رحلتي مع المسرح
[c1]من أثينا الى عدن الحلقة رقم (219) [/c][c1]مونولوج الهاوسي هاوس : [/c]الهاوسي لعبة كانت تقام في بعض النوادي والمسابح الخاصة في التواهي وحقات في عدن .. وهي لعبة للميسر شديدة الإغراء حيث يخسر لاعبون متعددون مبالغ كبيرة، ويكسب من يسعفه الحظ باكمال الأرقام التي في ورقته التي اشتراها على مناداة مدير اللعبة من ورقة بيده ، ولا يحظى بالفوز في كل ليلة الا القلة من الأعداد الكبيرة التي تزاول اللعبة، وقد ابتلي بها الكثير من الناس يهرعون اليها من كل المحافظات .والميسر حرمه الله وهو محطم لكثير من البيوت وأذل العديد من الأسر الذين ابتلي آباؤهم أو أولادهم بالميسر ، .. وأنا وكثير من العدنيين القدامى يعرفون قصة الهندوكي ( كانان ) التاجر وصاحب أكبر مزرعة للأبقار في منطقة الخساف بعدن ، الذي ابتلي بلعب القمار ، وبنى له محلاً خاصاً تحت أرض مزرعته يهويب اليه المدمنون على الميسر من قبيلته ، وخذله الحظ فقامر مع زواره بالبقر الواحدة بعد الأخرى بعد أن أفلس جيبه من النقود ، ولم تمض عليه سنة حتى كان قد أفلس وخسر كل شيء ثم هاجر من عدن يجر خسارته وخيبته وحسرته .. [c1]ومونولوج الهاوسي هوسي صاغ كلماته الشاعر السيد احمد اللبني ، ولحنه وغناه الأستاذ عثمان مريبش .. يقول الشاعر اللبني : [/c]في ذمة القوسي(1) * هبة فلوسي * في لعبة الهاوسي * ليلي وأنا ساري * وشل معي جاري * والعب معه هاوسي * جاء فضل من هرّان * وسعيد من عزًّان * ماقط لعب هاوسي * وحط يتشعبط * ومن جيزهم شخط * يشتي يقول هاوسي * وكمل النمره * وصاح مره * هاوسي ولا هاوسي * ليلي ونا اتعذب * وقول ما بالعب * ولعاد با الهاوسي * لما يجي المغرب * تلقاني اتسحب * عليك وا هاوسي **(1) القوسي : اسم مدير اللعبة ولما كان الأستاذ عثمان عبدربه مؤلفاً مسرحياً كما سبق أن ذكرت في حلقة التعريف به ، فقد أراد أن لا يخلو ديوان مونولوجاته وأصحابه الشعراء من مسرحية عالج بها موضوع الأمية ، فكانت معالجة لطيفة ومقنعة .. وديالوج الأمل هو حوار بين زوج وزوجته حول الذهاب إلى مراكز محو الأمية وتمثل الزوجة الجانب الإيجابي في هذا الديالوج لكونها ارتأت في محو الأمية خلاصها من الأمية ، ورفعاً لمكانتها كامرأة يمنية لها حقوق وعليها واجبات لا بد أن تتحملها بأمانة ودراية وفهم.. بينما الزوج يعارض ذلك وكل همه مضغ القات وارتباطه بمجموعة أمية لاهية تتلهى عن الدراسة وتحجم عنها وينتهي الديالوج بقراءة الزوجة لرسالة تأتيها من ابنها المهاجر الأمر الذي جعل الزوج يعترف بخطئه ويذهب واثق الخطى إلى فصول محو الأمية ويبدأ المشوار.. [c1]واليكم مقاطع اخترتها من الديالوج :[/c]سعيد : الليل ياسعديه * كيه فرشي الشٍّبريه * ذا القات باربع ميه * بيت المداكي حصون (يريد المداكي قوية عالية ) .. سعدية : عاد شي معنا خبر * والا العمى والجهر * كملت ما في الكمر * من غير ذي هي ديون * سعيد : الليل هيا عمل * مزقول بيته عسل (قهوة البن المحلاة بالسكر) * وماء بارد زلال * من جارتش بنت عون * ( اشارة الى افتقاره الى الماء والقهوة فيطلبها من الجارة ).وتعتذر الزوجة قائلة : با روح با هب لي ( تقصد المدرسة ) باقرأ لياء ميم نون " لليمن " * سعيد : قلنا أصه يامره * خليش ذه الثرثرة * وبطلي القنبره ( رفع الصوت) * خليش من ذه الظنون * سعدية : باروح المدرسة * والجهل بانكنسه * والعلم باندرسه * وانته ولايحزنون * سعيد : ما اليوم متفلسفه * ذا الكذب قدني اعرفه * والبنك ما يصرفه * لاتضحكي ع الدقون* سعدية : ذا خط ابنك وصل * يشتي جواب يابطل * اقرا الرسالة وحل * ما فيه ياشعشبون ( الشعشبون الجاهل بواجباته ).سعيد: ياحسين دع لي عبيد * يقرأخطاب الوليد * عسى عسى فيه فيد ( حوالة مالية ) * أو هو من الضائعين. سعيد : من صدق تقري الخطاب . وباتردي الجواب . ما فائده في العتاب * احنا لكم سامعون . سعدية : بالعلم والمعرفه * احلى الثمر نقطفه * وما عجي نعرفه * وهكذا المخلصون سعيد : باقرأ وبادرس كمان * في حَيَّنا والمكان * زمان والله زمان * عشنا به جاهلون . جميعاً : بالعلم تحيا الشعوب * وتطمئن القلوب * وبالنضال الدؤوب * لموطني مخلصون ** والى اللقاء في حلقة جديدة في الأسبوع القادم بإذن الله ..[c1]Staghis216 [email protected][/c]