ثلج يفي بمتطلبات الصيادين ومحطة وقود وكاسر أمواج وهذه أمور بسيطة ستخفف من حجم الأضرار عند حدوث كارثة لاسمح الله من جانب وأيضاً ستجنب المواطنين في عمران والمناطق القريبة لها المعاناة والتعب. [c1]خفر السواحل والعلاقة بالصيادين ومدى الجاهزية[/c]مدير مركز خفر السواحل بمنطقة عمران المقدم فضل سالم قال نحن في خفر السواحل توجد لدينا الاستعدادات التامة بناءً على توجيهات رئاسة المصلحة وقيادة القطاع بالمحافظة حيث وضعت جاهزية خفر السواحل كاملة لاستقبال أي طارئ وكان هناك تنسيق مستمر سواء مع الجمعيات التعاونية أو مع الصيادين لتجنب أي مكروه أو خطر محدق بنا أو أي شيء يظهر جديد وكنا على تواصل مستمر مع الصيادين والمواطنين في عمران بوجه عام وكذلك الحال مع الجهات ذات العلاقة في المديرية وما زال تواصلنا مستمراًَ بقيادة القطاع ونستلم التعليمات أولاً بأول والحمد لله الأمور طيبة.فيما يتعلق بالمنخفض الجوي الأخير نستلم التوجيهات والتنبيهات والأوامر أولاً فأول من قيادة القطاع.. مع عمليات القطاع لا بلاغنا عن كل جديد وفي كافة الأمور ليس فقط فيما يتعلق بالطقس فحسب أو التحذير من الكوارث الطبيعية كالعواصف البحرية أو المنخفضات الجوية بل وأيضا التوقف والتحرك أو الحذر أو السماح للصيادين بالنزول أو تحذيرهم من النزول فهذه التعليمات كلها نستلمها عبر قيادة القطاع أو عمليات القطاع خفر السواحل.ولا توجد آية صعوبات لدينا سواء على صعيد التنسيق أو غيره فالإمكانيات متوفرة والجاهزية عالية ونحن على أهبة الاستعداد وأتمه لتنفيذ أية مهمات توكل إلينا من قيادة أو رئاسة القطاع [c1]خسائر في خور عميرة[/c]وفي خور عميره التابعة لمديرية البريقة نلتقي بالمواطن الشاب الصياد جعفر محمد سعيد حيث عند حدوث المنخفض الجوي الأخير إرتفعت الأمواج وهطلت الأمطار في خور عميره وغمرت المياه السواحل ومراسي القوارب بشكل كبير جداً ومخيف مما أدى إلى تحطم حوالي 13 قارباً من قوارب الصيد مع الشباك والمكائن ومعدات الاصطياد ولم يزل مالكو تلك القوارب حتى يومنا هذا متوقفين عن العمل جراء الخسائر التي تعرضوا لها ولم تحدث خسائر في الأرواح.أما فيما يتعلق بدور التعاونية يقول أنه لا توجد تعاونية والقوارب مملوكة للمواطنين وليسوا أعضاء في أي تعاونية.المواطن أحمد عوض فيقول أنهم يستمعون في بعض الأحيان لنشرات الأرصاد الجوي حول حالة البحر لكن كبار السن لا يعيرون ذلك اهتماما ويعتمدون على حدسهم وخبرتهم في الحياة أثناء عملهم بالبحر ويعقب على ذلك بالقول ولكن مع ذلك فإننا نتلقى التحذيرات المستمرة من خفر السواحل بعدم النزول للخطورة ونتوقف عن النزول إلى البحر ولكن هناك تحذيرات بصورة عاجلة فلا نتمكن من سحب القوارب إلى الأماكن الآمنة.ونحن سمعنا عن قرب وصول لجنة لتفقد الأحوال في خور عميره ولكنها لم تصل حتى يومنا هذا ونحن فعلاً سمعنا وتابعنا ما تعرض له أخوتنا وأهلنا في حضرموت والمهرة من أضرار في الممتلكات وفقدان في الأرواح ونشعر بواجب قيادة المحافظة والوطن بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح أطال الله في عمره وحفظه من كل شر تجاه أهلنا وإخواننا في حضرموت والمهرة ونقول الحمد لله على كل حال والمكروه الأهون يهون أمام حجم الكارثة ونسأل الله السلامة من كل شر.[c1]فقم بحاجة إلى حماية[/c]ونعود من خور عميره أكثر من 95 كيلو متراً عن عاصمة المديرية البريقة مارين بعمران آخر متجهين إلى فقم الواقعة بمديرية البريقة ومعظم قاطنيها من الصيادين نصلها مع أجراء غيم لنجد القوارب راسية على ساحلها لنلتقي بعدد من الصيادين فنسأل عن رئيس التعاونية السمكية لخليج عدن الأخ أحمد رشيدي عوض فيقال لنا أنه في مهمة عمل خارج المديرية عند وصولنا إلى منزله فنعود أدراجنا إلى الساحل لنلتقي بعدد من الصيادين حيث يحدثنا الصياد على وادي مرود قائلاً.الكارثة كانت كبيرة على أخوتنا في حضرموت والمهرة ونحن نعلن وقوفنا معهم ونأمل تنقلوا تعازينا لهم واستعدادنا لتبرع لصالح إعادة الإعمار.أما فيما يتعلق بالنزول إلى البحر فنحن نتبع مواقيت اصطياد نتوارثها أباً عن جد وخبرة العمل تمكننا من معرفة الطقس وعندما نرى شدة الأمواج واضطراب البحر نتوقف عن النزول للاصطياد وتوجد مواسم في السنة يتغير فيها شكل الساحل هذا في فقم فلا نستطيع العيش فيه وذلك لأنه لا توجد أي مصدات أو كاسر أمواج وعواصف أدت إلى تحطم عدد من القوارب وتلف العديد من معدات الصيد وفي الأونة الأخيرة أيضاً تعرضنا لخسائر جراء المنخفض الجوي ونحن نقول العاصفة البحرية تلفت العديد من معدات الصيد ونحن لا نستطيع أن نسحب القوارب حتى لو سمعنا من الإعلام والصحف لأنه لا توجد لدينا مساحة كافية وآمنة نضعها عليها.ويتدخل صياد آخر فيقول قبل خمسة أعوام أو أكثر كان هنا لسان بحري يحمي القوارب في ساحل فقم لكنه كان بسيطاً وانتهى ونحن نريد لسان بحري مثل ماهو موجود في صيرة وأنا أعيش في صيرة حوالي نصف السنة وأعمل فيها وكون صيرة يوجد لسان بحري يوجد (صوان) للقوارب لأنه تحيط بشبه جزيرة صيرة الجبال، والقوارب تكون محمية من الرياح الكبيرة والعواصف البحرية ولكن نحن هنا يكشفون مباشرة على البحر ولا يوجد كاسر أمواج يحمي قواربنا ونحن من شهر أبريل حتى أغسطس لا نبقى في فقم لأن البحر فيها حالته لا تصلح للاصطياد فنتجه إلى صيرة والمعلا والتواهي وننطلق من هناك للعمل وما نكسبه من الرزق يذهب مصاريف يومية ولا يبقى منه إلا القليل لسد رمق أسرنا لذلك نرجو أن تنقلوا طلبنا العاجل إلى المسؤولين بعمل لسان بحري الذي من خلاله سنتمكن من الاستقرار وسوف نتجنب الكوارث والعواصف لا سمح الله أو حتى على الأقل ستكون نتائجه خفيفة نوعاً ما علينا هنا في فقم.