سعيد فنده مع والده في نهاية الثمانينات
مثلما تأثرت بالغ التأثير يوم وفاة أبي وبعده زوجتي تأثرت جداً أيضاً على سعيد عثمان فندة وشعرت بالدموع تتسرب بألم وحرقه من عيني وعندما احس بهذه الدموع اسأل هل سيعود هل حقاً ذهب.. هذا مش معقول.. "إنا للّه وإنا إليه راجعون".. لقد كان بالأمس معنا في مقيل القات وقتها مع هذه التساؤلات أزداد ألماً وحسرة ومع هذه الدموع أقول هل هي عقارب الساعة التي توقفت عن الدوران واحتساب الوقت والحياة تلك آلة.. لكن سعيد.. كيف سنلتقي ثانية أين سنجدك أين صوتك.. أين صورتك ياسعيد.. ياسعيد ستتركنا وحيدين في منتصف الطريق وتأخذ معك فرحتنا بك.. كيف نسأل عنك وإن سألنا لن نراك ثانية وسنفتقد روحك الجميلة والظريفة فنحن آخر من كانوا معك وراؤك عزيز ونصر ومنير في تلك الجمعة من يوم 21 / 7 / 2006م قبل أن يتوقف قلبك الطاهر عن الحركة.. ففي الساعة الثانية والنصف ظهراً خرجنا من سوق القات وذهبنا أنا ونصر مباشرة إلى الشارع قرب منزلك نادينا وصحنا ياسعيد.. ياسعيد.. "على من سننادي الآن هذه الأيام".. يومها خرجت تطل من البلكونة.. ورايناك ترد... طيب طيب هيا نازل.. ونزلت وقتها وأنت تحط نفسك بداخل السيارة سألناك أين أنت ياسعيد.. لك وحشه وقتها ابتسمت وقلت بصفاء ثم واصلنا السير إلى منزلي في المنصورة من السنافر وفي تلك الجمعة المباركة 21 / 7 أعدينا لأنفسنا المقيل وسألتك أيش تشرب من شراب أسود أو أحمر قلت لي كله و احد أحمر أو أسود وعدت وبدأ مقيلنا في سماعك ونحن لاندري إن ذلك الحديث وتلك الكلمات والتعليقات إنها آخر ما سنسمعه منك ولاندري أنك كنت موعود ونحن باللقاء الأخير بل أخذنا نسمعك وأنت تحكي عن حصولك على بقعة أرض في العريش التي صرفها لكم الشيخ ا لفضلي تكريماً لكم كمبدعين وتحلم كيف ستعمل بهذه البقعة ثم كان التلفزيون ينقل أخبار لبنان ومايجري فيها من قصف وإرهاب وحشي وردود جيش حزب اللّه بالصواريخ وقلت إنها هناك مفاجأت عند السيد حسن نصر اللّه من الصواريخ وفعلاً بعد وفاتك ظهرت رعداً وخيبر وهكذا كان مقيلك الأخير معنا وأنت تعبر لنا عن كل خواطرك عن حياتك وأعمالك الفنية في ذاك اليوم وكم قبلها سمعنا منك من حكاوي ظريفة عن دراستك الفنية في موسكو وأيامك هناك وسمعنا منك ظرف طريقتك في القاء تلك الأحداث وسمعنا منك ونحن في تلك المقايل المتعددة التي رأيتك فيها في منتدى مصعبين وجلست تقيل معنا هناك و كانت الأيام تنقلنا معك في كثير من الحكاوي والقصص عن ذهابك في رحلات مع الدكاترة الى عمران وعن الأسماك التي كانت في زنبيل التجليب وعن جلساتنا في الحسوة في صندقة علان أمام البحر وأيامنا في التواهي والمعلا وكنا معك في شهر رمضان الماضي وأنت تدير البروفات في مسرح الثقافة في عبدالقوي إلى إن ختمت ليالي هذا الشهر بقيادة الفرقة الموسيقية والتسجيل في فندق جولد مور ليلة العيد وذلك كان بعد أداء صيامك وصلواتك .. لقد كنت أنت القائد في التسجيل وكل تلك الآلات وأنامل الفنانين كنت توقفها متى شئت وتحركها متى شئت أن احسنت العزف والأداء وقد قدمت عملاً جميلاً وتم تسجيل الأغاني التي اذيعت ثاني يوم العيد من تلفزيون عدن.. لقد كنت أحضر أول حضور لبروفاتك وصورتك وحركتك ونشاطك وحماسك بكل المقاييس تدل على أنك تبدع في عملك كل هذه الانطباعات عنك ومن الجميع من زملائك انت رجل مؤثر على المستوى الشخصي لما تمتلكه من قلب أبيض وبشوش بحنان مع الجميع الذين رايتهم يشيعونك وكل من كان يقترب اليك يشعر بالأمن والطمآنينة كما رأيت ذلك بعيوني بتعاملك مع زملائك وكل الموسيقيين والفنانين لاتزعل لاصغير ولاكبير وتحب الناس جميعاً لذلك من يزرع الحب يجنيه لذلك أحبك الناس واحبنناك فلذلك لم نستطيع أن نحبس دموعنا.. وبكل المقاييس كنت انت اللحن والموسيقى وكل الأعمال الفنية التي تنعش الروح فينا وتجدد الأمل لأيامنا في الحياة وترفعنا الى السماء حباً وطرباً وجذلاً وسعادة واحساساً بأن كل سجاياك تلك وكل أعمالك وكل سنين حياتك منذ يوم ولادتك ودراستك الى يومنا هذا خالدة خالدة خالدة جداً في وجداننا وقلوبنا وفي وجدان انسانيتنا وثقافتنا الفنية في اليمن بأكملها وفي أهلك وأصدقائك ومريديك في عدن والشيخ عثمان ودار سعد وفي أصدقاء تلك المقاهي في الشيخ عثمان بمقهى الشجرة والمجاورة لها وكل مكان رأيناك فيه ودبت قدماك إليه وكل كأس شاهي شربته ومعنا ومع كل الناس هناك وهناك وكل ا لأماكن في اليمن فلك مني السلام السلام وأدعو اللّه ربي أن يسعدك ويسمعك كل خير عنا فيك وفي كل أحبائك بكل مكان فنحن لن ننساك لن ننساك أبداً لأنك باقي في شرايين دمائنا ودقائق أيامنا وفي الهواء الذي نتنفسه كل يوم التي تقول يومياً ها أنا سعيد يا أحبائي مازلت معكم معكم معكم روحاً تحبكم.* عبدالعزيز محمد سعيد مصعبين