خاطرة
جلست في غرفتي الصغيرة داخل كوخي الصغير الذي لاينيره سوى نور ضئيل من مصباح صغير في ظل الليل الحالك والأمطار الغزيرة وصوت الرعد وعواء الذئاب وضوء البرق الخاطف للأبصار .جلست أكتب قصة حبي الحزين قصة الجرح الكبير الذي أهداني إياها الزمن الغدار قصة الحب الذي اخترق قلبي الصغير الحب الذي حول قلبي من قلب ينبض بالحياة إلى قلب مكسور جريح قصة الرجل الذي احببتة من كل قلبي فلم يرحم هذا القلب الصغير فطعنة بالسكين فنزف دما حتى صار قتيلاً.أكملت كتابتي وأغلقت دفتري ووضعت قلمي ثم بكيت وبكيت وكسرت كل شيء حولي جميل حتى وقعت على الأرض فجحظت عيناي وشحب لوني الجميل .ثم قلت في نفسي سأنتقم من كل شيء جميل سأنتقم من كل لحظات عشتها في الحب اللئيم الذي قلبي سجيناً سأنتقم من كل الضحكات والابتسامات التي عشتها في ذلك الزمن الغدار سأنتقم من الزمن الغدار الذي جعل قلبي حزيناً وحوله إلى زمن أغبر قديم سأنتقم من الأمنيات والأحلام التي تركت قلبي وحيداً سأنتقم من كل الألوان الزاهية وأحولها إلى لون اسود كئيب سأنتقم من الزهور الجميلة التي شممت رائحتها مع ذلك الحب الحزين سأنتقم من ذلك الرجل السقيم الذي أحببته بصدق فقتلني وجعل قلبي جريحاً وحوله إلى بقايا رماد سحيق .فضحكت وضحكت وقلت في نفسي سأنتقم من ذلك الحب اللعين (الذي حولني من فتاة جميلة في مقتبل العمر إلى بقايا إنسان مات في الماضي البعيد فرمته الحياة بقسوة على شاطئ الموت مثلما ترمي أمواج البحر الضخمة الجثث الميتة التي فارقتها الحياة) واقتله لأنهي حياتي من هذا الوجود الكبير ثم أرمي ذكرياتي المؤلمة وراء ظهري وأجعلها جزءاً من الماضي السحيق .بعد ذلك سأعيش حياة مشرقة بالأمل الجديد ولن أسمح لأحد أن يهين أو يجرح قلبي الطيب الصغير وسأبني مستقبلي الجميل ولن اذرف دموعاً ولن أبكي بعد الآن بل سأملأ هذا الكون الواسع الكبير بضحكاتي الرائعة ونغمات صوتي الجميل نعم سأغني وأمرح وألهو أسعد أرقص في كل جزء في هذا الكون الواسع البديع وسأحب نفسي وبالذات قلبي الجميل سأكون مثل الطيور الجميلة كثيرة الترحال أتنقل من بلد إلى آخر لأرى في عيني كل شيء جميل وأشعر بسعادة غامرة مدى الحياة ولن أكون في الجانب المظلم من الحياة بل سأكون في الجانب المشرق هذا وعدي لك ياقلبي الصغير .[c1]* سارة عادل محمود[/c]