“ ليتني أستطيع أن اجعلك تحب الكتب أكثر مما تحب أمك ، وليت في استطاعتي أن ابرز لك مافي الكتب من روعة وجمال .. فالكتابة أشرف مهنة في الوجود .. “عبارة قالها الحكيم المصري القديم خميس داووف قبل الآف السنين . ونحن لانتفق بالتأكيد مع الحكيم المصري في أن يفوق حب الكتب حب الأم ، فحب الأم هو أسمى عاطفة في الوجود .. لكننا بالتأكيد لانختلف معه في كون الكتاب وسيلة الثقافة الأولى وان الكلمة المطبوعة هي مفتاح الحضارة الإنسانية والمدخل إلى هذه الحضارات لانها تنقل إلى الإنسان القارئ خلاصة الفكر الإنساني الذي لاتحده أية حدود مكانية أو زمانية ضيقة .. فالكتاب هو سجل الحضارة وتاريخ الأمم ، ومهما اختلفت الوسائل التي تقدم المعلومة والمعرفة فلن تستطيع بأي حال من الاحوال اقامة حوار مع الوجدان كما يفعل الكتاب المطبوع في أي شكل من الاشكال سواء كان رواية أو قصة أو شعراً أو مسرحية أو أي عمل فكري يخاطب الروح والوجدان ، والكتاب متعة مميزة ليس لها نظير مهما اختلفت الوسائل والسبل البديلة لكن من الواضح ان الغالبية العظمى من الناس قد قل لديهم الاحساس بمتعة القراءة امام انتشار وسائل وأجهزة اخرى مرئية ومسموعة .. وسهولة هذه الأجهزة في تقديم المعرفة والمعلومة باشكال متعددة مصحوبة بالمؤثرات البصرية والسمعية والموسيقية مما اصبح ذلك شيئاً محبباً لدى المتلقي . وفي عصر النشر الالكتروني وتطوره وتزايد وسائط المعرفة وثورة الاتصالات يحتضر الكتاب كأقدم وسيلة معرفية وثقافية عرفتها الأجيال ، فمواقع الانترنت والكتب الالكترونية أصبحت تلقى اقبالاً متزايداً خاصة في ظل ارتفاع سعر الكتاب مقارنة بأسعار هذه الخدمات ، ولم تعد القراءة عنصراً هاماً في الحياة اليومية ، غير أن انتشار الكتاب ورواجه هو الذي يمكن ان يعيد له قيمته وأهميته ، والانتشار هو الوسيلة الواضحة للاعتراف بوجود الكتاب وبوظيفته وبرسالته وتأثيره في حياة الفرد والمجتمع .ويرى كثير من المهتمين ان المشكلة الحقيقية التي يجب مواجهتها ليس في رواج صناعة الكتب أو كسادها ولكن المشكلة التي يجب ان تعطى مزيداً من الاهتمام هي نوع “السلعة” التي تعرضها هذه الكتب وجودتها ومستواها وطريقة عرضها والموضوعات التي تتناولها ومدى جديتها واحترامها لعقل القارئ وارتباطها بثقافة العصر والدور الذي يمكن ان تلعبه في تنوير الاذهان واثارة التفكير وخلق الوعي الكافي بمشكلات المجتمع والانسان المعاصر .[c1]دفاع صالح ناجي[/c]
|
ثقافة
هل يمضي عهد الكتاب ؟
أخبار متعلقة