في لقاء جرى مع الفنان طه فارع قبل رحيله
التقاه قبل وفاته / عبدالله الضراسيقبل مرضه ووفاته أجرى الزميل عبدالله الضراسي لقاء مع الفنان المرحوم طه فارع .. وقد عثر نجله على اجابات الاسئلة التي وجهها الزميل الضراسي للفنان المرحوم بين أوراقه ونظراً لما احتوته المادة من شهادات وآراء لها اهمية خاصة نقوم هنا بنشرها كما وجدت بخط يد الفنان المرحوم طه فارع : [c1]* ماهو موقع الأغنية اليمنية على المستوى العربي ؟[/c]الأغنية اليمنية أصيلة في كل عناصرها ومن وجهة نظري الخاصة فإنني أعتبر مستواها عالي بين بقية الأغاني العربية واضع موقعها في الدرجة الثالثة بعد الأغنية المصرية واللبنانية في الوقت الحاضر وإذا ما توفرت لها الامكانيات اللازمة والانتشار الواسع كما يحصل اليوم للأغاني المصرية واللبنانية والعربية لسكان موقعها في الدرجة الاولى وذلك بشهادة غيري من الفنانين العرب الذين يقولون ويصرحون بأن العرب جميعهم من أصل يمني ويعني هذا الكلام أن من يصنعون الاغنية العربية هم يمانيون الاصل وعلى سبيل المثال خذ الفنان الاستثناء محمد عبده وغيره ممن يحملون الجنسيات العربية والاجنبية من المشاهير في العالم وخذ مثلاً مفخرة اليمن الملاكم العالمي نسيم كشميم بعد أن توفرت لهم الامكانيات .[c1]* ما مدى اسهامكم في تطوير الاغنية اليمنية مع العلم بأنكم تألقتم في غناء وتلحين مختلف الألوان اليمنية ؟[/c]اسهامي في تطوير الاغنية اليمنية مع القلة القليلة من زملائي الفنانين الرواد إدخال المقدمة الموسيقية اللحنية في الاغنية اليمنية والتنويع في مقاطع الاغنية من حيث المذهب والكوبليهات المختلفة على الاغنية اليمنية إنتقاء الكلمات غير المألوفة لدى المستمع اليمني والعربي انتقاء مواضيع الاغنية التجديدة اليمنية وللعلم فأنا (وأعوذ بالله من كلمة أنا) أول من أدخلت آلة (المزمار) على الاغنية اليمنية وخاصة في محافظة عدن بالاضافة أنني قمت بتلحين جميع الالوان الغنائية اليمنية ولحنت الاغنية العاطفية والوطنية والموضوعية والاسرية واغاني الاطفال والمنلوج والديالوج بقالب وأسلوب جديد وكان لي السبق من بين زملائي الفنانين.ولكن للأسف الشديد الاعلام بجميع أجهزته أجهض جميع ما قدمته من أعمال فنية طوال مشواري الفني الذي يقارب الربع قرن أو يزيد سامحهم الله ولم يظهروا إلاّ القليل منها .ومنهم من شوه بعض تسجيل أعمالي ومنهم قام بضياعها بفعل فاعل مع أننا نعمل جميعاً من أجل اليمن وتطويرها من الناحية الموسيقية وأنا متأكد كل التأكد بعد وفاتي والموت حق أنهم سيذكرون كل ما عملته وقدمته من أعمال فنية وأدبية لهذا الشعب العظيم كما يعملون مع غيري ممن توفاهم الله.[c1]* بصفتكم أحد الاعلام الفنية في اليمن ماذا عن اهتمامكم بجمع التراث الغنائي اليمني وحفظه؟[/c]أنا مهتم بهذا الجانب واحتفظ بأشياء كثيرة قد لا تجدها عند غيري من الزملاء الفنانين واحتفظ أيضاً حتى ببعض اعمالهم القديمة وعلى سبيل المثال اسمعت أحد الزملاء الفنانين بعض أعماله الفنية القديمة فاستغرب أنني محتفظ له بهذه الاعمال من عشرين سنة تقريباً ناهيك عن ما احتفظ به في مكتبتي الموسيقية من اسطوانات قديمة ومراجع لكتب كلها تعني بشؤون اليمن لأنني عاشق لليمن واهله الطيبين من قبل وبعد الوحدة المباركة.والشيء بالشيء يذكر فقد قلت لأحد الفناينن العرب عند زيارتي لاحدى البلاد العربية أن في حوزتي ديوان شعر غنائي قديم ففاجأني الفنان العربي قائلاً أنني سأعطيك (شيك) وأنت تضع المبلغ الذي تريده وما عليك إلاّ أن ترسله لي على هذا العنوان وقبل أن يكتب لي العنوان ويخرج دفتر الشيكات ويمضي عليه أجبته عفواً ياعزيزي محد يبيع تراثه والله على ما أقول شهيد.[c1]* بعد كتابكم الثاني (الاغنية اليمنية المعاصرة) هل من جديد لكم في مجال البحث ؟ [/c]عندي الكثير والجديد ولكن اعذرني وليعذرني القارئ العزيز عن ذكر الجديد والسبب في ذلك أنني كنت عند حسن نية أذكر فكرة كتاب ما وأجد أن الفكرة سرقها زميل لي ويكفي ما تعرضت له من سرقة لألحاني وكتبي دون الاشارة الى أن هذه الفكرة أو ما نكتبه ونقوله في أجهزة الاعلام هي لطه فارع باستثناء ما ذكره الاستاذ القدير محسن علي بريك في مقابلته الصحفية الاخيرة التي أجراها معه الاستاذ شكيب عوض في صحيفة 14 أكتوبر الغراء..فقد كان شجاعاً عندما ذكر أن طه فارع هو الذي دفعني الى جمع قصائده وهذا وفاء منه لشخصي وانا على قيد الحياة .