قصة من الخيال
عاش حياة يملؤها الفوضى واللامبالاة .. ولكنه في الآونة الاخيرة ظهرت عليه اعراض مرض خفي .. وتصرفات خارجة عن المألوف .. وعند اكتمال القمر في كل شهر وعند رؤيته للقمر والاستشعار بنور يدخل في كل اجزاء جسده ينفصل عن الواقع .. ويدخل عالم غريب .. عالم هو المتصرف الوحيد فيه ولاتوجد قوانين ولاضوابط ولاقيود تحكم تصرفاته .. وكل من يدخل ذلك العالم هو عدوه .. ويجعله ميتا مثل الجزء الميت من عقله.. ولكنه مليء بالرغبات الواجب تنفيذها .. بدعوة اصدقائه / جهيم/ لتجهم ملامحه وغضبه السريع .. وكلما يكبر كلما يزداد ذلك المرض تشبثا وتشعبا بعقله ويزداد حقده وكرهه .. وهو اجتماعي وطيب في النصف الآخر ولديه الكثير من الاصدقاء وهو من عائلة مترفة ويسكن بمفرده.. ففي المساء يدعو أصدقاءه لقضاء اوقات الفراغ بالسهر رغم التحاقهم بالجامعة .. وكانت لديه صديقة يحبها .. فعند حضورها تظهر عليه ملامح الارتياح، بل وكان يضحك احيانا .. وكل اصدقائه يعتبرونه عقلية غريبة ومريبة ومثيرة للجدل لسعة صفاته، وامتداداتها فهو باستطاعته عمل اي شيء .. وسهروا جميعا حتى منتصف الليل وانصرف كل اصدقائه ما عدا /هند/ وفي تلك الليلة اكتمل القمر وسلط اشعته على الارض.. وما ان شعر بالنور يتسلل في كل اجزاء جسده هرع كالذي اصابه المس الى خارج المنزل ورمى بجسده على الارض وعيناه شاخصتان الى القمر .. وكان جسده ينتفض وكأنه يترك جسده ويخرج بجسد وعقلية اخرى .. دهشت /هند/ مما رأت فاسرعت لتقديم المساعدة.. وما هي الا لحظات حتى توقف جسده عن الانتفاض وبدأت حالته في الاستقرار ثم نهض ومازالت / هند/ تحاول تهدئته ولكنه قد انفصل عن الواقع واندمج مع عالمه، نظر امامه لم يجد سوى /هند/ وظن انها سوف تقتله وتحكم ذلك العالم عوضا عنه.. وما ان لمسته حتى انتفض ودفعها عنه.. وهرول ليختبئ وبدأت /هند/ بالبحث عنه في كل ارجاء حديقة المنزل.. ثم ظهر ودفعها وانقض عليها بالضرب حتى ادماها وهي تصرخ وتطلب النجدة والمساعدة .. وكانت عيناها تضيئان كالقمر .. ثم سحبها من اقدامها وهي فاقدة الوعي وبدأ يتحسسها.. فوجدها لاتتحرك كان يقلبها ويرفع رأسها لم تتحرك لانها فقدت الوعي من شدة الضرب، وكانت الدماء تسيل من كل اجزاء جسدها .. ودخل المنزل وهو يتأرجح في مشيه ثم التفت فجأة رآها تحرك رأسها واقدامها ويديها اسرع نحوها وحملها حتى وصل الى المسبح ورماها بداخله استقرت /هند/ في قاع حوض السباحة وتركها حتى شارفت على الموت واخرجها وجلس على المقعد يراقبها ولكن داهمه النوم واستفاقت بعد ساعة ونصف محاولة الهرب وما ان وصلت الى بوابة المنزل حتى فتح عينيه وهي تضيء واخرج مسدساا ورماها في رأسها وتوفيت على الفور.. واخذها الى الباحة الخلفية من المنزل ودفنها ثم اهال عليها الرمال .. حتى انه قتلها في عالمه ولكنه قتلها في الحقيقة.. وفي الصباح ذهب الى الجامعة يسأل عنها وعن سبب تأخرها . .ثم اتصل الى منزلها لم يجدها وكان تلفونها يرن وهو في بنطلونها.. وكان الجنايني يستمع لصوت ولايعرف من اين مصدره .. ومرت الايام ولم يعرف احد سبب اختفاء هند او الى اين ذهبت .. حزن عليها سهيم وظن انها لاتحبه وان ما كان بينهما لم يكن حبا حقيقيا والدليل على ذلك هروبها منه وانقطاع اخبارها.. في الشهر الثاني على التوالي وعند اكتمال القمر كان سهيم يقود السيارة لانه مدعو للسهر مع اصدقائه في الطريق الصحراوي .. وانفصل سهيم عن الواقع وهو يقود سيارته وعندما شعر بالتوعك اوقف السيارة وخرج وما ان انفصل عن الواقع تماما وضاءت عيناه ركب السيارة واتجه من غير وعي الى ان وصل .. فوجدهم يشعلون النار وكانت الضوضاء والضجيج يملآن ذلك المكان الهادئ وكانوا يرقصون على اصوات الموسيقى .. فظن في عقليته المريضة انهم غزاة وهم يحتفلون لاحتلالهم عالمه وسوف يدنسون حرمته سوف يتخلصون منه .. بحث ملياً عن شيء للتخلص منهم فلم يجد سوى المسدس فاخذه وخرج من السيارة وما ان راه اصدقاؤه السبعة بدؤوا بالتدافع نحوه لجلبه للرقص معهم ولكنه اخرج مسدسه وما ان يصل واحد منهم نحوه حتى يقتله، قتل ثلاثة منهم والبقية تراجعوا الى الخلف ولكنه لحق بهم وقتلهم جميعا ثم اطفأ النار واغلق تلك الآلات التي يصدر منها الصوت واخذهم جميعا ليدفنهم في مقبرة الاعداء .. وفي الحقيقة خلف منزله، فدفنهم وانهال عليهم بالرمال .. وجلس على الاريكة حتى اشرقت الشمس فنهض .. نظر حوله وجد نفسه في الحديقة فقال لنفسه : لقد نمت ولم اذهب للسهر مع اصدقائي لابد انهم متضايقون مني عليّ الذهاب للاعتذار منهم .. اغتسل وتناول فطوره وذهب الى الجامعة ولكنه لم يجدها وكان يتصل بهم فلايرد عليه احد .. وكانت التلفونات ترن في القبر لكل واحد منهم تعجب الرجل وذهب الى الشرطة يخبرهم بانه يسمع رنين هواتف خلف الحديقة ولكنه لايعلم من اين مصدرها وما ان حضرت الشرطة حتى رؤوا شيئا غريبا الهواتف والدماء كانا هما الحكم في تلك القضية حيث طفت الدماء الى ان وصلت الى سطح الرمال وكتبت اسم قاتلها »سهيم قاتلنا« انها معجزة حقيقية حيث وقف الضابط مندهشا لانه لم يكن هناك شهود غير الهواتف على جريمته فرنت حتى اوصلت الرجل الى مكانها، والرمال لم تستطع إيقاف الدماء عن التدفق والصعود الى الاعلى لتكون هي القاضي في تلك القضية وتحكم بالعدل على المذنب ولينال جزاءه حتى اذا لم يكن في وعيه ولكن من قتلوا لم يكن لهم ذنب سوى انهم اصدقاؤه .لم يصدق سهيم بانه قتل كل اصدقائه بيده وكان يصرخ لم اقتل احدا . .لم اقتل احدا.. وعند اخراج الجثث تعرف عليهم بانهم حقا اصدقاؤه وهند محبوبته وادرك حقيقة تصرفه .. حتى الرمال التي استعان بها على اخفاء الحقيقة لم تستطع تلك الرمال اخفاءها.