العميد ركن/ يحيى محمد عبدالله صالـح في حوار صحفي صريح :
التقاه / جمال عامرأجرت الزميلة صحيفة “الوسط” حوارا صحفيا صريحا مع الأخ العميد ركن/ يحيى محمد عبدالله صالح رئيس قوات أركان الأمن المركزي، تميز بالشفافية والجرأة والصراحة.ونظرًا لأهمية ما جاء في هذا الحوار تعيد صحيفة (14 أكتوبر) نشره كاملاً بهدف تعميم الفائدة والاطلاع.* يحيى محمد عبدالله صالح إلى أي مدى هذا الاسم كان له دور في إيصالك إلى منصب أركان حرب الأمن المركزي؟- الموضوع ليس له أي علاقة بالاسم، فأنا انتسبت إلى القوات المسلحة عام 87م وتم تعييني بناء على توجيه فخامة الرئيس.* هل وجدت نفسك في هذا المكان رغم أن اهتماماتك لم يكن لها علاقة بالجانب العسكري؟- في الحقيقة لم يكن عندي طموح في الجانب العسكري ولكن بحكم حياتي العسكرية الطويلة، تكيفت بعد تعييني بسرعة، وقد حققت إنجازات يشهد بها القريب والصديق والغريب.* ما هي هذه الإنجازات؟- رفع مستوى جاهزية الأمن المركزي وتأهيله وإدخال وحدات جديدة ورفع مستوى أفراده الثقافي والتعليمي.*كيف رفعت من مستوى الأمن المركزي؟- إنشاء معهد لتعليم اللغة الإنجليزية والكمبيوتر والآن يعتبر المركز الرئيسي لوزارة الداخلية، وإنشاء وحدات تخصصية، وكان في السابق كل الوحدات تنفذ المهام نفسها، اليوم هناك تبادل للمهام وكانت أولاها وحدة مكافحة الإرهاب وتبعتها وحدات أخرى، منها وحدة أمن السياحة، وحدة حماية الشخصيات المهمة، الوحدة الصحية إلى جانب الاعتناء بالتوجيه المعنوي.* طيب.. كيف نفسر أن يكون يحيى محمد عبدالله صالح هو أركان حرب الأمن المركزي و..- (مقاطعا) عفوا لقد تغيرت التسمية وأصبحت رئيس أركان قوات الأمن المركزي.* فليكن.. كيف تفسر أن تكون أنت رئيس أركان قوات الأمن المركزي ورئيس جمعية كنعان ورئيس الاتحاد السياحي ورئيس ملتقى الرقي والتقدم ورئيسا شرفيا لنقابة المهن التعليمية، هل يمكن أن تبدع في كل ذلك؟- العبرة ليست بكوني قادرا على تحقيق المنجزات كلها أم لا وأنا لا أدخل جمعية إلا إذا كنت واثقا أني قادر على تقديم شيء، أما المواقع الفخرية - وهي كثيرة جدا - فإني لم اخترها وقد اختارتني الجهات وهو منصب فخري، من خلاله يمكن أن أقدم مساعدات أو توجيها في أمور معينة، لكن ما أوليه اهتماما كبيرا جدا هي جمعية كنعان لفلسطين ومؤسسة الرقي والتقدم ونادي العروبة والاتحاد اليمني للسياحة، هذه هي المنظمات التي أوليها اهتماماتي بدرجة أولى ويمكنك أن تعتبر التسلسل يمثل مقدار درجة الأهمية.* إلى أي مدى موقعك العسكري رئيسا لأركان قوات الأمن حاضر ويؤثر في المواقع التي ذكرتها؟- ليس هناك علاقة، إذ هناك رؤساء أركان في كثير من الوحدات، لكن ليس عندهم رغبة في منظمات المجتمع المدني وما حبب إلي العمل بمنظمات المجتمع المدني هو الحركة الكشفية التي ظللت فيها إلى 84م وهي التي نمت لدي العمل التطوعي وخدمة المجتمع وتقديم العون للآخرين، ولهذا أحب المشاركة في العمل التطوعي وإلا فهناك قادة كثر ومسئولون ووزراء بالآلاف ليس لهم اهتمامات ورئيس أركان قوات الأمن المركزي ليس له علاقة كوظيفة بمنظمات العمل المدني وبعضها أنشئت قبل أن يتم تعييني.* مثلا.. هل أنت رئيس الاتحاد السياحي لأنك تملك شركة سياحية؟- أنا في هذا الموقع قبل أن أتعين وكذا أنشئ الاتحاد اليمني للسياحة قبل 96م ووكالة “سمر” للسياحة التي أسميتها باسم ابنتي الكبرى أملكها منذ 95م.* ولكن الدستور يجرم المزاوجة بين المسئولية الرسمية والعمل التجاري؟- أنا بعد أن تمّ تعييني رئيس أركان الأمن المركزي كل الأعمال التجارية أنيطت للأخت هدى الشرفي التي هي نائبتي وشريكتي.* أنت تملك شركة “الماز” وحولها تثار كثير من الأمور التي يُقال إنها ابتلعت كثيرا من الأعمال التجارية والاستثمارية؟- ليس صحيحا.. كل ما في الأمر أنها تمارس أعمالاً بسيطة وخدمية.* أعمال خدمية أم تجارية؟- تجارية وخدمية وتشتغل في تجارة القطن والسياحة وغيرها.* في ما يخص القطن هناك من يشكو من أن شركتكم (الماز) هي التي تحتكر القطن في محافظة أبين بالذات وتجحف بحق المزارعين اتكاء على نفوذك؟- لمعلوماتك نحن أنشأنا شركة “الماز” للقطن ومديرها التنفيذي وكل العاملين فيها من أبناء أبين، وكل ما في الأمر إننا أردنا أن نعيد تواجد القطن إلى سابق عهده. وعندما دخلنا في مجال القطن كان هناك هيئة تطوير دلتا أبين ودخلت العديد من المؤسسات الحكومية وخرجت وأفلست، والحمد لله نحن مواصلون وما زالت جهات أخرى موجودة، منها هيئة تطوير دلتا أبين والماز والمفروض أن تنزلوا كصحفيين إلى أبين وتسألوا.أما مسألة الأسعار فهي تخضع لبورصة عالمية ونحن نعطي المزارعين أكثر مما يجب أن نعطيهم حتى أصبح تواجدنا في أبين هو خدمة لأبناء المحافظة أكثر مما هو عمل ربحي.* نحن هنا لا نتهم لكننا ننقل شكاوى؟- يا أخي هناك جهتان تعملان هما : “الماز” و”دلتا” والخيار للمزارع مع من يتعامل ومن يجده أربح له.* وماذا عما يقال من إرغام بعض المزارعين للتعامل مع الماز؟- ليس هناك إرغام وما تقوم به الماز هو عمل تجاري لا يستطيع أي كان أن يرغم أحدًا، فنحن نقدم البذور والمضخات ومبالغ مالية وتعاملنا مع المزارعين تعامل إنساني يحرص على خدمة أبناء المنطقة ولهذا منذ 96م وحتى الآن لم يحدث أي إشكال مع أبناء المنطقة وشركة “الماز”.* في قضية الأراضي وتقرير باصرة علمنا أنك ضمن الأسماء الستة عشر التي سيطرت على الأراضي في المحافظات الجنوبية؟- لقد ذكر لي هذا الموضوع وتحدثت مع مدير الأراضي في عدن، وقلت له إن وجدت لي أرضا وقدمت فيها طلبا وتعتبر إجراءاتها غير قانونية، فإني أعلن تنازلي عنها وأبديت استعدادي للإعلان في الصحف عن أن أي أرض تم تمليكها لي بطريقة غير شرعية وغير قانونية، فإني متنازل عنها وأؤكد أني لم أبسط على أي أرض في عدن وأي مواطن يدعي بأن أي ارض أملكها هي ملكه عليه أن يأخذها.* لكن ماذا تعني الأرض التي تملكها بطريقة شرعية وقانونية هل تقصد الأراضي التي اشتريتها من الدولة؟- كل ما عندي هو قطعة أرض بسيطة في عدن على ساحل أبين اشتريتها من الدولة.* لكن هل هذه القطعة بالكيلو مترات .. أم بالأمتار؟- لم يعد في عدن أراض بالكيلو مترات .. وأرضي أبلغت مدير أراضي عدن باستعدادي للتنازل عنها، ولكنه أخبرني بأنه لا يحق لي أن أتنازل عن قطعة أرض امتلكها بسبب وشاية أو لإرضاء الآخرين، وقال لي «أنت مواطن يمني يحق لك التملك في أي مكان في اليمن».* وماذا عن الأراضي التي تحجز باسم الأمن المركزي؟- ما علاقتي بالموضوع؟!.* ربما يستغل الأمن لحجز الأرض وتخصخص بعد ذلك؟- إذا كان هناك أراض باسم الأمن المركزي فقد أخذت منذ زمن، وهي باسم الأمن المركزي ولا يحق لأي ضابط أو مسؤول في الأمن أن يجيرها لصالحه.* هل هناك أرض تتبع الأمن في أبين؟- لا .. هناك أرض في عدن.* هل حولها مشاكل؟- أي واحد عنده مشاكل بهذا الخصوص فهي مع مكتب أراضي وعقارات الدولة، وقد أبلغتهم أن أي شخص يشتكي حول أرض يدعي بتبعيتها لي شخصيا أو أحد من إخواني أو حتى تتبع الأمن المركزي وترون أنها غير صحيحة فأنا على استعداد للتنازل عنها.* كيف تنظر إلى قضية الأراضي في بعض المحافظات الجنوبية؟- مشكلة الأراضي لم تبدأ بعد حرب 94م ومن يقولون ذلك فهم دجالون وكاذبون.. المشكلة بدأت بعد الاستقلال والفيد بدأ بعد الاستقلال، لأنه بعد خروج المستعمر جاء الآخرون وتفيدوا حقهم وبعدين كلما تحصل تصفيات كل واحد يأخذ حق الآخر، ومثل هذا أصبح عادة، وإلا لماذا لم يحصل مثل هذا في محافظات أخرى وفي عدن أصبح من طابعها أن من ينتصر ويحكم تفيد حق المغلوب.* ولكن بعد حرب 94 كان الفيد أكبر؟- طبعا لأن المنتصرين أكثر وهم متخصصون.* ما هي رؤيتك للحل؟- أنا طرحت أكثر من مرة وبالذات لفخامة الرئيس حين قال لي إذا معك أرض تنازل عنها، وأجبته بأني متنازل عن أي أرض امتلكها ولأن الادعاءات التي علي هي بأراض كثيرة، وأنا لا يوجد معي أراض كثيرة وليس من المعقول أن أبحث عن الناس لأقول لكل واحد معي أرض والذي يدعي بأن عندي أرضا يأتي ويقول ذلك، وأعلن هنا عبر الوسط أن أي شخص يدعي أني استوليت على أرضه فعليه أن يأخذها من دون الرجوع إلي ويبدأ بالبناء من الآن وينطبق ذلك على أي إدعاء للدولة. وفي موضوع مشكلة الأراضي أنا لا أقر ما جرى من تصرفات في تملك بعض الأراضي ويجب أن يكون هناك قانون، وما أعرفه أن هناك قانونا للأراضي، ما زال في أدراج مجلس النواب، بسبب أن أعضاء داخله لا يرغبون بظهور هذا القانون إلى النور، لأنهم يتضررون وضروري أن يصدر قرار بتوقيف أي منح لأراضي الدولة لأي شخصيات مسئولة، يكفي.. لأن هؤلاء قد منحوا أراضي في الحديدة وفي أكثر من منطقة وإذا كان هناك من ضرورة للمنح فلتمنح أراض في الصحراء وتخصص أراضي عدن وغيرها للاستثمار فقط، ولذا نصيحتي للقادة العسكريين أو المسئولين الذين ما زالوا متشبثين بالأرض أن يسلموا ما بيدهم للدولة إذا كانوا قد حصلوا عليها بطريقة غير قانونية أو بسطوا عليها أو استغلوا نفوذهم حتى لا يضيعوا وطنا مقابل قطعة أرض لأنه في الأخير لن يكون هناك أرض ولا وطن.* دعنا ننتقل إلى قضية خطيرة والمتمثلة بتهريب الديزل وقد أشار رئيس الحكومة إلى ضياع ما يزيد على 75 % من الدعم للمهربين.. هناك من يطرح اسم يحيى محمد عبدالله صالح كأحد المستفيدين بل ويحدد مبلغ مائة وخمسين مليون دولار سنويًا كعائدات يتسلمها من التهريب كيف ترد؟- هذا كذب وافتراء وأي واحد يطرح مثل هذا الكلام فأنا مستعد لمقاضاته، ثم أين هي هيئة مكافحة الفساد التي تدوشنا في الإعلام عن محاربة الفساد بينما لم تقدم أي فاسد، حتى أنا مستعد لو اتهمتني بأي قضية أو كان لها ملاحظات حول أي من أعمالي أن أتجاوب معها.لكن أن يتم الحديث عن الفساد، وكأنه كائن خرافي أو من الأساطير فهذا غير معقول، لماذا التخوف من توجيه أي اتهام أو ملاحظة لمن يعتقدون أنه يمارس فسادا على الأقل لمن لا يعرف أنه يخالف القانون أن يتنبه.ولذا أنا أتحدى أيا كان أن يثبت أن لي علاقة بتهريب مادة الديزل وإذا كانت هيئة الفساد جادة في محاربة الفساد فإن عليها أن تحدد من هم وأسماءهم وتقدمهم للمحاكمة.* اسأل كيف يتم تهريب الديزل؟- ليس عندي فكرة، ولو كنت اشتغل في التهريب كنت سأعرف.....* السؤال كيف يمكن أن يهرب بهذه الكمية؟- لا شك في أن الديزل يهرب بطريقة رسمية.* إذا كيف يمكن الحد من هذا التهريب؟- أسألوا وزارة النفط عن من هم المهربون وكيف يتم تهريب النفط ومشتقاته.* رئيس الحكومة نفسه شكا من هذا الوضع؟- الخطأ أن أصحاب القرار يشكون، مع أن مسئولياتهم تحتم عليهم أن يحددوا مكان الوجع ويعالجوه، لأنه إذا كان صاحب القرار يشكو فماذا سيبقى للمواطن ورجل الشارع؟!* تحدثت عن هيئة مكافحة الفساد بعدم رضا.. كيف تقيم دورها إلى الآن؟- ما زالوا يتعلمون وهذه اللجنة لم يكن عندها خبرة سابقة، إذ ما زالت في طور الإنشاء إلى جانب أن جهات رسمية وكثيرا من المسئولين حينما كان يتم التخاطب معهم وطلبهم كانوا يرون أنه ليس من حق هذه الجهة طلبهم، وظلوا في عدم تصديق من أن هناك لجنة لمكافحة الفساد تملك صلاحية التحقيق ، وهذا أخذ وقتا ولذا هي بحاجة إلى دعم سياسي ومعنوي بحيث تكون قادرة على الإتيان بأكبر كبير وحينما تأتي بالكبار نستطيع أن نقول إنها بدأت تعمل.* دعنا ندخل بابا آخر لنصل إلى السياحة التي ترأس اتحادها.. كيف يمكن الحديث عن السياحة في اليمن بينما لا توجد رؤية واضحة في هذا الموضوع، بالإضافة إلى عشرات المعيقات تتمثل في جمعيات تدعي الفضيلة وتحارب المنكر و(قاعدة) تضرب المنشآت، وقلاقل واضطرابات لا تشجع على أن يكون اليمن بلدا سياحيا؟- لو بدأنا من الآخر، وما حدث من جريمة خطف وقتل أجانب في صعدة، هذا عرض السياحة لضربة قاضية، خصوصا وأنه لم تتوافر بعد معلومات عن هوية الخاطفين رغم الإعلان عن مشتبه بهم.السياحة في اليمن تتعرض إلى انتكاسات مستمرة وهجوم كبير سواء من تنظيم القاعدة الإرهابي أو من بعض الأوصياء الذين يدعون القيام بالحفاظ على الدين مع أن الدين محفوظ من رب العالمين، كما أنها تتعرض لانتكاسات من بعض المؤسسات الكهنوتية إلى جانب ثقافة المجتمع التي لم تتكون وهو تقصير تتحمله وزارتا التربية والتعليم والإعلام، لأنهما لم تقوما بغرس المفاهيم السياحية لدى النشء ومدى أهمية السياحة وكيف يتعامل المجتمع معه، إذ ما زال بعضهم ينظر للسائح بعدوانية، فإذا نجا من الاختطاف والقتل لم ينج من نظرات الناس العدائية.وما نملكه بحمد الله هي وسائل إعلامية تطبل أننا شعب مضياف وكريم وحنون وحبوب بينما الممارسة عكس ذلك، وفقط نريد أن ما يتم التطبيل باسمه يتم تحقيقه.* ولكنك أغفلت عدم وجود بنية سياحية؟- من سيأتي ليبني في ظل الظروف التي ذكرناها.. إذا كان اليمنيون لم يبنوا فهل سيبني الأجانب!! أيضا البيئة المجتمعية غير مرحبة بالسياحة.* لا .. ربما اختلف معك بهذه النقطة، لأنه لا توجد حتى رؤية لدى وزارة السياحة في هذا الموضوع؟- ليست رؤية وقد كان هناك مشروع قانون لتشجيع الاستثمارات السياحية، بحيث يعطي فترة سماح أطول لمشاريع الاستثمار، ولكن تمت معارضته، لأن المشاريع السياحية تأخذ وقتا أطول لكي تسترد رأس مالها، إلى جانب أن السياحة تحتاج إلى استقرار، فلا يمكن تشجيع الناس على بناء مشاريع سياحية بينما في كل فترة وأخرى تحدث مشكلة.* بالإضافة إلى ما ذكرت هناك نافذون في الدولة يقاسمون المستثمرين مشاريعهم تحت مسمى الحماية؟* أنا أريد من أي كان أن يسمي نافذا واحدا ويقول هذا يريد أن يشاركني؟!* هذه قضية موجودة ومعروفة؟..- طيب لماذا هذا المستثمر لا يعلن عن اسم الشخص ويشرشح به؟ يوجد إعلام وقضاء.* ملتقى الرقي والتقدم الذي تحظى فيه المرأة بدعم غير عادي لكي تقوم بدورها هل كونك رئيسه تعبير عن قناعة أم مشروع للمزايدة؟- موضوع ملتقى الرقي والتقدم كان بالنسبة لي فكرة بدأت من عام 88م، ولكن في تلك الفترة كان عمري ما زال صغيرًا ولم أكن استطيع أن أحشد لمثل هذه الفكرة، وموضوع المرأة ليست مزايدة، لأنني احترم حقوق المرأة من قبل أن أصبح شخصية معروفة وأكبر دليل على ذلك أنني حينما أسست مجموعة (الماز) كانت شريكتي العزيزة هدى الشرفي وأسسنا الشركة رغم معارضة الأسرتين وعدد من الناس أولاً أن يكون عندي شركة وثانيا كيف أشارك امرأة، والحمد لله بدأنا من الصفر ومن دون مساعدة ولهذا لا يستطيع أحد أن يفرض علينا خيارا لا نرغبه.* دعني أكون صريحا معك، في العادة قادة سياسيون وحتى دعاة تحرير وتقدميون ينادون بحقوق المرأة بينما هم وعلى صعيد واقعهم الأسري هم أكثر تحجرا وهتكا لحقوق نسائهم من متشددين آخرين منفصلين عما يدعون إليه الآخرين من ضرورة مشاركة نسائهم في المناشط العامة، فلا نجد لهم أختا أو زوجة أو بنتا في ندوة أو مسيرة هم دعوا إليها؟- ما يحدث جزء من تربية وثقافة المجتمع، فإذا كانت المرأة مثقفة ومتعودة على الخروج وتأتي أنت لتمنعها فأنت هنا تحد من حريتها، ولكن إن كانت هي من ترفض الخروج وتلزمها بذلك ضدا على رغبتها فأنت هنا تنتهك حقوق المرأة. والمطلوب أن ننشئ الجيل الجديد من الفتيات على أن يعرفن حقوقهن، ولذا أنا أحرص على أن لا يكون عند بناتي مثل هذه العقد، ولذا فهن يشاركن في الفعاليات وآخر هذه كن حاضرات في حفل نادي العروبة وليس عندي مشكلة لأنني أحاول أن أنشئهن على مثل هذا الجو لكن واحدة تربت تربية معينة وتأتي الآن لتقول لها نحن أصبحنا تقدميين هذا لا يصلح لأنه يمثل انتهاكا.* واضح أن طابع المدنية عندك يفوق الجانب العسكري ودلالة ذلك اهتماماتك بالمنظمات المدنية والحقوقية هل لو لم تكن ابن أخ الرئيس كان يمكن...- (مقاطعا) .. هل أنا ابن أخ الرئيس الوحيد فللرئيس أولاد وأبناء أخ آخرون مسئولون فلماذا التركيز علي؟* ربما لأنك أكثر حضورا وجرأة من الآخرين؟- هذا طبعي.* لكن ألا يتسبب مثل هذا الحضور بإشكال مع إخوانك أو أبناء عمك؟- لكل واحد خطه ولا يتدخل أي منا بتوجه الآخر، وأحيانا أتعرض لانتقادات بسبب نشاطاتي، ولكن هذه هي شخصيتي التي تربيت عليها ولن تتغير.* وهل هذه الانتقادات نابعة من غيرة أم من حرص؟- هذا السؤال يوجه إليهم وليس لي.* أيضا يعرف عنك صراحتك التي تصل إلى حد انتقاد النظام نفسه.. كيف يتم تقبل ما تطرح بمعنى هل هذه المساحة أنت التي فرضتها أم أنها جاءت باتفاق؟- أولا ما يعرف عني هو أني متمرد ولا أعرف الاستكانة وما أؤمن به أعمله وثانيا الوطن فوق كل شيء، فوق الأحزاب، فوق الشخصيات والانتماءات وما أرى فيه إضرارا بالوطن أو يسيء إليه أتحدث عنه وأنتقده حتى وإن كان موجها إلى أقرب الناس.* الآن توجد مشاكل تتفاقم سواء في صعدة أو في عدد من المحافظات الجنوبية ووصل الأمر إلى حدوث مصادمات وقتل من الأمن ومن المواطنين كيف تنظر إلى ما يحدث؟- كان مفترضا أنه وبعد حرب 94م تجرى معالجات لكل القضايا أولاً فأول، بدلاً من جعلها تتراكم على أساس أن يتم التفرغ لبناء البلد، إلا أن ما حدث أنه تم ترحيل بعض القضايا وبعضها الآخر صدرت فيها توجيهات نفذ بعضها وبعضها حدث فيها مماطلة وبعض آخر تم تجاهلها وهو ما جعل أعداء الوطن يستغلونها مع أنها لا تستحق أن تنفصل البلد من أجل قطعة أرض أو مشاريع تعثر تنفيذها لأن الخسارة ستعم الوطن كله، وما يجري من قلاقل يؤخرنا جدا في مجال التنمية وفي مجال الاستثمار وبدلا من أن تكون أجهزة الدولة مشتغلة ببناء الدولة تكون مشغولة كيف تهدئ هذه المنطقة أو تلك، وطبعا وكما تلاحظون من صعدة وحتى المهرة هنا مشكلة (قاعدة)، هنا (حوثيون) هناك (حراك) وكل ما يحدث يحتاج إلى وقفة جماعية من الجميع.. لنسأل : من يخدم كل هذا التوتر الحاصل، ومن المتضرر؟ أليس الوطن وشعبه ومؤسساته.* أنت ذكرت أن الدولة تنشغل بالتهدئة.. فلماذا لا تقوم بمعالجات جذرية وأنت تعلم أن هناك قضايا معروفة تسبب فيها قيادات عسكرية لها علاقة بنهب الأراضي فما المانع من إقالة مثل هؤلاء على الأقل؟- أنا ذكرت تهدئة والمفروض أن تكون هناك معالجات وهي بالتأكيد ستكون مؤلمة لكن من أجل الوطن ضروري التضحية ببعض الأشخاص الذين يسببون صداعا مزمنا للوطن ولا مانع أن نشكرهم على خدمتهم رغم أن خدمتهم كانت مزعجة.* في قضية صعدة واضح أن الدولة لم تستطع أن تحسم مثل هذه المشكلة.. ما هي أسباب عجز الدولة؟- المشكلة أنه كلما اقتربنا من الحسم تأتي توجيهات بالتهدئة باعتبار أنه حصل اتفاق بأن كل شيء انتهى ولا ندري إلا وقد عادوا من جديد لتبدأ دورة ثانية من الحرب، حتى في إيقاف الحرب الأخيرة كان رأيي أنه إذا لم يحدث حسم نهائي فإننا سنعود إلى معركة قادمة، ولا شك أنها قريبة جدا إذا ما استمر التصعيد، لأن هناك من هو مستفيد من استمرار الحرب.* هناك لجنة وتطرح حولها أقاويل من أن رئيسها تاجر حرب.. هل تتوقع نجاحها؟- هذه أغرب لجنة، أن تاجر سلاح يصبح وسيطا للسلام وهي من الإبداع اليمني.* ماذا عن تهريب السلاح أو الوسطاء بين الدفاع وتاجر السلاح، وكان هذا مثار قلق الأمم المتحدة؟- لا أعلم .. عن هذا الموضوع واسألوا الجهات المعنية.* قرار إدخال النساء ضمن قوات الأمن كيف تقيمه ؟- هذه الخطوة حققت نجاحا كبيرا وتشهد بها كل إدارات ومرافق وزارة الداخلية ومنها قوات الأمن المركزي، وقد أثبتت المجندات قدرات رائعة في تحمل التدريب الشاق وقدرتهن على اكتساب كثير من المهارات وتوجد في المملكة البريطانية مجندتان ستتخرجان في أغسطس القادم، ورغم مشقة التدريب الذي صمم على المستوى البريطاني وليس اليمني إلا أنهما أذهلتا المدربين البريطانيين. ونحن الآن نطالب وزارة الداخلية بأن تكون هناك إدارة عامة للشرطة النسائية يكون الكادر فيها من النساء حتى يتمكن من التعامل معها ونحن نشكر اللواء مطهر رشاد المصري وزير الداخلية، لأنه شكل لجنة لدراسة إمكانية انتساب العنصر النسائي لكلية الشرطة واجتمعت اللجنة وحددت الشروط والآلية والأخ الوزير اطلع عليها وسيصدر إن شاء الله قرار بذلك.* ما هو دوركم في وحدة مكافحة الإرهاب؟- نحن دورنا تنفيذي بالتنسيق مع من يطلب منا تنفيذ مهمة معينة.. نقوم بتسليم المقبوض عليهم مع الأدلة إلى الجهات الاستخباراتية وقد نفذنا مهمات من صعدة إلى أبين وفي أمانة العاصمة.* كان قد نشر في وقت سابق أن السفير الأمريكي طالب بأن يسلم ملف الإرهاب إلى الأمن المركزي ما صحة ذلك؟- تمّ توضيح ذلك في حينه وهو غير صحيح، ويظهر أنه حدث خطأ في الترجمة، لأنه فقط أشاد بقوات مكافحة الإرهاب وأدائها والشفافية التي تتعامل بها.* أين سقف طموح يحيى محمد عبدالله صالح؟- تحرير فلسطين.* وعلى المستوى الشخصي؟- خدمة الوطن والمجتمع وتحقيق تقدمه ورقيه وعلى المستوى القومي أن أزور فلسطين وهي محررة.* هل الوصول إلى الرئاسة من ضمن هذا الطموح؟- لا .. لا يمثل لي هذا أي طموح خصوصا ونحن نشاهد ما يعانيه فخامة الرئيس وهي مسئولية ليست سهلة وإذا كان على مستوى العمل الذي نحن فيه نرهق.. فكيف على مستوى وطن.* نطرح مسألة التوريث هل هي مطروحة داخل الأسرة؟- أعتقد أن هناك سؤالا أهم من هذه القضية، والوقت ليس وقت توريث وهناك مشاكل آنية وخطيرة، المفروض البحث عن حلول لها واستغرب أن يتحدث بعضهم عن هذا الموضوع مع أنه ما زال بعيدا وهذا الموضوع لم يطرح ولم يناقش نهائيا.* يتحدث بعضهم عن ما تبديه من اهتمامات بالقضايا الثورية وولعك بالقادة الثوريين مثل جيفارا وفيدل كاسترو مع أنك في التوصيف الثوري رجل برجوازي؟- فيدل كاسترو وجيفارا من أسرتين برجوازيتين ومعظم القادة اليساريين برجوازيون.* ولكن مارسوا حياة البروليتاريا؟- إعجابي بجيفارا، لأنه حارب الظلم في كل مكان ووقف بجانب المظلومين في كل القارات، وكان ذا طابع إنساني، ولم يكن له طموح سلطوي وكان كل همه تحرير الإنسان من ظلم أخيه الإنسان.* ولكن كيف يمكن أن يصبح هذا التأثير على الواقع، بمعنى هو تصدى للظلم بطريقة ثورية وأنت يمكن أن تفعل بحكم امتلاكك للسلطة؟- ليس هناك علاقة بالربط، مثلا فيما يخص قضايا التحرر يعتبر جيفارا مثالا.* على التوجه نفسه كان اهتمامك بصدام حسين كبيرا لدرجة إقامتك حفل تأبين في صنعاء وحصلت احتجاجات حتى من دول الجوار.. ما هو دافعك لذلك.. مع أن قضية صدام يعتبرها بعضهم خاسرة؟- نعرف أنه حصل غزو للعراق واتضح بعد ذلك أنه لم يكن هناك أي أسلحة نووية وقام كل شيء على باطل، وأيضا تم أسر رئيس ثم قتله وتنكر له الجميع، بمن فيهم أولئك القادة الذين كانوا يفرشون له البساط الأحمر، ومع أنه لم تكن لي أي علاقة بصدام حسين ولا بحزب البعث، فقد جاءني إخوان عراقيون ومن أسرته وكانوا مفجوعين بتنكر كثيرين وأنا من جانب نخوة تبنيت الفعالية وكان من جانب إنساني، ولم أكن مثل بعض الذين تواروا خلف الستار وظهرت علنا رغم أنها سببت لي بعض المشاكل والذي لا يعجبه يشرب من البحر وقد كانت الفعالية الأولى والأخيرة وانتهت.ولكن هذا لا يعني أن المعارضين للنظام الآن من أتباع النظام السابق تمنعهم الدول العربية من حرية الحركة والتعبير عن وجهة نظرهم مثلما كانت الدول الغربية تعطي لمعارضي النظام السابق حرية الحركة والتعبير.* إلى أي من الأحزاب أو التوجهات الموجودة تجد نفسك أقرب، التيار اليساري القومي - الإسلامي - الليبرالي؟- أنا وطني ليبرالي قومي أممي أما من يتخذون الإسلام مطية فقد فشلوا وهؤلاء لو وصلوا إلى السلطة، فإنهم لن يسمحوا بمعارضتهم، لأنهم سيستغلون الدين لضرب معارضيهم والحزب الذي يستغل الدين حين يحكم يصبح نظاما كهنوتيا ولذا أنا أقرب لليبرالية.* علمت أنك اختلفت أنت وبعض قيادات في الإصلاح على مسألة مشاركة المرأة في اللجنة العليا للانتخابات؟- نعم حدث ذك حين حملت إلى فخامة الرئيس رسالة من منظمات المجتمع المدني بصفتي رئيس ملتقى الرقي والتقدم تطالب بإشراك المرأة في اللجنة العليا للانتخابات وكان بوجود قيادي كبير في الإصلاح وكان رافضا لمشاركة المرأة، وحتى أن هذا القيادي قال إنه ضد مشاركة المرأة في اللجنة العليا حتى ولو كانت إصلاحية من حصة المؤتمر، هم يريدون المرأة ناخبة فقط.* ما دامت الأحزاب دخلت في الحوار، قال بعض قادة الأحزاب، وأخص بالذكر هنا أمين عام الحزب الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان وأمين عام الإصلاح الأستاذ عبدالوهاب الآنسي إنهما تعرضا لاستفزازات من جانب نقاط أمنية داخل المدينة .. هل تم ذلك بتوجيهات؟- أبدا وبالنسبة للدكتور ياسين اتصلت به شخصيا واعتذرت له وطلبت منه إرسال سائقه للتعرف على الجنود، إلا أنه رفض، وقال إنه لم يرفع قضية على أحد، وفعلاً تم التحقيق مع الجنود ومعاقبتهم. أما بخصوص الأستاذ عبدالوهاب الآنسي لم أتلق أي بلاغ من قبله.وبهذا الخصوص استغرب من قادة الأحزاب حينما يطالبون بفرض النظام والقانون ومنع السلاح وحينما توقفهم نقطة أمنية للتأكد من وجود أسلحة من عدمها يقيمون الدنيا ولا يقعدونها وكأنما هم فوق القانون، مع أن مثل هؤلاء هم من يجب أن يكونوا أول المتعاونين لتطبيقه.* وماذا عن القبيلة وبعض المشايخ الذين يخترقون قرار منع حمل السلاح؟- أولا أنا اعتبر القبيلة أحد الأسباب الرئيسة للتخلف، وللأسف هناك بعض المشايخ يعتبرون أنفسهم مهمين جدا ويحاولون أن يحافظوا على قدر من الهنجمة والوجاهة على الناس ومن أنهم مستهدفون فيعملون كل ما يستطيعون لإبقاء حراسهم وأسلحتهم مع أنهم في تصريحاتهم يقولون غير ذلك.