من ضابط شرطة إلى نجم في السينما
حبه للفن ملك عليه حياته فترك عمله بالشرطة متجهاً إلى الشاشة البيضاء تبادله حباً بحب .. وتمر السنوات وتضن السينما بالعطاء فيتركها إلى حب آخر وجد فيه الوفاء الذي افتقده في حبه ، فمن خلال التلفزيون أصبح صديقاً لكل بيت بما يتميز به من صدق في الأداء وقدرة على امتلاك القلوب إنه الفنان الكبير صلاح ذو الفقار .بدأ الفنان صلاح ذو الفقار مشواره السينمائي منذ بداية الخمسينات حيث قدم أفلام ( رد قلبي ) و( جميلة بوحريد ) ،، و ( عيون سهرانه ) وغيرها من الأفلام الجميلة التي وصلت إلى ما يزيد عن 180 فيلماً وبالرغم من هذا العطاء قلت أفلام صلاح ذو الفقار في الفترة الأخيرة قبل رحيله .. إن حبه للتمثيل هو الذي قاده إلى خشبة المسرح حيث قدم العديد من المسرحيات كان أولها ( رصاصة في القلب ) للكاتب الكبير توفيق الحكيم ومنها ايضاً ( روبابيكيا ) لفايز حلاوة وآخرها ( زوجة واحدة تكفي ) .. ومن خلال الشاشة الصغيرة استطاع صلاح ذو الفقار أن يصل إلى قلوب المشاهدين وأن يدخل كل بيت بأدواره التلفزيونية المتعددة المتنوعة في أكثر من ثلاثين مسلسلاً أو تمثيلية . لقد اتجه صلاح ذو الفقار إلى العمل في التلفزيون لانه وجد فيه مايرضيه فنياً ولا يجعله يتوقف لأن حياة الفنان هي استمرار عطائه الفني .. فقد اجتذب التلفزيون الكثير من الكتاب الممتازين الذين يقدمون قصصاً واعمالاً مكتوبة بحيث ترضي كل فنان ومن خلال التلفزيون ارتفع رصيد الفنان صلاح ذو الفقار جماهيرياً.عمل صلاح ذو الفقار مدرساً في كلية الشرطة وكان مسؤولاً عن رعيل من الشباب وكانت مهمته تقتضي إعطاء ذلك الجيل كل مايعرفه جيداً عن مبادئ بلده حتى يتحقق له الوصول إلى بنائه بناء رجولياً .وقد أفادته دراسته النفسية والبوليسية كثيراً في مهنته الجديدة كممثل ومرسل للجمهور المستقبل لأدائه كما أفادته تلك تلك الدراسة في تأكيد قيمة النظام في حياته فالنظام بالنسبة له مهم جداً.فكان عندما يقرأ نصاً يدون وجهة نظره في كل فقرة ويكتب الإحساس المسيطر عليه إثناء أداء أي مشهد يعود إلى أدائه بطريقة أفضل فهذه الملاحظات هامة جداً بالنسبة للفنان فيجب أن يكون هو الناقد الأول لنفسه حتى يكون ذلك دافعاً للإجادة.كان يرى أن الفنان الناجح هو الذي يستطيع أن يستغل مواهبه بذكاء ويرضى اعماقه وأن يكون قادراً على العطاء الفني المستمر وأن يكون مثقفاً وملماً بالقراءة والاطلاع على كل ماهو جديد .فبالرغم من أنه لم يدرس التمثيل دراسة أكاديمية الا أن الهواية هي التي شدته إليه أما عن صلاح ذو الفقار الإنسان فقد كان مرتبطاً جداً بأسرته ولم يكن يسمح لعمله أن يتعارض أبداً مع ذلك الارتباط .. فهو وثيق الصلة بأسرته ، رحل الفنان صلاح ذو الفقار عن عالمنا هذا تاركاً لنا (180) عملاً جميلاً .. كما أنه أورث أبناءه ( الصحافية منى والمهندس أحمد ) الدقة والتفاني في العمل وحب الناس وعمل الخير .