دمشق/ وكالات: اختار المخرج الفرنسي كريستيان بيل طريقة مختلفة للتعاطي مع الفظائع الإسرائيلية المرتكبة ضد المدنيين اللبنانيين في العدوان الأخير، مفضلا اعتماد التوثيق والدراما معا من خلال فيلم سينمائي مدته 50 دقيقة أطلق عليه اسم "من أجل هذا". وعرض الفيلم لأول مرة في سينما الشام بدمشق بحضور إعلاميين وفنانين ومنتجين سوريين. [c1] المشاهد الغربي [/c] وقال منتج الفيلم فائز صندوق إن فكرة العمل المعد أساسا لمخاطبة المشاهد الأميركي والأوروبي يستند على تصوير توثيقي لمشاهد الدمار والقصف على الضاحية الجنوبية بشكل خاص ومناطق عدة جنوب لبنان، موضحا أنه تم الابتعاد تماما عن عرض المجازر وأشلاء الموتى لأن "العقلية الغربية لا تتقبل النظر إلى صور المجازر والدماء الغزيرة التي سالت في لبنان". واعتبر أن صورة العصفور الميت ودمى الأطفال المرمية وسط الركام، كما عرضها الفيلم، تحمل دلالة رمزية مهمة عن بشاعة الجريمة الاسرائيلية. وتدور أحداث الفيلم بين بيروت ودمشق فيتوالى عدة أشخاص في الأولى ومن شرائح اجتماعية مختلفة برواية خسارتهم لأحبة لهم وجيران ومنازل وممتلكات بنيران القذائف الإسرائيلية. وتتنقل الكاميرا من مكان إلى آخر، لكن التشابه هو العنوان مع تحول الصروح والأبنية الضخمة إلى دمار مطلق تدل الصور على همجية الفاعل ودمويته التي أتت كما يبدو من حجم الكارثة على آلاف البشر بين قتلى وجرحى دون أن يمر الفيلم على أي من هؤلاء باستثناء لقطات بسيطة لجريحين في أحد المشافي وأخرى لعملية مواراة أحد الشهداء الثرى في الضاحية الجنوبية. في دمشق نقلت الكاميرا انطباعات المهجرين عن الدمار الذي حل بديارهم جراء العدوان الإسرائيلي، كما سجلت الترحيب السوري بضيوفهم وسط مشاعر فياضة تأكيدا على التعلق بالأرض والمقاومة وبالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. منتج الفيلم يعتقد أن تسويق العمل هو المرحلة الأصعب (الجزيرة نت) وقال مخرج الفيلم الذي أعلن إسلامه العام الماضي وأصبح اسمه عيسى أبو الهدى، إنه لم يجد صعوبة في إنتاج الفيلم سواء في بيروت أو دمشق، مضيفا أن الحقيقة تتحدث عن نفسها خاصة في بيروت. وتابع أن الفيلم واقعي جدا ينقل رسالة واضحة يتحدث عنها أشخاص كثر في العمل بأساليب مختلفة لكن بجوهر واحد وهذه سمة الحقيقة. وأضاف كريستيان بيل أثناء نقاشه مع الصحافيين أن الهدف الذي أراده والمنتج من العمل هو إظهار ما حصل في بيروت، خاصة لأولئك الذين لا يعلمون شيئا ولم يطلعوا على شيء سوى ما بثته لهم وسائل الإعلام الأميركية المسيطر عليها المال "الصهيوني". واعتبر أنها بداية فقط وفي المستقبل سيحاول الحديث عن كل ضحايا العدوان والهمجية الأميركية في العالم, داعيا الجميع للمشاركة وتقديم مقترحاتهم ودعمهم. [c1] معركة التسويق [/c] وقال بيل إن الصور التي عرضت في أوروبا حول ما جرى في لبنان شوهت لصالح إسرائيل, معتبرا أن الفيلم سيقدم شيئا مختلفا عما اعتاد عليه الأوروبيون والأميركيون، آملا أن يتمكن المشاهد الأوروبي من متابعة هذه الحقائق والفظائع التي ارتكبتها آلة الحرب الإسرائيلية. بدوره اعترف المنتج فائز صندوق بأن تسويق الفيلم هو الجزء الأهم والصعب من العمل متوقعا خوض معركة كبيرة من أجل هذا الغرض، وقال إنه تم إنجاز الفيلم بثلاث لغات (العربية والإنجليزية والفرنسية) ويجري العمل على ترجمته إلى العبرية والإسبانية، مشيرا إلى أنه عثر حتى الآن على موزع في سوريا وآخر في لبنان تبنيا المشروع، كما سيتم الاتصال بقنوات فضائية إسلامية تبث في الولايات المتحدة وأوروبا من أجل الدخول إلى تلك الأماكن. ويضيف بيل إلى ذلك المحطات العربية الكبرى ليس من أجل استمالة وتوعية المشاهد العربي الأدرى بحقيقة العدوان الإسرائيلي، ولكن كون بعض المحطات العربية مشاهدة أوروبيا وأميركيا بكثافة كما تدل على ذلك الدراسات المتخصصة في هذا المجال. العمل الذي لاقى تعاطفا شعبيا كبيرا لدى عرضه الأول رغم غلبة الجانب التوثيقي عليه نال دعما وتشجيعا من مؤسسات إنتاجية سورية ومن تلفزيون المنار التابع لحزب الله، فقدمت الأستديوهات والكاميرات فيما تبرع مترجمون بنقله إلى اللغات العالمية دون مقابل.
|
ثقافة
مخرج فرنسي يوثق العدوان الإسرائيلي على لبنان
أخبار متعلقة