فيصل الحزميالعبارات المتعارف عليها في رثاء أي فقيد لم تعد تصلح لرثاء عملاق الأدب العربي الاستاذ/ نجيب محفوظ ، إلا أن حب المشاركة في محاولات وصف الخسارة الفادحة برحيل الأديب العربي صاحب الألقاب العديدة تاركاً تفاصيل رواية اسمها " نجيب محفوظ" لمن يجيد أو يجرؤ على حصر مسيرة خمسة وتسعين عاماً من الابداع في بضع سطور فقد وصلت اعماله إلى العالم وعرفها أدباء ومثقفون وحتى أبسط الناس ممن لايجيدون القراءة. وان الكتابة عن اسطورة الأدب العربي تتطلب الحرص في صياغة الكلام ، وترك العبارات المركبة .رغم صعوبة ايجاد العبارات المناسبة إلا أنني سأتطرق إلى بعض أعمال الأستاذ نجيب محفوظ التي لم تكن رواية مغامرات عنتر وعبلة وهي البداية للمشوار الطويل لقد نشرت مجلة "المجلة الجديدة " في الثلاثينات من القرن الماضي مقالاً كان هو نقطة البداية لتتوالى بعدها العديد من المؤلفات والتي زادت عن خمسين مؤلفاً في الروايات والقصص منها "الحرافيش/ بداية ونهاية / القاهرة ثلاثين / اللص والكلاب " تحولت بعضها إلى اعمال سينمائية وتلفزيونية اصبحت في ما بعد علامات بارزة في تاريخ الفن المصري .ترجمت بعض اعماله إلى أكثر من ثلاثين لغة من لغات العالم كما نشرت له مكتبات مصر مابين 1943م ــ 1988م أربع وثلاثين رواية ، وخمس عشرة مجموعة قصصية ، وثماني مسرحيات " ذات الفصل الواحد " ،أكثر من ثلاثمائة مقال جنى من خلالها العديد من الجوائز منها جائزة الدولة التشجيعية في الرواية عام 1959م ، وجائزة الدولة التقديرية عام 1960م وفي 13 أكتوبر 1988م اعلنت الأكاديمية الملكية السويدية فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب ليتوج بذلك الفوز " الأدب العربي" وحصل على قلادة النيل العظمى في عام 1988م كما أصدرت هيئة البريد طابعاً يحمل صورة الأديب العالمي نجيب محفوظ وذلك بمناسبة حصوله على جائزة نوبل للآداب .أن نجيب محفوظ رواية بحد ذاته يستحق الاعداد لها وتقديمها في عمل تلفزيوني .ففي 30 أغسطس 1999م رحل كبير أدباء اليمن الاستاذ /عبدالله البردوني وشاء القدر في 30 أغسطس 2006م أن يرحل ابن النيل عملاق الأدب العربي الأستاذ / نجيب محفوظ وقبل ذلك نزار قباني ... الخ.إلا ان الساحة العربية مازالت تحتضن العديد من العمالقة الذين يستحقون جائزة نوبل بجدارة فإذا كان الأستاذ / نجيب محفوظ استطاع أن يرغم " ..." على الاعتراف به و"بثقافتنا العربية " والفوز بجائزة نوبل للآداب التي كانت عجزت عن بلوغ الشرق الأوسط فما زال في وطننا العربي العديد من عمالقة الفكر والثقافة بأنواعها التي نأمل ان تصل الجائزة اليهم قبل ان يأتي 30 أغسطس آخر يختطف منهم من يختطف!!ان الجزيرة العربية تحمل في سمائها فوجاً من النجوم التي تستحق التكريم والاهتمام حتى تواصل مسيرة العطاء والرقي بثقافتنا التي كادت ان تفقد بريقها في ظل الغزو الفكري الاجنبي لأمتنا ، وان لم ينالوا ما ناله الآخرون وحتى لايكون نجيب محفوظ رحمة الله عليه اولهم وآخرهم فعسى ان تكرمهم شعوبهم ودولهم قبل الآخرين ، وعزاؤنا لمن فاتهم مثل هذا التكريم.
|
ثقافة
رواية اسمها نجيب محفوظ
أخبار متعلقة