عاصي الحلاني:
القاهرة / وكالات:" لو كنت في لبنان الآن لمكثت في المنزل أو الملجأ، لكنّي هنا أقوم بدوري في المقاومة " هكذا لخّص الفنّان عاصي الحلاني موقفه من الانتقادات التي طالت كل الفنانين اللبنانيين الذين خرجوا من بيروت مع بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان، عاصي الذي استقبلنا في مقر إقامته في القاهرة وهو يتابع نشرات الأخبار روى لنا بالتفصيل أسباب مجيئه للقاهرة، لاحياء حفل مهرجان الأغنية في الإسكندرية وماذا فعل بعد ذلك وحتى اليوم .يقول عاصي أنه طلب إلغاء مشاركته في الحفل الذي أقيم على خشبة مسرح "سيد درويش" في الإسكندرية، لكن القائمين على المهرجان رفضوا الاعتذار وأكدوا أن دخل الحفل سيكون لصالح شعب لبنان، في الوقت نفسه كان القصف يشتد فقرر عاصي الخروج ووصل إلى مصر بالفعل، وبدأت حكاية أغنية " بعدك ساكت" التي كان يعدها قبيل الحرب بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي، لتكون معبرة عن أوجاع أطفال العالم، وهي من كلمات نزار فرنسيس وألحان عاصي نفسه، وتوزيع جان ماري رياتشي والإخراج لسعيد الماروق، لكن الحرب منعت الأغنية من الاكتمال رغم انتهاء التصوير فالمونتاج لم يكن قد انتهى بعد، ويكمل عاصي :" وجدت أن الأغنية خير معّبر عمّا يحدث في لبنان الآن، فاتصلت بالماروق الذي كان متواجداً في الأردن وطلبت منه الحضور للقاهرة، تلى ذلك جهود جبارة لاحضار الشرائط من لبنان وهو ما حدث بالفعل، ثم لظروف فنية ذهبت الشرائط لتركيا لتنفيذ عملية " تليسين" قبل أن تعود للقاهرة مرة أخرى وينتهى المونتاج بها تمهيداً لعرضها في أقرب وقت".أغنية "بعدك ساكت" لم تكن الوحيدة التي قدمها عاصي في هذه الظروف، فقد انتهى بالفعل من نشيد "صامدون" وعنه يقول:" ظللت أبحث عن عمل فني يجسد ما يحدث ويثير الحماس في الجماهير لكن بعمق ورؤية تجعل له قيمة حتى لا يكون مجرد أغنية مناسبات، وبالفعل قدم لي د.غازي ناصر كلمات نشيد صامدون، التي تستلهم كلمات من خطب السيد حسن نصر الله، وتخاطب الشعوب العربية وتجمع بين قضيتي فلسطين ولبنان، طلبت من المخرج سعيد الماروق الإشراف على الإخراج، وتم التصوير في ستديو الصوت مع خلفية عبارة عن لقطات من الحرب على لبنان، ليكتب الماروق في نهاية الأغنية عبارة ..إخراج آلة الحرب الإسرائيلية، وقمت بتوزيع الأغنية على كل القنوات ومن المنتظر بثها خلال ساعات " شاهدت النشيد بدعوة من عاصي، وتميزت الكلمات والأداء بالقوة والتفرد والوضوح في توصيل المعنى للمشاهد، ليؤكد عاصي أن الذين هاجموا فناني لبنان لم يكن من المفترض أن يجمعوا الكل في سلة واحدة، خصوصاً أنه اعتاد القيام بالأعمال الخيرية والإنسانية قبل الحرب فكيف لا يقوم بها من أجل أطفال لبنان، كما أن كل واحد في المجتمع يقوم بدوره حسبما يستطيع فما الذي سيفيد لبنان لو كان بقي فيه تحت القصف لا يفعل شيئاً، لكن الإعلامي والفنان والمثقف، لكل منهم دور لا يشترط أن يقوم به من داخل الوطن، ويضرب المثل بالسيدة أم كلثوم التي كانت أحد أهم مصادر تمويل المجهود الحربي بحفلاتها التي قدمتها في كل دول العالم .من جهة أخرى وصل عاصي إلى سوريا الجمعة الماضية في محاولة لنقل والدته المريضة إلى دمشق من بيروت لتحصل على العلاج اللازم، ويطير بعدها إلى الجزائر بدعوة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لاقامة مهرجانات هناك يخصص دخلها لدعم الشعب اللبناني كما سيغني في قاعة البرت هول يوم 16 سبتمبر المقبل للسبب نفسه ، وهناك مفاوضات مع نادي روتاري لاحياء حفل مماثل في دار الأوبرا المصرية .أما عن ألبومه الذي انتجه بنفسه وكان ينوي إصداره بالفعل فقال عنه بالنص :" لن يخرج الألبوم للنور وهناك دمعة على وجه طفل لبناني" .