من كتاب قصص خيالية عن الأشباح
تأليف : روجر وينجيت " بكم سعرها" سأل الرجل، وبالرغم من ان الاجابة قد ادهشته الا انها اسعدته لم تكن غالية السعر، ولكن على الاقل لايتوقع المرء ان يشتري سيارة كبيرة وقوية بسعر زهيد ، كان السعر اقل مما توقعه من البائع فقال للبائع" تقول بانها مستعملة لمدة سنة واحدة فقط " فأجاب البائع " نعم، ونعرف الرجل الذي كان يمتلكها، لقد بعناها له والآن اتى هو ليبيعها في محلنا، لقد قرر وقف ممارسة قيادة السيارات، انها سيارة ممتازة وخصوصا بهذا السعر". فكر روجر بتمعن، كان البائع على حق ، انها سيارة جيدة بالفعل وكان سعرها رخيصاً بالنسبة لمواصفاتها فقال اخيراً" ساشتريها، سآتي لآخذها غدا مساء عندما اغادر مكتبي".في مساء اليوم التالي كان خلف عجلة القيادة لسيارته الجديدة والكبيرة ، وبدأ يسوق بحذر في ممرات وطرق المدينة ، وبعد برهة قصيرة استطاع التخلص من زحمة شوارع المدينة وعندما وصل الى طريق خالية من السيارات بدأ في زيادة سرعة السيارة وكان بالفعل محرك السيارة القوي جعل السياقة امراً ممتعاً وكانت الاضاءة في اعمدة الانارة في الطريق قوية وكان روجر سعيدا جداً بسيارته الجديدة، إنها تستحق مبلغاً اكبر بكثير مما دفعه لها ، وعند نقطة التقاطع كان عليه ان يقف لان ضوء الاشارة كان أحمر فاخذ يشعل سيجارته وبدأ يستمع بسعادة للموسيقى المنبعثة من راديو السيارة، وفجأة انخلع قلبه نتيجة لصوت كان يتحدث بكل هدوء ، كان الصوت - او كما بدا له - صوت لامرأة قائلا له " انعطف يمينا هنا" ، للحظة اعتقد روجر بان الصوت اتى من راديو السيارة ، فقد كان وحده داخل السيارة ولكن صوت الراديو كان لايزال يذيع الموسيقى ، وعندما ظهر الصوت ثانية، تأكد هذه المرة بأن الصوت لم يكن منبعثاً من راديو السيارة، بل تحدث الصوت صوب اذنه مباشرة، بدا وكأن الصوت اتى من المقعد الامامي المجاور لمقعد السائق ويقول ثانية " انعطف يميناً هنا" ، كان صوت امرأة شابة، كان صوتا واضحا ورقيقاً ، حتى ان روجر التفت مباشرة صوب المقعد المجاور له ، لكن كان المقعد خاليا، بدا روجر يشعر بالخوف اتت اصوات ضجيج اخرى شوشت على تفكيره المضطرب ، كانت هناك اصوات ابواق لسيارات كثيرة خلفه وكان سائقوها غاضبون جداً منه لعدم تحركه بعد تحول الاشارة من اللون الاحمر الى الاخضر ايذانا للسيارات بالمرور، إنتبه إليهم روجر وبدأ يتحرك بسيارته ببطء ويتخذ جانبا من الطريق ، لم يكن روجر يفكر بالسائقين الغاضبين، كان ذلك الصوت الهادئ لايزال يرن في اذنيه "انحرف يمينا هنا"، وبدأ يتفكر في الطريق التي تنحرف صوب جهة اليمين، واتجه صوبها بدا ذلك الطريق يؤدي الى شارع هادئ ولكنه لم يأت اليه مطلقاً من قبل، وكان منزله على مقربة من هنا لذا قرر العودة الى المنزل مباشرة.كانت زوجته سعيدة جداً بالسيارة الجديدة ورأت بانها اكثر اناقة وراحة من سيارتهم القديمة، وقد تمنت ان تقوم برحلة في عطلة نهاية الاسبوع، فقالت لزوجها" سنأخذ والدتي معنا، سنذهب الى شاطئ وناخذ معنا طعامنا ، سيكون ذلك ممتعا، اليس كذلك ياروجر؟" ، لم يجبها روجر ، فقد كان يتفقد كراسي سيارته الجديدة من خلال النافذة، فعادت زوجته الى سؤاله" الن يكون ذلك ممتعاً يا روجر ؟ " فاجاب متردداً " ماذا ؟ آه ... نعم ، بالطبع سنقضي وقتا ممتعاً " ، قال زوجته " لا استطيع ان افهمك ياروجر ، ما الامر؟ لقد اشتريت هذه السيارة الجديدة للتو ولكنك لاتبدو سعيداً بها ، انك لاتكاد تسمع ما اقول" ،رد عليها روجر" اسف ياعزيزتي ، في الواقع كان لدي الكثير من العمل لاقوم به في مكتبي وكنت افكر فيه، مما سبب لي الكثير من الارهاق ، علي الذهاب باكراً يوم غد للعمل لذا يجب ان اذهب للنوم حالاً ، انني بالفعل بحاجة لقسط من الراحة ياعزيزتي" ولكنه لم يخبرها عن الصوت الذي سمعه في سيارته الجديدة.وفي طريقه الى عمله، ذهب لزيارة صديقه القديم بيل هاربر، كان بيل يعمل في صحيفة ولم يكن يصدق اي شيئ بسهولة، وقد استمع لقصة روجر بهدوء ، بعدها سأله قائلاً " هل تعرف الجهة اليمنى من التقاطع" ، اجابه روجر قائلاً " بالطبع لا" ، قال بيل: إنه طريق ضيق وصغير ولكنه هادئ ، وهناك بعض الاشجار على جانبي الطريق، كما توجد العديد من المنازل ، ويدعى هذا الطريق بطريق منماوث" فسأله روجر" هل ذهبت الى هناك من قبل؟" فرد بيل " مرة واحدة العام الفائت ، فقال له روجر" أنت تصدق روايتي إذن؟" رد بيل" انا متأكد من انك تؤمن بانك قد سمعت ذلك الصوت وهذا هو اهم مافي الموضوع"،بعدها ذهب بيل الى الخزانة واخرج منها جهاز تسجيل صغير سلمه لروجر قائلاً له " خذ هذا وضعه في سيارتك وانت في طريق عودتك الى المنزل هذه الليلة ، وقم بتشغيله قبل وصولك طريق التقاطع وقم باغلاقه حال تجاوزك لاشارة المرور، وقم باعادته لي غد صباحاً وسنستمع للتسجيل سوياً، اعدني بانك لن تشغل الشريط قبل ان تأتي به الى هنا :، وافق روجر على هذا المقترح قائلاً " سأقوم بما قلته، فأنا احتاج لمساعدتك يابيل، ان ذلك الصوت كان حقيقياً ، وقد بدا وكأنه يرسل رسالة لي، لا اعرف في الواقع ماهي طبيعة الرسالة ، ولكن ... " قاطعه بيل بابتسامة قائلاً له " حسنا، اعرف انك في ورطة بسبب هذا الموضوع، وأنا اصدق قصتك وساحاول مساعدتك قدر ما استطيع ، تذكر نحن اصدقاء الطفولة ، شغل جهاز التسجيل اثناء عودتك للمنزل الليلة ومن ثم اعده غداً .في صباح اليوم التالي وضع روجر جهاز التسجيل الصغير على طاولة صديقه بيل وكان ممتقع الوجه وقال " نعم ، لاتحتاج لتطلب من ذلك، لقد سمعت ذلك الشيء مثل ما سمعته الليلة الماضية ولكن هل هذا الجهاز قد سمعه مثلي" فأشار الى جهاز التسجيل ثم تابع قائلاً " ان لم يقم الجهاز بالتسجيل فانت لن تصدقني ستظن بانني افتعل كل هذا"، رد عليه بيل" حاول ان تهدأ ياروجر، تبدو وانك في عجلة من حكمك هذا، لنسمع جهاز التسجيل سوياً، فنحن لانعلم بما يحويه بعد ، وعندما نسمعه قد يساعدنا في اكتشاف القصة الغريبة التي رويتها لي " ، بدأ بتشغيل الجهازوقام بطوي الشريط من البداية و جلس روجر بتوتر على طرف كرسي قام بإشعال سيجارة وقال " لم استخدم مذياع السيارة البارحة ، فلم اشاء اي ضوضاء على الشريط" ، قال بيل" حسناً فعلت ، لقد نسيت اخبارك ذلك امس: ، بدأ بيل بتشغيل الشريط في البداية بدأ يسمعان صوت محرك السيارة بعدها سمعا اصوات اطارات السيارة وهي تمشي في الطريق، فقال روجر " لقد اضطررت لفتح نوافذ السيارة لإنني كنت بحاجة لهواء نقي و... " فقاطعه بيل" صه ، ابق صامتاً ، اعرف ماقمت به" ، بعدها انخفض صوت المحرك وكان يدور بهدوء تام قال روجر" اضطررت لخفض سرعة السيارة لان اشارة المرور كانت حمراء ، اعرف بان كان علي.. " مرة ثانية قاطعه بيل" اصمت ياروجر لوسمحت فانا لست غبياً ، واعرف كل هذا"، اغلق روجر عينيه وتراجع الى الخلف بكرسيه و كان قلبه يخفق بشدة ، كان شديد التوتر، بل كان خائفاً من عدم ظهور الصوت على التسجيل و ربما لم يعمل جهاز التسجيل وربما خطأ ماكان قد حدث، عندها لن يصدقه بيل وبالتالي لن يساعده ، كل ليلة كان روجر يقود سيارته للعودة الى منزله كان يشعر بالقلق من اللحظة التي يتحدث فيها ذلك الصوت، وفي احدى الليالي عندما تحدث اليه ذلك الصوت، اراد ان ينفذ امر ذلك الصوت بدلا من الذهاب مباشرة الى بيته، لهذا ذهب باتجاه اليمين نحو شارع منماوث لايعلم ماينتظره من اخطار فقال" اوه يا الهي اجعل الصوت يتحدث الآن ، حتى يصدقني بيل فيساعدني، انني قلق.... " ، وعلى الشريط بدأ صوت المحرك بالانخفاض فقد توقفت السيارة عند اشارة المرور، وللحظة كان هناك بالكاد صوت يمكن سماعه، بعدها ظهر ذلك الصوت مجدداً خصوصاً عند نقطة التقاطع قائلاً له " إنعطف يمينا هنا ... " فقال روجر لبيل" لقد سمعتها هذه المرة يابيل، هل صدقتني الآن؟؟" ، اغلق بيل جهاز التسجيل والتف نحو روجر قائلاً له بهدوء " نعم ، لقد سمعت ذلك الصوت ياروجر، انني اصدقك، إنه صوت فتاة على ما اعتقد : فقال روجر" ماذا تقصد؟" ، رد عليه بيل " ليس الآن ياروجر ، ساشرح لك في مابعد ، عندما تنتهي من عملك الليلة تعال الي وخذني معك سنذهب معاً الى مكان ما".تحركت بهم السيارة وبدأت بترك الشارع المزدحم واتجه صوب شارع هادئ ، وهنا زاد روجر من سرعة سيارته وكان بيل يجلس في المقعد المجاور له لم يتحدث احد منهما ، كان كلاهما متوثراً.. بعدها رأياً اشارة المرور من بعد وكانت خضراء فقال روجر لبيل" ماذا علي ان افعل الآن، إن ضوء الاشارة اخضر وكانت في الليلتين الماضيتين باللون الاحمر وكنت عندها أقف عند تقاطع الطريق ويظهر لي ذلك الصوت، ماذا يتوجب علي عمله والاشارة الآن باللون الاخضر؟ " رد عليه بيل" لن يغير هذا في الامر كثيراً، فصوت الفتاة الغامضة سيظهر لك في الحال حتى وان كانت اشارة الضوء اخضر" سأله روجر" وكيف عرفت ذلك ؟"،قال بيل" صه ، لاتتحدث كثيراً يا روجر، فقط نفذ ما أقوله لك " كانو يقتربان شيئاً فشيئاً من نقطة التقاطع وكانت اشارة الضوء لاتزال باللون الاخضر ، كان بيل يحدق امامه في الطريق بينما كان يتطلع الى اشارة المرور وهي باللون الاخضر ظهر الصوت مجدداً " إنعطف يميناً هنا..." كان الصوت نفسه ولكن هذه المره اوضح واكثر صرامة وكانها تعلم بان امرها سينفذ، عندها قال بيل: والآن ياروجر، انعطف يميناً صوب طريق منماوث، وراقب بحذر الطريق امامك"، نفذ روجر ماقاله صديقه بيل وانعطف يميناً صوب طريق منماوث، وبدأت بالظهور عدد من اعمدة الانارة لتضيء ظلمة الطريق الحالكة، كما بدأت بالظهور عدد من الاشجار وبينها عدد من المنازل المتناثرة هنا وهناك ، وفجأة في تلك الظلمة ظهرت فتاة كانت واقفة، وقد شاهدها كل من روجر وبيل بكل وضوح ، كانت فتاة في الخامسة والعشرين من العمر تقريباً، وجميلة وكانت ترتدي حلة سهرة ويبدو انها ذاهبة لحفلة ما، اخذ بيل نفسا عميقاً عندما شاهدها وقال لروجر" انها هي ، كن حذراً ياروجر، وراقب الطريق" بعدها قامت الفتاة بعبور الطريق صوب السيارة ، حاول روجر تفادي اصطدام سيارته بالفتاة ، فضغط على فرامل السيارة بكل قوة مما مولد صوت عنيف اثناء وقوف السيارة وانحرافها مما ادى الى ارتطامها باحدى الاشجار المجاورة خرج روجر من السيارة وكان يصرخ بصوت جنوني" يا الهي ، لقد دهست الفتاة، لقد قتلتها،اين انت يابيل ؟ ساعدني ارجوك" كان بيل لايزال في السيارة فرد عليه بصوت هادئ" لاباس ياروجر ، لاتخف ، انك لم تؤذي الفتاة، انظر ، ان الطريق خالي امامك ، حاول ان تهدأ الآن " ، رد عليه روجر بارتباك وتوتر" ولكن ... اين الفتاة؟ اين ذهبت؟ لقد كانت تقف هنا، لقد رايتها مثلي يابيل اليس كذلك؟" ، رد عليه بيل محاولاً تهدئته " نعم رايتها، ورايت ماقامت به ، ولكنها ليست هنا الآن، انها بعيدة جداً ، والآن حاول ان تتماسك سنأخذ تاكسياً الآن لنقلك الى منزلك وغداً سياتي من ياخذ سيارتك فلا تقلق".في نفس اليوم وعند منزل روجر ، قال الاخير" اشعر بتحسن الآن"، قالها بعد ان وضع كوب القهوة على الطاولة ثم تابع" ارجوك يابيل ، اخبرني ماتعرفه عن هذه الواقعة، هنا تدخلت زوجة روجر وقالت " نعم يابيل ارجوك اخبرنا ماتعرفه.. لقد كانت ليلة رهيبة" ردبيل " نعم ، لقد كانت كذلك ، كان من الممكن ان كون في عداد الموتى الآن، اعتقد بأن الفتاة ارادت ان تقتل احد ما، ولكني لست متاكداً من انها ارادت قتلنا ، لست متاكداً من ذلك، قال روجر بلهفة "تابع كلامك ارجوك" رد بيل " ساحاول ، بالرغم من صعوبة الواقعة ، انها قصة لايمكنني تدوينها كصحفي ، لانني متاكد من انه لن يوجد من سيصدقنا ، هل تذكر ياروجر بأني قد اخبرتك من قبل بأني قد اتيت لطريق منماوث قبل حوالي سنة ؟" ، رد روجر " نعم ،ولكنك لم تخبرني لماذا ذهبت الى هناك" اجاب بيل" حينها لم اكن اعتقد بان الامر سيهمك كثيراً، والآن علي اخبارك بما اعرفه ، لقد ادركت الفتاة التي رايناها سوياً في ذلك الطريق المقفر، رايتها قبل ذلك "، رد روجر " حقاً !! كيف ؟ ومن تكون تلك الفتاة؟ " رد عليه روجر اسمع كان اسمها كاثلين هنسن وقد قتلت في طريق منماوث ، ولكن لم تكن انت الفاعل ياروجر ، لقد قتلت قبل سنة ، وكانت صورتها منشورة على الصحف وكانت لدى الصحيفة التي اعمل بها صورة كبيرة لها ولهذا السبب عرفتها، لقد عاشت كاثلين مع والدها ووالدتها في احدى منازل طريق منماوث ، وفي احدى الليالي كانت على موعد مع صديقها للخروج الى حفلة راقصة ، لم يأت صديقها في موعده، لذا خرجت صوب الطريق لانتظاره هناك، ولكن لا احد يمكنه ان يجزم لقد وقفت هناك وانتظرت في تلك اللحظة اتت سيارة مسرعة صوب الطريق واعتقدت بان صديقها بداخلها لذا ركضت صوب السيارة على اعتقاد منها انها سوف تقف ، ولكن وللأسف لم تقف تلك السيارة فقد كان سائقها غريباً على المنطقة ولم يكن يعلم بانها كانت تنتظر احد ما كما انه لم يعلم بانها اعتقدت بانه سيوقف سيارته لذا لم يخفض من سرعته وكان الاوان قد فات ، فدهسها وقتلها"، هنا قالت زوجة روجر يالها من قصة رهيبة" رد بيل " نعم ولقد قررت الشرطة بان ذلك كان حادثاً ، ولم يلقوا باللوم على السائق وقد ارسلتني صحيفتي الى هناك لجمع اكبر قدر من المعلومات حول هذا الحادث المروع ولكن لم استطع الحصول على الكثير من المعلومات " وهنا سأله روجر" ولكن يابيل، لماذا تحدثت كاثرين معي انا بالذات ؟ لماذا طلبت مني ان انعطف صوب طريق منماوث؟" رد عليه بيل" لان سيارتك هي التي دهستها ، خذ نصيحتي ياروجر قم ببيع سيارتك هذه".[c1]هامش:* المؤلف : كاتب انجليزي* المترجم : معيد بكلية الآداب جامعة عدن [/c]