ثورة 14أكتوبر في حياتهم!
كتبت/ إبتسام العسيري وقد كان هذا الحلم يقبع في رأس الجد حسن شعفل أحد مناضلي ثورة 26 سبتمبر و14أكتوبر فقد كان الجد حسن يعيش هو وزوجته في منزل صغير في منطقة حالمين بين جبال وتلال وعرة فلا طرقات معبدة ولا أراضي مستثمرة لكن كان هذا المنزل يستضيف بين جنباته أولئك المناضلين والثوار الأحرار والشهداء كلما استبدت بهم غطرسة المحتل وكلما نكبت بهم خيانة السلاطين، كانوا يجتمعون عند الجد حسن (الذي كان يوفر لهم الطعام والشراب) يخططون ويستعدون للقيام بثورتهم ضد المستعمر الانجليزي بعد ثورتهم في الشمال فكانوا ينظمون الناس ويعطونهم الأسلحة والذخائر والألغام وكانوا يقومون ببعض الهجمات والعمليات في مناطق الذنبة وحبيل المهدامة والحبيلين وحردبة واللصم، سيلة حضو، هدة الدمنة، وهدة الرعيني تمهيداً لقيام الثورة .. ولا زالت ذاكرة الجد حسن تستحضر من هؤلاء الأحرار المناضل سعيد صالح سالم وحنش ثابت سفيان، وقاسم عبدالله الزومحي وآخرين من الضالع وردفان وحالمين كعلي أحمد ناصر عنتر وصالح وأحمد الميسلم ومحمد الحاج.كان الجد حسن يقوم بالاحتفاظ بأسلحة المناضلين إلى حين الحاجة إليها ويقوم بإخفاء المناضلين في منزله الذي كان يتعذر على الجنود الإنجليز الوصول إليه .. وكانت الجدة سلمى زوجته تقوم بدور لا يقل عن دور زوجها في الكفاح هي ومناضلات لم يسعف الحظ التاريخ لذكرهن، حيث كن يقمن بإعداد الطعام لعشرات المناضلين الذين يستقبلهم الجد حسن في بيته..وتزخر ذاكرة المناضل فؤاد راشد بالكثير عن الدور النضالي الذي قام به الإخوة شمالاً وجنوباً ضد المحتل فقد حدثنا.بداية هلا أعطيتنا بطاقة الهوية في الجانب النضالي والعملي والدراسي؟- بداية يطيب لي أن أنتهزها فرصة لأتقدم إلى جماهير شعبنا اليمني بأحر التهانئ وأطيب الأماني بحلول الذكرى السابعة والأربعين لثورة سبتمبر الغالية والذكرى السادسة والأربعين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة وكذا الذكرى الثانية والأربعين لاستقلال الجنوب اليمني المحتل راجياً من المولى العلي القدير أن يحفظ بلادنا اليمن الموحدة من كل المتآمرين على وحدته أرضاً وشعباً، وأن ينصر المناضلين الشرفاء الأوفياء للثورة والوطن الغالي، وأن يتغمد شهداء الثورتين بواسع رحمته وغفرانه..الاسم: فؤاد راشد غانمالمولد: محافظة عدن - مديرية التواهيالعمر: 64 عاماًالمستوى الدراسي: ثانوية عامة ودورة دراسية فنية بألمانيا.العمر النضالي: التحقت بتنظيم الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل أوائل عام 64م.كعضو في خلية تنظيمية في منطقة القلوعة “مدينة الروضة” “القطاع الشعبي” وظللت أمارس دوري النضالي حتى رفعت إلى عضو في خلية قيادية تحت الاسم التنظيمي “فهد” إلى أن تم اعتقالي من قبل رئيس الاستخبارات “هاري بيري” وأودعت بمعتقل رأس مربط بمدينة التواهي عام 66م لمدة ستة أشهر، إلى أن أطلق سراحي بتدخل شخصي من وزير الصحة العامة “الشيخ علي عاطف الكلدي كوني كنت أعمل كمدير مكتبه.ماهو الدور النضالي الذي قمتم به في ثورة 26 سبتمبر و14أكتوبر؟- الدور النضالي الذي قمت به في ثورة 26 سبتمبر المجيدة .. أنني كلفت بجمع التبرعات العينية والمادية للمدافعين عن الثورة إبان حصار صنعاء عام 67م وسلمناها للأخ المناضل معالي الأستاذ علي سيف مقبل، وقد أستمر الإمداد حتى الانتصار التاريخي للثوار المناضلين. أما ما يتعلق بالدور النضالي في ثورة 14 أكتوبر، وبعد ترفيع وصفي إلى مرتبة تنظيمية في منطقة القلوعة .. كنت ومجموعة من المناضلين نقوم برصد تحركات قوات الاحتلال البريطاني، وكذا مجموعة من عملائة من الجاليات المحلية والأجنبية، وكذا جمع الاشتراكات التنظيمية من أعضاء الجبهة القومية وكذا من بعض التجار اليمنيين..وليلة 26 نوفمبر، قمت وبمعية الأستاذ المناضل عبده علي عبدالرحمن أطال الله في عمره، بإستعارة سيارة لاندروفر من أحد المناصرين للتنظيم وتوجهنا بها داعين جماهير شعبنا إلى التوجه إلى مدينة الشعب التي كانت تعرف حينها بمدينة الاتحاد وذلك بغرض الاستماع إلى الخطاب التاريخي الهام الذي سيلقيه الأخ المناضل الأستاذ قحطان محمد الشعبي .. بمناسبة الاستقلال الناجز وغير المشروط الذي استطاع ثوار 14 أكتوبر تحقيقه في ظروف هزيمة قلعة العروبة “جمهورية معصر” الشقيقة عام 1967م وظللت على وضعي التنظيمي حتى جاء القرار السياسي بتوجهي إلى جمهورية المانيا الديمقراطية منتصف عام 1970م بغرض الدراسة والتحصيل العلمي.كيف تم تصدير ثورة 26 سبتمبر إلى جنوب اليمن لمقاومة الاستعمار؟- إن الإجابة الدقيقة على التساؤل أعلاه .. تتطلب منا الوقوف ملياً أمام الأهداف الستة التي حددتها الثورة منذ بزوغ فجرها المشرق وكذلك لإدراك قادتها حينها أن جزءاً من الوطن اليمني يرزح تحت يد الاستعمار البريطاني البغيض .. الأمر الذي دفع بقيادتها إلى تجميع القوى الوطنية من الجنوبيين الذين شاركوا في إسقاط النظام الملكي .. وتوحيد صفوفهم في إطار تنظيمي عسكرياً وسياسياً، منطلقين من ما قاله الزعيم الخالد جمال عبدالناصر عند زيارته لمحافظة تعز القريبة لعدن .. إن على بريطانيا العجوز أن تحمل عصاها على كاهلها وترحل من أرض الجنوب اليمني المحتل .. الأمر الذي دفع بطلائع الجبهة القومية عسكرياً إلى إطلاق أول رصاصة من على جبال ردفان الشماء تدشيناً لبدء الكفاح المسلح ضد قوات الاحتلال البريطاني .. وحينها كانت الإدارة البريطانية الحاكمة تظن أن تلك العمليات سيتم حصرها في منطقة ردفان وأنها مجرد تمرد قبلي يمكن السيطرة عليه وإخماده في مهده..ولكن عند توسع العمليات الفدائية ووصول لهيبها إلى مدينة عدن .. أدركت تلك الإدارة أن هناك تنظيماً سياسياً مسلحاً له برنامجه المنهجي يضم في أحشائه قيادات سياسية جامعية.ثم استعدت معظم جماهير الجنوب اليمني وأبناء الشمال المقيمين في عدن للانخراط في صفوف الثورة والثوار .. إن ثورة 26 سبتمبر ظلت الرائد السياسي والعسكري كونها الأم الطبيعية لثورة 14 أكتوبر الخالدة.أيمكن أن تذكر لنا أسماء لمعت في سماء ثورتي 26 سبتمبر و14أكتوبر؟- أسماء عديدة في مقدمتها الأخ المشير عبدالله السلال رحمة الله عليه.. وكذا كل من الأخوين المناضلين قحطان محمد الشعبي وفيصل عبداللطيف الشعبي وعبدالفتاح إسماعيل وسالم ربيع علي رحمة الله عليهم أجمعين..وكذا المقدم الوطني البارز الشهيد إبراهيم الحمدي رحمهم الله أجمعين وأسكنهم الله فسيح جناته ولا تسعفني الذاكرة في هذه العجالة أن أتذكر الآخرين..حدثنا عن ما يجري اليوم على الساحة من أزمات سياسية تعصف بالوطن وبوحدته التي راح فداءها مئات الشهداء؟ “رأيك”؟- إن ما يجري اليوم على الساحة من أزمات سياسية تحيق بالوطن وبوحدته .. يعود حسب رأيي إلى رواسب التخلف .. الفقر .. البطالة العناصر الوسيطة المستفيدة من تلك الأوضاع التي لم ولن تعكس الصورة الطبيعية لأوضاع الشعب.. وعدم إدراك قوى المعارضة السياسية للأخطار المحدقة بالوطن من خلال المماحكات السياسية وعدم قدرتها على إستقراء الواقع ووضع الحلول الناجحة لمجمل الأوضاع التي يعيشها الوطن في كل مناحي الحياة..كيف تم التنسيق بين المناضلين في الجنوب مع أخوانهم في الشمال لتحريره من الإمامة؟ وهل تذكر ماهي الصحف الصادرة أيامها والمنشورات المتعلقة بهذا؟- لقد سبق لي أن أشرت في سؤالكم السابق إلى هذا الموضوع .. وأن الصحف الصادرة أيامها .. لا تسعفني الذاكرة لتحديد معظمها .. لكن في الجنوب اليمني كانت معظم الصحف كفتاة الجزيرة .. النهضة وكذا صحيفة “الطريق” التي كان يملكها ويديرها الشهيد المناضل الأستاذ محمد ناصر محمد “شهيد الطائرة المشوؤمة وكان على صلة وثيقة بقيادة التنظيم السياسي الجبهة القومية، حيث كان يقوم بطباعة معظم منشورات الجبهة القومية غير مبال حينها بملاحقة السلطات البريطانية له..كيف تقيم دور الإعلام في مواجهة الاستعمار والإمامة آنذاك؟- عمل الإعلام حينها على إيقاظ الحس الوطني في الساحة اليمنية شمالاً وجنوباً .. وكذا الإعلام المصري “صوت العرب” الذي لعب دوراً إعلامياً بارزاً خاصة عند نقله للأحداث التي كانت تعتمل في ساحة الصراع مع إدارة الاستعمار البريطاني وكذا شد أزر الشعب في الشمال للدفاع عن ثورة 26 سبتمبر المجيدة.