يحكى أن الشاعر العبقري الفرنسي ( بودلير ) كان على خلاف مع نقاد عصره ولانه كان لايحب ضجيج المدن وصخبها اعتاد الذهاب الى غابة ( بولونيا ) الشهيرة ليقضي فيها بعض الوقت والاستمتاع بالهدوء والسكينة وفي مرة وبينما كان قاعداً على كرسي من الخشب يتأمل الحياة ويستلهم خواطره العبقرية والغابة خالية تماماً إلاّمن بعض العشاق إذا بغراب يحط على الشجرة التي كان (بودلير) يستظل بظلالها ..فنظر إليه وقال بسخريته المعتادة : (هاهو ذاناقد فني قد حضر ) .هذه الحكاية الطريفة للشاعرالعظيم ( بودلير ) كلما خطرت على بالي ذكرتني بالواقع المزري الذي يعيشه نقدنا الرياضي إن وجد إفتراضاً في صحافتنا الرياضية حيث انه اشبه بالجدل العقيم أو الكلام في الهواء وصار من الصواب على اي متابع لمجريات ما يكتب في هذا المجال استيعاب طبيعة المواقف المتقلبة بين لحظة واخرى وخاصة من قبل أولئك الذين يطلقون لأقلامهم العنان لتوصيف جهود الآخرين تارة بالقدح وأخرى بالمدح وهكذا دواليك وذلك للنيل والتقليل من أدوار غيرهم والقفز عليها انطلاقاً من مبدأ خير وسيلة للدفاع هي الهجوم بينما الناقد الحقيقي هو ذاك الذي يقدر الاشياء حق قدرها وينظر بعين الرؤية والانصاف الى حسناتها أو سيئاتها فلايطلق حكماً بغير دليل لايقبله العقل السليم أو شواهد لايطالها الجدل العقيم ولاشك في أن مشكلة هؤلاء تعود الى تلك الاسقاطات التي يعانون من انتكاساتها على واقعهم الأليم نسأل الله لهم سرعة الشفاء .
|
مقالات
غربان النقد إلى أين؟!
أخبار متعلقة