استطلاع / د . زينب حزام :هذه هي زيارتي الثالثة للعاصمة السورية دمشق ، وهي أحب العواصم العربية إلى قلبي ، فهي كثيراً ما تذكرني بمناخها الدافىء وساعة الغروب وإرتفاع أذان المغرب من جميع مآذن مساجدها في وقت واحد وكأنه صوت مؤذن واحد بالعاصمة التاريخية صنعاء ، ما أجمل دمشق العربية ، التي لم تتأثر بالزحف المعماري الأوربي الذي بدأ بالزحف إليها خلال العشر السنوات الأخيرة والتي لم أشاهده خلال زيارتي الأولى غي سنة 1986م ، ها هي اليوم دمشق بدأت تزدهر وشيدت المباني الجديدة الضخمة التي أمتزجت بشيء بسيط من الطابع الأوروبي وسيطر عليه الطابع المعماري العربي ، كما أصبحت دمشق ملتقى العرب من دول الخليج العربي واليمن والسعودية والسودان إضافة إلى الأفواج السياحية من مختلف دول العالم .والشعب السوري شعب يميل إلى الأعمال التجارية الحرة وقد عملت الحكومة السورية على تشجيع الصناعة الوطنية مثل صناعة الأقمشة والأدوات الجلدية مثل الأحذية والحقائب والأدوات المنزلية وتعليب المواد الغذائية وغيرها من الصناعات الخفيفة من أدوات أكترونية والتي تدعم الاقتصاد الوطني .وخلال جولتي في دمشق زرت الحي الأموي المتميز بطابع إسلامي حيث يجد الزائر عدداً كبيراً من المحلات الصغيرة المنتشرة وفيها أنواع من الحلويات الدمشقية المشهورة مثل القطائف المحشوة بالجوز أو اللوز أو المحشوة بالقشطة أو الجبن والتمور والكنافة والمدلوقة والبلورية وغيرها وذلك أنواع العصائر وأنواع الفواكة كالمشمش والأجاحي والمرز والتفاح وغيرها ، إضافة إلى باعة الملابس الرجالية والنسائية ومعظمها من الأزياء الشعبية ويتميز الحي الأموي بالأزقة الضيقة ، حيث نشاهد البيوت الدمشقية القديمة وتنمو حولها شجيرات البرتقال والزهور الجميلة ، وعروق نبات العنب .[c1]المسجد الأموي في دمشق[/c]عند دخولي المسجد الأموي طلب منيس أرتدي عباية سوداء واسعة فوق عبيائتي وهي مغطاة الرأس إضافة إلى ارتادئي حداء خفيف ، وشعرت بالخشوع عند دخولي هذا الصرح التاريخي الإسلامي ، ويتميز المسجد الأموي بنقوش جميلة ، ومآذن شامخة ، وقفد تم ترميم هذا المسجد من قبل الحكومة السورية من أجل إعادة الوجه الحضاري المشرق للدولة الإسلامية .[c1]القلعة في حلب[/c]وفي مدينة حلب تخف الزحفة السكانية عن دمشق وأشهر ما فيها القلعة التي تتوسط المدينة وهي معلم بارز ، وهي قلعة ضخمة ، تم ترميمها مؤخراً وبالقرب منها يوجد مطعماً للمأكولات الشعبية مثل وجبة (المقلوبة وهي مكونة من الأرز واللحم والبدنجال) وجبة خفيفة وشهية وهي التبولا إضافة إلى وجبات العيش والفول المدمس باليمون والحلويات والمكسرات وأشهرها الفستق الحلبي والأسواق في حلب تذكرني بالأسواق المنتشرة بقرب مسجد النور في مدينة الشيخ عثمان في عدن وكأنها نسخة من أسواق مدينة حلب الواقعة بقرب القلعة ، ويجد الزائر لمدينة حلب رخص بالأسعار للبضائع والملابس والأحذية والحقائب والتحف عن الأسعار في دمشق وهذا ما أثار دهشتي رغم وجود عدداً كبيراً من السياح والزوار إلى مدينة حلب التي تعد المدينة الثانية بعد دمشق [c1]قبر خالد بن الوليد وقبر عمر بن عبدالعزيز[/c]لم أنسى خلال زيارتي لسوريا من زيارة قبر القائد العربي ناصر الدين الإسلامي / خالد بن الوليد وقبر الخليفة البعادل / عمر بن عبدالعزيز هذين القائدين الذان ناصرا الدين الإسلامي ضد كفار قريش وهما يرقدان في قبرين متواضعين يقف أمامهما الزائر ويرى التواضع والكبرياء فيهما ، بينما زرت قبور للقادة لا يمتلكوا من البطولة والشجاعة التي أمتلاكها هذين القائدين مصنوعة من الرخام والنقوش ومزخرفة بالألوان وحولها حدائق غنية بالزهور والورود ، فما أعظم هذين القبرين المتواضعين حيث ترقد رفات أعظم قائدين في الدولة الإسلامية .[c1]معبد ملكة تدمر التاريخية [/c]مدينة تدمر هي عبارة عن مدينة صغيرة هواءها نقي وهي مدينة هادئة جداً وتحتوي على عدداً كبيراًَ من المواقع الأثرية مثل معبد ملكة تدمر / زنوبيا ، ومتحف مدينة تدمر التاريخي الذي يحتوي على كنوز من القطع الأثرية المتنوعة تشمل أهم الفترات التاريخية التي مرت بها سوريا وكذلك مرحلة تاريخ الفن الإسلامي بداية القرن الأول الهجري أي السابع الميلادي وحتى القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر الميلادي) وهذه التحف الأثرية تغطي معظم ميادين الفن الإسلامي في دمشق من كتابة ورسوم زيتية والخزف والمشغولات المعدنية والقماشية والسلاح والسجاد والمنسوجات والعناصر المعمارية والفنون الزخرفية والعملات الإسلامية وفنون الخط والمنمنات وغيرها من التحف والمقتنيات النادرة التي تعرض لأول مرة في هذا المتحف المتواضع.مدينة تدمر التاريخية ذات تاريخ عريق وحضارة لا تنسى .
|
ثقافة
جولة في المواقع الأثرية في سوريا
أخبار متعلقة