من إصدارات فرع اتحاد الأدباء م / لحج
متابعة/ عبدالله الضراسي بمناسبة تأبين الفقيد الشاعر الغنائي الكبير عبده علي ياقوت الذبحاني في نهاية شهر يوليو الجاري أصدرت سكرتارية فرع اتحاد الأدباء لحج كتاباً عن حياة الفقيد عبده ياقوت ضمن إصداراته الثقافية لما يمثله الشاعر الراحل من مكانة بين مبدعي الفرع فقد كان حاضراً ومتابعاً ومشاركاً في نشاطه مشاركة فعالة إذ وصفه الأخ العميد عبدالوهاب الدرة محافظ لحج قائلاً : " كان حتى آخر لحظات حياته عنصراً فعالاً ، فقد كتب قصيدة في فعاليات العيد الوطني الـ 16 ممثلاً لمحافظة لحج قبيل وفاته بأسبوع " .لهذا كان من الضرورة بمكان ـ كما قال رئيس فرع اتحاد الادباء بلحج ـ ان يحظى فقيدنا الكبير الراحل الشاعر الغنائي عبده ياقوت بهذه " اللفتة الثقافية " والتي تمثلت في إقامة فعالية تأبينية وكذا اصدار هذا الكتاب .[c1]كتاب التأبين [/c]تحدث الاخ / علي حسن القاضي رئيس الفرع حول هذا الكتاب قائلاً : " نشعر بأن هذا الكتاب أقل واجب نقوم به إزاء قامة شعرية غنائية وأدبية في حجم شاعرنا الكبير الراحل ولولا ضيق الوقت وعدم توفر الامكانات المادية لتمكنا من اخراج حجم اكبر من هذا بكثير ولكن عزاءنا اننا تمكنا من تقديم هذا الكتاب .[c1]فضاءات كتاب التأبين[/c]لاشك ان القارىء والمتابع للحراك الأدبي والثقافي قد عرف الشاعر الغنائي الكبير عبده ياقوت بخاصة المهتمون بفعاليات جمعيات ومنتديات عدن / لحج / أبين الأدبية والثقافية والفنية خاصة حضوره كواحد من (شعراء الاغنية) الكبار جنباً إلى جنب مع عبدالله هادي سبيت وعبدالله عبدالكريم ومصطفى خضر ومحمود السلامي وسالم حجيري وأحمد سيف ثابت ولكن ثمة آفاق إبداعية اخرى قد تكون حاضرة عن هذا أو ذاك ولكن الاغلبية لم تكن على علم بها .. لهذا حاول كتاب الاربعينية ان يقف امامها قدر الامكان من تلكم الجوانب والآفاق الياقوتية .[c1]من جيل الشعراء الكبار[/c]جاء في افتتاحية الكتاب للأخ / علي حسن القاضي رئيس الفرع صفحة 7 و8 : " ان زملاء مهدي علي حمدون وسالم علي حجيري وأحمد سيف ثابت ومحمود علي السلامي يمثلون مراحل وأبى إلا ان يذكرنا بهم ناسياً التحدث عن نفسه وظل مخلصاً لمن احبهم في الماضي والحاضر وقد بادلناه بنفس الدرجة من الحب والتقدير وعشنا معه احلى الايام وخاصة جلسات يوم الاثنين الذي التزم به ونتشوق للقاء به باعتباره اكبرنا سناً وأدباً وثقافة محللاً الامور بدقة لهذا كانت مفاجأة لي عندما استمعت إليه في لقاءاتنا الاولى ولهذا ليس غريباً على من عاصر الحياة وخاض في غمارها بفرحها وترحها ثم انه من مدرسة منتدى الحجيري والكل يعلم ما كان عليه المنتدى من تفاعل مع الاحداث سياسياً وادبياً وفنياً منذ اواخر الستينات إلى ان اغلق باستشهاد رئيس المنتدى "سالم علي حجيري" ثم أعاد تأسيسه في عام 97م واصبح الشاعر الغنائي الكبير عبده ياقوت رئيساً له ثم عميداً للمنتدى .[c1]ديوان الفراشة[/c]كما هو معروف ان شاعرنا الغنائي الكبير عبده ياقوت كتب اشعاراً كثيرة جداً ولكن للأسف لم يتمكن طيلة حياته من اخراج حتى ديوان واحد !! رغم ان فعالية صنعاء كعاصمة للثقافة العربية اعطت فرصة "للقاصي والداني" بطباعة الكتب ولكن للأسف الشديد لم يتمكن شاعرنا الغنائي الكبير الاستفادة من هذه الفرصة الذهبية لهذا تحدث ولده باسل عبده ياقوت حيث قال في صفحة (10) من الكتاب : (ان ما لمسناه منكم من خلال تواصلنا معكم ومن محبة وحرص على طباعة ديوانه الوحيد "الفراشة" لدليل على هذا الحب ، علماً بأنه قد فارق هذه الدنيا رحمه الله وفي قلبه "حسرة" على عدم طباعته وهو على قيد الحياة فكم كانت ستكون سعادته عظيمة لو ان امله هذا قد تحقق " .[c1]بانوراما ياقوتية [/c]جاء في صفحة "51 ـ 52 ، 53" من الكتاب بانوراما ياقوتية تقول : " عبده علي ياقوت الذبحاني من مواليد 1945م في مدينة التربة / ذبحان بمحافظة تعز من أسرة فقيره حيث توفى والده وهو في السنة الثانية من عمره ، بعدها كفلته أمه ، وعندما صار في سن السادسة ادخلته مدرسة لكتاب القرآن وما ان بدا في القراءة والكتابة كان عمه "مولع" في قراءة قصص عنتره وغيرها من كتب الروايات القديمة وكان عمه لايجيد القراءة والكتابة " أي أمي " وكان يطلب منه قراءة تلك الكتب ومع استمراره بالقراءة بدا يستعذب قراءة الشعر عندما اصبح سنه في التاسعة تقريباً عندما غادر قريته "التربة" إلى عدن وذلك عام 1955م بغرض البحث عن لقمة العيش حينها بدأ العمل في القطاع الخاص في تجهيز الملابس العسكرية وقوات حرس الحكومة الذي صار بعد عام 1960م حرس الاتحاد الفيدرالي والتحق رسمياً بقوات الشرطة المذكوره وبعد ذلك التحق بالدراسة في معهد الجنوب التجاري والذي كان مقره شارع السلفي وتم اعتماده معهداً رسمياً من قبل الحكومة البريطانية ومن خلال دراسته حصل على الشهادة المتوسطة وفي عام 1962م توقفت الدراسة نتيجة اندلاع الثورة المسلحة في 14 أكتوبر وتوقف شاعرنا عن الدراسة إلا أنه من خلال عمله ومن خلال دراسته استطاع ان يكون علاقات مع كثير من الشخصيات الاجتماعية والادبية مثل الشاعر القدير عبدالرحمن السقاف وقد زامله في العمل كما تعرف على شيخ المصورين وهو الأستاذ "عبدالرحمن محمد عمر عبسي " ومن خلاله تمكن من التعرف على الكثير من الشخصيات الوطنية والتحق بالجبهة القومية منذ بداية قيام الثورة وبعد فترة وجيزة نقل وضعه التنظيمي من منطقة الشيخ عثمان إلى منطقة دارسعد ومن خلال عضويته في الجبهة القومية استطاع ان يسهم بقدر استطاعته في حرب التحرير من انتزاع استقلال الوطن حيث "ترأس" اللجنة الشعبية في منطقة دار سعد وقد حصل شاعرنا عبده ياقوت على "دوره" تعليمية في كلية العلوم الاشتراكية لمدة عام كامل في قسم الاقتصاد السياسي وحصل على شهادة دبلوم بامتياز .[c1]رحلته الغنائية[/c]كتب شاعرنا الغنائي الكبير الراحل عبده ياقوت اغان واغان كثيرة تغنى بها كبار الفنانون اليمنيون بدءاً من الفنان اليمني الكبير أيوب طارش حيث غنى له أشهر قصائده الغنائية (صدفة من الصبح لاقيته وهو يجري وقلت له خفف السرعة عليك بدري ) وكذا الفنان الكبير فيصل علوي حيث غنى له " فراشة أوعدت زهرة وجت في وعدها المحدود" وكذا الفنان اليمني الكبير الراحل القاضي / الفنان شريف ناجي أبو الفنان الصاعد "نجوان شريف ناجي" والفنان المعروف عبدالباسط عبسي حيث غنى له "قلبي هدية" وكذا اغنية "ماض الهوى " .[c1] القراءة الياقوتية النقدية[/c]وقد وقف الكتاب امام فضاءات رحلة التجربة الشعرية الغنائية النقدية خاصة قراءة الناقد المبدع هاني محمد سعيد جراده لفضاءاته الإبداعية حيث جاءت القراءة الجرادية النقدية : ( ولاننسى رائعته الغنائية "ماض الهوى " التي تجعلنا نقف على شخصية تولي للكبرياء والاعتزاز بالنفس مكانة اعلى مما توليها للمحبوب من مكانه وهي صفة قلما يتمتع بها شعراء آخرون لذلك نرى ردة فعل الشاعر عبده علي ياقوت عنيفة في هذه القصيدة حيال اعز واحب الناس إلى قلبه بعدما استبدل به حبيباً غيره ، وقد تجلت ردة فعله عند عودة المحبوب في قوله " لمه .. لمه .. عادك اجيت مو عاد معك " وقوله ايضاً "بداية أحلامي وآخرها معك " وعن مكانة المحبوب المتزعزعة في قلبه قوله " في طية النسيان في قلبي ودعك " وفي هواه الذي ذرته الرياح قوله " ياحب ناثرته الرياح كيف اجمعك " وفي تحريره من كل رابطة تربطه بالمحبوب قوله " قدي أنكسر من معصمي ومعصمك " ناهيك عن تلك الاحزان التي احتلت موضعاً متفرداً من قلب الشاعر بدلاً من المحبوب وهواه كقوله " تركت لي الاحزان تحتل موضعك " أو كقول الشاعر له في الاخير "روح يا اسى روح يا ألم لمغرمك " مما جعله في تقديرنا مصدر أسى وألم للشاعر وحده أو بتعبير "النابغة الذبياني" كأنه مطلي به القار أجرب .. ولاننسى اجتماع كل تلك الاسباب التي رسخت قناعة الشاعر في رفضه للمحبوب لاعادة ما بينهما من علاقة سابقة بسبب غدره بالشاعر الذي اشار اليه في هذا البيت بدلت غيري في الهوى ما أظلمك " .وبرغم من جمال المعاني والصور الشعرية في هذه القصيدة الغنائية إلا أنها كانت "لتبلغ" بشاعرها "شاواً" في ساحة الغناء اليمني كغيره من الشعراء وذلك بسبب وجود "فرسانها " الغنائيين لاسيما عبدالوهاب نعمان "الفضول" في المحافظات الشمالية "سابقاً" الذي عهد به "أباً" لهذا اللون من الشعر الغنائي للكثير من القصائد الغنائية ذات الصيت في ربوع اليمن حتى وان كانت لغيره .. فان القصيدة "ماضي الهوى" الفنية التي تحقق لشاعرنا عبده ياقوت "شهرة" وقد أوقعه حظه العاثر بأن تكون قصيدته "ماضي الهوى" بالنفس الشعري الذي تميز به شعراء المحافظات الشمالية "سابقاً" وبوثباتها الشعرية ذاتها التي اكتظت بها قصائدهم .