الفنانة الهام العرشي في موسكو لتحضير الدكتوراة في الفن التشكيلي
[c1]* شاركت في المعرض الدولي في متحف الفن بموسكو[/c]كتبت/ زينب حزام:تتواجدالفنانة التشكيلية إلهام العرشي حالياً في العاصمة الروسية موسكو في رحلة دراسية تستعد فيها للتحضير لرسالة الدكتوراة في الفن التشكيلي, وقد تواصلت الفنانة مع الصفحة الثقافية بصحيفة 14 أكتوبر حيث بعثت بصور لعدد من لوحاتها الفنية التي أنجزتها مؤخراً وشاركت بها في المعرض الفني الدولي الذي أقيم مؤخراً في متحف الفن التشكيلي بالعاصمة الروسية موسكو.. وفي هذه الإلمامة نستعرض جانباً من نشاطها مع إلقاء الضوء على تجربتها الفنية ومشاركتها في المعرض الدولي مؤخراً.الفنانة التشكيلية إلهام العرشي من أبرز الفنانات التشكيليات اليمنيات, وقد جمعت قوة الذكاء مع العمل الجاد في الإبداع الفني وإبراز شخصيتها الفنية في معظم أعمالها الفنية, ويجد المشاهد لأعمالها الفنية الطبيعة اليمنية وخاصة البحر وشجرة النخيل التي تتميز بها اليمن, أضافت المصورة المرأة الأم والعاملة التي تعمل لبناء مجتمعها اليمني. كما اهتمت برسم حركة الكائنات والأشياء, يدها مطواعة تنتج بتلقائية معتمدة على الوعي والمعرفة وخيال يرتقي بالواقع إلى مصاف فني وجمالي. استطاعت الفنانة نسج ألوانها من الطبيعة اليمنية فجاءت لوحاتها مشرقة معبرة كالتي نراها في نهار مشرق, اكتشفت فيه الضوء والحيوية فساعدها على خوض مختلف تجاربها الفنية عن هواجسها واكتشاف شخصيتها المتميزة ولغتها, ومفرداتها التشكيلية, لم تكن تشكو من الفراغ فهي تقضي وقتها في البحوث العلمية لدراسة الفن التشكيلي العالمي والمحلي وكيف عمل إنسان الكهوف الرسم على الجدار من أجل توثيق أعماله في الزراعة ورعي الأغنام واكتشاف عالم الطبيعة وحركة الليل والنهار وتسجيل الأيام والشهور والسنين من خلال شروق الشمس وغروب القمر, وكان إنسان الكهف يسجل ذلك بالرسم والألوان على جدران الكهوف ومن خلال هذا العمل ظهر الفن التشكيلي وتطور.وإلهام اهتمت من خلال أبحاثها الأكاديمية برسوم الإنسان القديم ومن خلال نزولها الميداني إلى المواقع الأثرية في الصهاريج بعدن وقلعة صيرة وزيارة ناطحات السحاب في شبام وزيارة القصر الثقافي لمتحف شبوة وزيارة القلاع والحصون القديمة في صنعاء وتعز, وترجمت دراستها هذه إلى لوحات فنية بأناملها الرشيقة وبعفوية تملؤها خفة وشفافية وقدرة على الخلق والتكوين والتأليف بالخطوط والألوان معاً.تأثرت بالتعبيرين الألمان والروس وغيرهم من رواد الفن التشكيلي, ورسمت عصرها بفرادة ما يجعل المشاهد للوحاتها الفنية يقول متأملاً هذه لوحات الفنانة إلهام العرشي.إنها بالفعل متميزة وقد عرفها قراء الصحيفة الثقافية بصحيفة 14 أكتوبر, وشاهدوا كل جديد في أعمالها الفنية, وقد جاءت من أسرة تحترم الفتاة وتعمل على تثقيفها وتحترم الفن التشكيلي ما سهل الطريق الفني للفنانة المتميزة إلهام العرشي.خلاصة القول أن الفنانة إلهام ترسم وتزخرف كيفما شاء لها ذلك دون حدود أو قيود تفرض على ريشتها الرائعة ذات الألوان المتنوعة والجذابة فهي تبرز مهارتها الفنية بالأداء الواعي وبلغة حرة في اختيار مواضعها الهامة والبناءة مما أتاح لها التنقل من أسلوب إلى آخر.والواقع أن أهم ما يميز نتاجات الفنانة التشكيلية إلهام العرشي هي تلك الروح اليمنية التي تبدع كل انتاجاتها ولوحاتها الفنية مهما تنوعت, روحاً خالصة ليست مرتبطة بالموضوعات الفنية التي ترسمها في لوحاتها فقط وإنما بأساليب الصياغة, والموضوعات التي تطرحها بالرموز الفنية التي تمتلئ بها لوحاتها, وذلك نستشعره كرائحة البن اليمني من حقول مزارع البن في يافع وإب الخضراء وصنعاء, ومهما تباينت الرموز والعناصر الشعبية, فإن الفنانة المتميزة والمبدعة إلهام العرشي قد جمعت بين الميتافيزيقية والواقعية, وأبدعت في رسم اللوحات الرومانسية والتجريد من توليفة واحدة, جمعاً ناتجاً من الوعي بها جميعاً والاستيعاب لمعطياتها, وليس القصد المباشر بل القصد اختيار اللوحات والأعمال الفنية الأكثر موضوعية واختيار المواقع الإنسانية التي تتماشى مع الأوضاع السياسية والأحداث العالمية من حرب العراق والأثر النفسي على الشعوب العربية من القهر الذي يمارسه العدو الصهيوني في فلسطين والحرب ضد اللبنانيين وضحايا الحرب حيث تركت هذه الحروب العديد من المعاقين.. إن معظم الأعمال الفنية التي قدمتها الفنانة إلهام والتي تم عرضها في متحف الفنون التشكيلية بموسكو اتسمت بالحضور الإنساني وأظهرت مشاعرها الرقيقة ورغباتها وأحلامها الشاعرية ولوحاتها الفنية زاهية الألوان التي تحمل حسن التعبير, وقدرة عالية على الأداء الفني, حيث تزاحمت العناصر والمفردات في لوحاتها.الفنانة التشكيلية إلهام العرشي والتي تستعد اليوم للتحضير رسالة الدكتوراه في موسكو في مجال الفن التشكيلي اليمني القديم والحديث, لم تعرقلها دراستها الأكاديمية في إرسال أعمالها الفنية إلى الصحيفة لقراء الصفحة الثقافية وهذا يدل على حبها لوطنها واهتمامها بتوسيع انتشار الفن التشكيلي فيه.