داليا عدنان الصادقتفجرت ثورة الرابع عشر من أكتوبر عام 1963م من قمم جبال ردفان الشماء، بسواعد أبناء الشعب اليمني بجميع فئاته ضد الاستعمار الطامع في اليمن وثرواتها الذي احتل جنوب اليمن عام 1839م، وأستمر الحكم الاستعماري السلاطيني طوال (129) عاماً ذاق فيها شعبنا اليمني أبشع ألوان الظلم والاستعباد، فحرم أبناء الشعب من التعليم وانتشر الجهل والأمية وتدهورت الأحوال الصحية لعدم توفر المستشفيات في جنوب الوطن حيث انتشرت الشعوذة والخرافات نتيجة الجهل والأمية.إلا إن الشعب في الجنوب رفض الذل والاستبداد وناضل بكل قوة وبسالة من أجل الحرية، وإن كانت هذه الحرية سوف تكلفهم دماءهم الزكية وأرواحهم الطاهرة لأنهم أقسموا على أن لا تعيش اليمن مقيدة بأغلال الظلم الاستعماري السلاطيني.. حيث حل بالشعب اليمني في الجنوب الفقر والجهل والمرض وكبلت عقول أبناء شعبنا اليمني وتم زجهم في سجون مظلمة موحشة فوقف شعبنا وقفة صمود وتحد ومواجهة دون خوفٍ أو تردد، فواجهت الاستعمار حركات وانتفاضات ثورية بالرصاص وكسرت حاجز الخوف المسيطر عليهم طوال هذه السنوات وقامت حركات وانتفاضات على التوالي ضد حكم الأئمة والاستعمار شمالاً وجنوباً ضد الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية منها:[c1]- انتفاضة لحج والضالع في مارس عام 1958م.- انتفاضة يافع السفلى في 18 ديسمبر 1958م.- انتفاضة قبائل الزبيري في العوالق عام 1959م. [/c]ولعباتحاد الأدباء والكتاب والفنانون اليمنيون دوراً عظيماً وحيوياً في تنظيم وتوحيد جهود المبدعين من الأدباء والفنانين بأقلامهم الشريفة وبأصواتهم العالية الجميلة لرفع كلمة الحق في شمال وجنوب اليمن وتعميق ارتباطهم بقضايا الشعب والوطن وتعزيز اسهامهم الأدبي والفني في الدفاع عن الحرية والاستقلال من اجل بزوغ شمس الحرية وانتصار يمن له حريته وكرامته ينعم بخيرات أرضه دون تدخل من استعمار يسيطر على خيراته ويذيقه الذل والظلم والاستبداد.إن شعبنا اليمني المناضل الذي صنع ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر واسقط اعتى نظام استبدادي ملكي في شمال الوطن وهزم أقوى الجيوش الاستعمارية في العالم، في جنوب الوطن، وحقق العديد من المكاسب والنجاحات الثورية في رحاب النضال ضد الواقع المؤلم واقع الظلم والاستقلال والتخلف والعزلة، وعلى الرغم من القهر والتخلف السائدين في اليمن لقادر على مواصلة تحقيق الانتصارات والمكاسب والإنجازات. لقد كانت أصوات الفنانين أقوى من قنابل ومدافع المستعمر، إذ شدا فنانو اليمن في الشمال والجنوب بالكثير من الأغنيات الأناشيد الوطنية الثورية تعبيراً عن حبهم للأرض والإنسان الذي ساهم فيه أبناء هذه الوطن الغالي طلباً للحرية والحياة الكريمة التي يحلم بها كل إنسان في وطنه وكذلك للوصول إلى هدفهم المنشود الذي يحلمون به أيضاً وهو إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة. لذلك فنحن نجد أن قلوب وأفئدة جميع المواطنين أحبت هذه الأغاني والأناشيد بصورة مستمرة في المناسبات الوطنية التي تشهدها حالياً اليمن كالحدث الديمقراطي الدستوري الذي كان تم في العشرين من سبتمبر، وكذا ماشجانا به الفنانون من أغانٍ وأناشيدَ وطنيةٍ بمناسبة أعياد الثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر) وفي كل هذه المناسبات العظيمة من كل سنة غنى العديد من الفنانين اليمنيين أمثال: أبوبكر سالم بلفقيه ومحمد مرشد ناجي ومحمد محسن عطروش واحمد قاسم وأيوب طارش والحارثي والآنسي والسنيدار وغيرهم من الفنانين الذي غنوا للأرض والإنسان.لقد كانت الثورة اليمنية تسعى لمساواة المرأة بالرجل في فرص التعليم بدون أي تمييز، وقد ساهم ذلك في حصول الكثير جداً من النساء على مؤهلات علمية عالية.وإن احتفال شعبنا اليمني بمرور 44 عاماً على قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر و43 عاماً على ثورة الرابع عشر من أكتوبر يأتي في ظل جو ديمقراطي وطني ينعم به الشعب اليمني وبعد نجاح الاستحقاقات الانتخابية الرئاسية والمحلية والتهيئة لمرحلة جديدة من البناء لخلق نهضة جديدة يشملها الأمن والاستقرار وفتح طريق الانتقال إلى عصر الحرية والوحدة والديمقراطية والنهضة العصرية في ربوع بلادنا اليمن .
|
ثقافة
دور الأدباء والفنانين اليمنيين في الثورة
أخبار متعلقة