من الحياة
يكتبها / إقبال علي عبدالله [email protected]جاءت إلى حياتي فجأة، دون سابق معرفة، لتعلن أمام وجهي وبصوتٍ مسموع، اعترف أنّه طرق باب قلبي دون استئذان؛ إنّها تحبني وإنني رغم أنّها لم تشاهدني من قبل أو حتى تسمع صوتي، " أصبحت كل حياتها وأنّها جسد بلا روح؛ لأنّ روحها معي وحياتها لي".هذه المفاجأة الجميلة، أربكت تفكيري وأحدثت في جسدي رعشةً لم تصبني منذ مدة طويلة، منذ شاءت الأقدار أن تبعدني قصراً عن الإنسانة الوحيدة التي استطاعت وفي مدة قصيرة جداً أن تجعلني ارتبط بها، وأنستني خلال سنوات بقائها معي والممتدة نحو عقدٍ من الزمان.. كل نساء الأرض.. أعطتني ما كنتُ أبحث عنه سنوات طويلة، أعطتني الحنان.. حوتني بالأمان من تقلبات الحياة، خصوصاً القاسية التي رافقتني في مطلع الشباب سنوات المراهقة، أشعرتني بالدفء في الليالي الباردة.وأضاءت حياتي في مواقف كثيرة، لن أنساها ما حييت.. هي على قدرٍ كبيرٍ من الثقافة والعلم.. منحها الله لمسات حانية من الجمال جعل منها رغم الحياة الصعبة والمؤلمة التي عاشتها قبل معرفتي بها، جعل منها جذابة لديها قدرة عجيبة وسرَّ لم تكشفه لأحدٍ غيري في مقاومة تجاعيد الزمن- حسدتنا الأيام وتآمرت علينا الحياة فوجدنا أنفسنا بعد عقدٍ من الزمن في تنافرٍ عجيب ومدهشٍ في وقتٍ واحدٍ.. حتى جاءت لحظة الابتعاد والانفصال.. لحظة جعلتني حتى جاءت هذه الفتاة السمراء لا أؤمن بأنّ هناك حباً صادقاً وامرأة مخلصة وفية.. غرست هذه اللحظة المؤلمة كره المرأة وأنا الذي لم تعلمني الحياة معنى الكراهية.. وجدت في الكتابة عن المرأة والحياة وكل شيء تعلمته من خلال تجارِب خضتها أنا أو خاضها الآخرون ورووها لي.. وجدت ذاتي التي كنت أظن بعد لحظة الانفصال عن من كانت شريكة عمري؛ إنّها ضاعت وعلي فقط انتضار لحظة الرحيل عن الحياة.. فكانت الكتابة عودة الروح إلي.. ولم أتخيل يوماً .. صدقوني؛ أنّها ستكون ميلاد لحبٍ جديد في حياتي.في هذا المُناخ المعقد جاءت هي التي تصغرني بنحو عقدين من الزمن لتصرخ في وجهي وتُعلنَ أنّها تحبني وأنّ كل ما اكتبه هو موجه لها.. في البداية اعترف إنني أشفقت عليها.. وراودتني فكرة شيطانية للانتقام من ظلم المرأة لي.. واستطاعت هي بصدق مشاعرها معي أن تبعد هذه الفكرة الشيطانية عن تفكيري وكادت أن تقتلها لولا أنّها قررت في لحظة التعلق بها أن تبتعد عن حياتي، لتشعرني بساعة اليقظة من حلم جميل حببني في الحياة.لا أعرف سبب ابتعادها رغم تأكيدها أنّها لا تستطيع فعل ذلك.. ولو فعلت فإنّ ساعة الرحيل عن الحياة قد أعلنت موعدها.جعلت هذه الفتاة السمراء حياتي تتجدد وأنستني سنوات العمر.. ومنحتني عمراً جديداً .. رغم صعوبة الحياة المعيشية والمادية والاستقرار النفسي والروحي في هذا العمر الجديد.. كنت أظن أنّها ستكون معي لحظة الميلاد وسلاحي في مقاومة التحديات.. كنتُ أظنُ إنني وجدت أخيراً الحنان الصادق والصدر الدافئ.. كنت أحلم وجاءت هي نفسها صاحبة الحلم لتوقظني وأجد نفسي مرة أخرى في لحظة مؤلمة وحيداً أجدد البحث عن الحنان.***[c1]كلمات لها معنى[/c]* .. "عصر الأسى روحي فصارت أدمعاًفلمحتها ورأيتها في أدمعيوعلمتُ حين العلم لا يغني الفتىإنّ التي ضيّعتها كانت معي.."[c1]"إيليا أبو ماضي"[/c]* .. " أحباءُ نحنإذا ما التقيناأحباء نحنإذا ما افترقناأحباءُ نحنإذ انتصبت شوكة فانتئيناوإن هطلت ديمةٌ فارتوينا.. "[c1]"أحمد محمد الحبيشي"[/c]* .. " صدقوني، الحب السعيد محسود في هذا الزمن، ولهذا خبأت صداقتنا في حارة ملقاة على شاطئ بعيد.."..." بين الفم.. والقبلة متسعٌ من التوبة!!".." ما دام لي عقل، لا أخاف تجاعيد الزمن"[c1]"نادية عابد"[/c]***[c1]أغنية الأسبوع[/c]* .. " تسلى يا قليبي***شوف الدنيا مخلاهوكم من مال يمسي لمولى غير مولاهتسلى يا قليبي . وشيل الهم عنكتسلى يا قليبي.وخلِّ الحب فنكبساعة بسط تسوى حياتك كلها آهوحب كل من يحبك وصُن عهدك معاهموبادر بالرضا والوفاء تكسب رضاهمويا محلا الأحبة إذا ذاقوا المحبةبساعة بسط تسوى حياتك كلها آهيا ليلة النور هلِّي هلِّي علنيا وطلييا ليلة النورالعمر يا ناس فانيما حد معه عُمر ثانيأيام وشهورويا قلبي تمتع وخذ وقتك واقنعبساعة بسط تسوى حياتك كلها آه.."[c1]"غُناء الفنان الكبير/ أبوبكر سالم بلفقيه" [/c]