باليرمو / وكالات :أعلن مركز الدراسات الثقافية في باليرمو السبت الماضي أنه ستفتتح في أوائل نوفمبر القادم مكتبة عربية في مدينة باليرمو عاصمة صقلية، ويعتزم مركز الدراسات الثقافية تعزيز اندماج المهاجرين التونسيين والمغاربة في باليرمو الذين يعيشون في وسط هذه المدينة التاريخية، وسوف يزود معهد الثقافة واللغة العربية في صقلية المركز بخمسمائة كتاب صادر باللغة العربية لمدة خمس سنوات. واعتبر المعنيون بالمشروع هذا القرض الضخم من الكتب "حجر زاوية" للمكتبة متعددة الثقافات، وقد أيد مكتب الهجرة في باليرمو افتتاح هذه المكتبة كوسيلة لتحقيق مزيد من الاندماج للمهاجرين في باليرمو الذين يعيشون في الأحياء المكتظة بالسكان في عاصمة إقليم صقلية.تعتبر جزيرة صقلية نقطة لقاء ثانية بين الشرق والغرب، ومعبراً آخر امتزجت فيه الحضارة الإسلامية بالحضارة الأوروبية، فهي جزيرة ايطالية، وقعت تحت سيطرة المسلمين في القرن التاسع الميلادي فتحها القائد المسلم أسد بن الفرات وقد حكمها ملوك النورمان في القرن الحادي عشر واستفادوا من منجزات العلماء المسلمين فيها وشجعوهم على مواصلة البحث العلمي ودراسة الظواهر المختلفة فكانت بذلك معبرًا للحضارة الإسلامية إلى أوروبا . لم ينتهى الوجود العربى فى صقلية بخروج العرب فهم لم يخرجوا جميعا بل بقي منهم الكثير بتشجيع النورمان - الذين لم يحاولوا اجتثاث العرب كما فعل الإسبان - على البقاء؛ فبقيت تاثيرات العرب واضحة فى الفنون والعمارة، ولا تزال الكثير من تلك الاثار موجودة خاصة فى النقوش الموجودة على القصور والكنائس التى ترجع الى العصر العربى وما بعده،بل إن سكان صقلية الاصليين يختلفون فى ملامحهم عن سائر الإيطاليين ويحتفظون ببعض التقاليد التى ترجع لفترة الوجود العربى كالثأر والإنتماء الى العائلة.
|
ثقافة
مدينة باليرمو عاصمة صقلية تشهد أول مكتبة عربية قريباً
أخبار متعلقة