عدد من المشاركين في المؤتمر الدولي الثاني للبن العربي لـ 14 اكتوبر :
لقاءات/ سمير الصلوياختيار اليمن لعقد المؤتمر العالمي الثاني للبن العربي، هي مبادرة يمكن أن تسهم في إعادة النظر والاهتمام بشجرة البن التي اكتسبت تاريخها على مدى عصور وتميزت بجودتها العالمية حسب الدراسات والبحوث لعدد من المهتمين والباحثين.صحيفة «14 أكتوبر» واكبت أعمال المؤتمر وأجرت بعض اللقاءات مع عدد من المختصين لمعرفة أهمية المؤتمر وأهم ما يمكن السير عليه مستقبلاً في دعم ورعاية المزارع اليمني والحصيلة في الآتي:[c1]تشجيع زراعة البن[/c]الأخ/ محمد بشير رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي رئيس جمعية الرأي تحدث عن أهمية المؤتمر بقوله: إن الحضور الكبير للجمعيات الزراعية والمزارعين من مختلف مناطق الجمهورية يدل على الاهتمام الكبير بتشجيع زراعة البن على المستوى المحلي والعالمي،ولكوننا في اليمن نمتلك امتيازاً في زراعة البن على مستوى العالم نظراً لجودة المنتج في نكهته وزراعته بالطرق التقليدية وهذا ما تسعى الدول للاستفادة منه ونقل تجربة اليمن . وهذا المؤتمر الذي يأتي بعد تذمر كبير من المزارعين والمواطنين من إهمال هذه الشجرة يعيد الاعتبار لزراعة البن،فالدعم الذي حظي به المؤتمر يمكن أن يسهم في وضع خطط وبرامج نستفيد منها في المستقبل،والالتفاف الذي شهدناه من جميع الجهات المعنية سوف يسهم في تحقيق الأهداف المستقبلية إذا ما استمر الحماس بهذه الوتيرة وهذا الدعم،ونحن في صندوق تشجيع الإنتاج الزراعي والسمكي نخصص كل عام (200) مليون ريال لدعم وتشجيع وتوسيع زراعة البن كونه من المحاصيل النقدية التي لا تكلف الكثير ويتحمل الجفاف ويزرع في المرتفعات وهو ما يتميز به البن اليمني عن معظم الدول المنتجة في العالم،وندعو إلى الاستثمار في هذا المنتج وإقامة الفعاليات التوعوية بين المزارعين لحثهم على التوسع بزراعة البن.وأضاف أن الاتحاد التعاوني الزراعي يعمل حالياً على إنشاء جمعيات تعاونية في مجال البن تهتم بالزراعة وقطف الثمار والتهيئة والتنظيف والتغليف في المناطق الزراعية في مختلف محافظات الجمهورية.[c1]ترويج للبن اليمني[/c]من جانبه أكد الأخ حسين الكبوس رئيس الغرفة التجارية بالأمانة وأحد رجال الأعمال العاملين في صناعة وتصدير البن منذ أكثر من (70) عاماً أن إقامة المؤتمر الدولي الثاني للبن اليمني في اليمن هي ترويج لهذا المنتج وفرصة لبحث كافة المشاكل والمعوقات أمام المزارعين والاستفادة من تجاربهم التاريخية بهدف الخروج بتوصيات تعمل على دعم تجارة البن وزراعته وأهم الطرق في التحميص وطرق التدريب لتذوق البن،وهذا ما يعد بادرة على مستوى الوطن العربي،كما أن إقامة دورة تدريبية لمعرفة أنواع البن تعود بالفائدة على رجال الأعمال لحاجتهم إلى مثل هذه الخبرات.وأضاف: نأمل أن تعمل الحكومة على ما سيخرج به المؤتمر من توصيات وقرارات تصب في خدمة المزارع اليمني وتساعد على مضاعفة الإنتاج وتتيح للمصدرين الترويج على المستوى الدولي وتساعد على زيادة المشاتل وإعطاء القروض لمزارعي البن،كما نأمل أن تستغل الحكومة المنح المقدمة لدعم البن اليمني بإنشاء مراكز خاصة وتشجيع الجمعيات العاملة في هذا الجانب ودعم المزارعين وتوفير المتطلبات الزراعية إلى جانب توفير طرقات وأدوات زراعية ومراكز بحوث تقدم الخدمات الزراعية وغيرها من الاحتياجات.[c1]تاريخ عبر العصور[/c]الأخت/ سحر الدور من إدارة الآثار العامة و رئيسة قسم النشر للمواقع الأثرية والسياحية بالأردن قالت: أن المؤتمر الدولي الثاني للبن يأتي تشجيعاً وتحفيزاً للمزارع اليمني وللبن اليمني الذي يمتلك تاريخاً يمتد عبر العصور وحقيقة إننا نعتز كثيراً كون البن اليمني هو البن الأول عالمياً وهذا المؤتمر السياحي لليمن ومقوماتها الحضارية والتاريخية والطبيعية،ونتمنى أن يستبدل المزارع اليمني شجرة البن بشجرة القات التي تستهلك الأرض والإنسان اليمني وتستنزف المياه واعتز كمواطنة عربية أن أحضر هذا المؤتمر وأوجه دعوة للجميع بأن يعملوا على الاهتمام بشجرة البن وتوفير الأجواء المناسبة لزراعتها.[c1]وضع الخطط والبرامج[/c]أما الأخت/ هالة الحديدي من وكالة الأنباء الأردنية فترى أن أهمية المؤتمر تتمثل أولاً بإقامته في اليمن وتركيزه على موضوع البن اليمني وزراعته ومقوماته وكيفية استخدامه وهذا اعتراف بأنها مهد لزراعة البن الذي لا يزال حتى اليوم يزرع فيها بالطريقة الطبيعية.. لقد أخذنا فكرة ممتازة وفائدة كبيرة من الدراسة التي عرضت لأول مرة في اليمن والتي تناولت عدداً من المواضيع للمزارع وللحكومة وأهمية دعم زراعة البن في اليمن وضرورة وضع الخطط والبرامج لدعم المزارعين،أما من ناحية موضوع القات المنافس لشجرة البن فندعو الدولة إلى وضع الآليات وتمويل المزارعين ودعمهم ليتوجهوا لزراعة البن وليعيدوا لليمن أسمها التاريخي في هذه الزراعة.[c1]حل المشكلات[/c]من جانبه تحدث الدكتور منصور حسن الضبيبي من جامعة صنعاء بقوله إن إقامة المؤتمر الدولي الثاني في اليمن هو رد اعتبار للبن اليمني ولكن هناك بعض النقاط التي يجب أن نحققها وهي أن نسوق للبن اليمني عالمياً وحل المشكلات المتعلقة بزراعة البن واستغلال الميزات النسبية المتوفرة في اليمن ووضع الدراسات الفنية والإدارية لمحصول البن باعتباره محصولاً وطنياً يمثل هوية وانتماء اليمنيين،ولكن هذه الهوية لم تقابل بالاهتمام المطلوب،فشجرة البن تعرضت للإهمال لفترة طويلة جداً،فاليمن في عام 1607م أسس فيها أول مصنع للبن في المخا وبعدها بعام فقط تأسس ثاني مصنع للبن في المخا وكان تصدير البن آنذاك يفوق ما هو عليه اليوم بكثير وهو ما جعل اسم (المخا كوفي) يرتبط باسم البن عالمياً والكثير من الناس لا يعلم أن المخا هي بلد في اليمن فالمؤتمر فرصة لأن نروج لثقافة وتاريخ البن في اليمن وأن نبدأ البداية الصحيحة ونعطي هذه الشجرة ما تستحقه من تقدير واهتمام،فنحن في اليمن لا توجد لدينا إدارة مختصة أو مؤسسة ونأمل أن نجد الاهتمام المأمول وأن يكون هناك دور لوزارة الزراعة التي همشت كثيراً في هذا المؤتمر،فأنا أراهن أن محصول البن إذا ما وجد الاهتمام والترويج وعدم الاستغلال بإمكانه أن ينافس ويمكن ربطه في جانبين تجاري وسياحي إذا ما وجد اهتماماً وكياناً مؤسسياً من حيث البحث والتطوير والتسويق والكوادر المهتمة في هذا الجانب.[c1]منافسة عالمية[/c]وعن أهم وأبرز الأسواق المستقبلية للبن اليمني وأهمية المؤتمر في هذا الجانب تحدث الأخ/ محمد علي الهمداني من مؤسسة الهمداني لتصدير البن بقوله : يحتل المؤتمر أهمية كبيرة في الترويج للبن اليمني وإعادة مكانته التاريخية باعتباره أفضل أنواع البن عالمياً ويمتاز بمميزات لا توجد في أي بن و نتمنى أن تتبعه مؤتمرات أخرى داخل الوطن وخارجه ونؤكد أن مثل هذه المؤتمرات سوف تسهم في تحسين صورة اليمن على المستوى الخارجي وتحسين الوضع الزراعي والمعيشي للمزارع.وباعتبارنا من أقدم المؤسسات الرائدة في إنتاج وتصدير البن اليمني وجدنا أن الإقبال على البن اليمني يحتل أولوية لدى دول أوروبا وأمريكا وهذا فخر لليمن وللمزارع الذي يجب أن يلاقي المزيد من الدعم والتشجيع،خاصة وأن هناك منافسة قوية من الدول المنتجة مثل البرازيل والمكسيك وأثيوبيا وهو ما يفرض على الحكومة وضع إستراتيجية وبرامج تساعد على الإنتاج وتضع حداً لهذا التنافس كما ندعو إلى الاهتمام بالبن اليمني كونه رمزاً للاقتصاد وللمواطن اليمني داخل الوطن وخارجه ونتمنى أن يتحقق كل ما نصبو إليه خلال الفترة القريبة القادمة من أجل إعادة الصورة الحقيقية للبن اليمني وحجمه الطبيعي وسمعته التاريخية.وعن المعوقات التي تعترض المزارع اليمني التقينا بالأخ محمد الحرازي أحد المزارعين في منطقة حراز،الذي أوجز لنا أبرز الصعوبات بقوله: إن ما يعانيه مزارع البن هو التوسع الكبير لزراعة القات وعدم وجود المياه الكافية فالكثير من المناطق تعاني شحة المياه إلى جانب وجود بعض الآفات الزراعية التي تسبب انعداماً ونقصاً في المحصول في عدد من المناطق وعدم اهتمام وزارة الزراعة بالمزارعين وتقديم الإرشادات لهم بالإضافة إلى الأسعار المتدنية لمحصول البن لدى التجار،فالتجار المستقبلون للمحصول هم قلة ولذلك يستغلون ظروف المزارع خاصة وأن الكثير منهم لا يجنون المحصول إلا وقد اقترضوا مبالغ مالية من هؤلاء التجار ولذلك يضطرون إلى البيع بالسعر الذي يريده التاجر.وحول أمله من المؤتمر قال: نأمل أن يحقق للمزارع اليمني الاستقرار ويعيد الثقة لزارعي البن في اليمن فما سمعناه من وعود متعددة ستأتي بالخير الكثير إذا ما تم الوفاء بها وقد استفدنا الكثير من المعلومات والمعارف مع الوفود المشاركة حول زراعة البن وكيفية تحضيره وحصاده والبيع والتسويق وغيرها.[c1]مشاركة واسعة[/c]أما الأخ/ أمين محمد الكبوس فيرى أن المؤتمر ومن خلال أوراق العمل المقدمة وحجم المشاركة الواسعة للدول والباحثين والمهتمين يمكن أن يسهم في تحسين زراعة البن في اليمن وقد سعدنا كثيراً ونحن نسمع من الحاضرين عن مميزات البن اليمني وشهرته على المستوى الدولي وهذه الشهرة التي لم تأت من فراغ وظلت لمئات السنين بحاجة اليوم إلى أن نعمل جميعاً في القطاعين الحكومي والخاص على النهوض بواقع الزراعة عموماً وبزراعة البن خصوصاً حتى نستطيع أن نعيد مجد البن اليمني.وأضاف: نحن بحاجة إلى إرادة اجتماعية وسياسية تعمل على إزالة مختلف العقبات التي يواجهها المزارع،وأن تقوم وزارة الزراعة بواجبها في البحث والتطوير وتقديم الدعم والاستشارات الزراعية وبناء ما يحتاجه المزارعون من سدود وتوفير الشتلات وتحسين مستوى الإنتاج،ومن خلال هذا المؤتمر ندعو المزارع اليمني كما ندعو أصحاب القرار إلى وضع رؤى وطنية تساعد في تخطي العوائق القائمة وتعمل على إعادة الاعتبار للمنتج اليمني.