رحلتي على المسرح
[c1]مع مونولوجات ديوان الشاعر عثمان عبدربه مريبش [/c]عمر عوض بامطرف: في الحلقة الماضية من هذه السلسلة رقم ( 214) المنشورة في صحيفة (14 اكتوبر) الغراء صباح الخميس 7/9/2006م وعدت القراء بتقديم نماذج من المونولوجات الاجتماعية الغنائية ، وقد احتوى الديوان على 24 مونولوجا، 14 منها صاغ كلماتها ولحنها وأداها الاستاذ عثمان عبدربه، وللشعراء احمد عباد الحسيني ثلاث قصائد ، ولأحمد عمر اسكندر قصيدتان ، وقصيدة لكل من محمد الرطيل ، ومسرور مبروك ، وسعيد صالح باشريمة، وأحمد شريف الرفاعي (أنا صائم عطوف) ومن الحان محمد سعد عبدالله وغناه عثمان عبدربه، ولصالح أحمد اللبني قصيدة( الهاوسي الهاوسي ) وهي من الحان واداء عثمان عبدربه..وأقتطف من أولى قصائد الديوان ( با الحراوة ياعيلة ) وهو أول مونولوج تم تسجيله في إذاعة عدن في بداية الستينات ومن كلمات وتلحين واداء المونولوجست الفنان عثمان عبدربه ، وقد قال في مطلعه ( طول عمري ونا اشقى بالحراوة يا عيلة جيت لا عند بوها جاب هدره طويلة قال هيا تفرتش لامعك شي دويلة قلت الفين ياعم قال هذي قليلة عشرة آلاف إدفع بالوفا ياهبيلة).بهذا الاسلوب البسيط المباشر تمضي ابيات القصيدة ، وبألفاظها الدارجة الشائعة ويفهم القارئ / السامع موضوع المونولوج ، وانه يتعرض لمشكلة اجتماعية طالما قاسى منها الشباب ومازال يقاسي من غلاء المهور، هو يحكي بلسان الحال أنه قضى عمره يكدح ويتعب ليوفر مبلغاً من المال ليقدمه مهراً لاسرة الفتاة التي اختارها لتكون زوجة له، ولكن والد الفتاة كان من الطماعين الذين يغالون فيما يطلبون من مهر لبناتهم ، ففتح الأب على الخاطب ( هدره طويلة ) كلام لاجدوى منه ليمهد به للوصول إلى مطمعه ، ونسي قول الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه القائل ( اذا جاءكم من ترضون دينه وامانته فزوجوه . الا تفعلوا تكن فتنة وفساد عظيم ) .. ثم ( قال هيا تفرتش لامعك شي دويلة ) ، ولفظه ( تفرتش ) هذه ومثلها ( تحركش ) يقولها عادة الدائن لمدينه إذا تأخر عن سداد دينه ليفك حافظة نقوده التي يربطها على وسطه .. ثم جاء الشاعر بعبارة ( لا معك شي دويلة ) ، وهي توحي إلى أن والد الفتاة قد ظنه من أصحاب الاموال المكدسة والتي دال عليها الدهر .. ويأتي الرد من الخاطب باستعداده لدفع الفي درهم أو ريال فيرد عليه والد الفتاة بانها قليلة ويطالبه بعشرة الاف وافية، وينعته بلفظة ( يا هبيلة ) وهي كلمة انتقاص .. و0نتابع الأب بمحاورته وهو يفتخر بأن ابنته تنحدر من أسرة أصيلة لها مقامها الرفيع ويرد عليه الخاطب ( ما علي من الحسن أو قصيرة أو طويلة الشرف هو مرادي والخصال النبيلة) ولكن الأب الذي فتنه المال يسعى إلى تحصيله من غير مورده الصحيح فيقول ( روح دور لك على شيل بيله ده بنات القبايل أصل ماشي دخيله) و ( الشيل بيله) لفظ يوصف به الحب المختلط الرديء أو الركام من سلع رديئة مختلطة ..ويغادره الشاب منكسراً ، ويشكو حاله لأهل قريته ، وينصحونه بالبعد عنه:(سيبه شوف ثاني قلت ما أقدر بحيلة) .. وتمضي الأيام وإذا الشاب والناس بعد مدة يسمعون أن (البنت قدها ثقيلة) أي حامل سفاحاً .. فما كان إلاّ أن ( راح بوها الى القاضي يسحب رجيله راح بالغصب يعقد للنهاية الرزيلة هكذا من تعصب والنبي ويل ويله)..هكذا عرض الاستاذ عثمان عبدربه مربيش حالة غلاء المهور التي تحول دون تكوين الأسر الشابة وقد حوى الديوان ست قصائد تعالج مشاكل الاسرة الاجتماعية منها غلاء المهور كما اسلفنا ومنها تزمت الآباء بعدم السماح برؤية الخطيب لخطيبته ، وهو خلاف لما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو موضوع مونولوج ( شهر العسل في بصل) من كلمات أحمد عباد الحسيني ولحن وأداء عثمان عبدربه وفيه يقول الحسيني : ( أمي العزيزة وبوي ذي هم يحبوني قالوا نبأ بنتفرح بك وحرّوني تفرحوا هم ونا للويل زفوني على وليده دوع رخيص باعوني (دوع: مشاغبة كثيرة الطلبات لا حسن صورة ولا حسن خلق) لا خيروني ولانا شفت بعيوني ملا على وصفهم بالوصف غشوني ياليتهم قط لا هنوا ولا جوني شهر العسل في بصل حنبت لا أذوني) فلم يسعد الزوج المسكين لا بحسينة لا ولا بعطوفة .[c1]تصرف مشبوه[/c]يعالج هذا المونولوج ظاهرة أضحت اليوم متفشية في مجتمعنا اليمني ، يصور الموظف ذا الراتب الضئيل والصرفيات الكثيرة التي يصرفها على ملذاته مما يجعله في دائرة الشبهة.. وهو من كلمات وألحان وأداء : عثمان عبدربه :(عاطف موظف زميلي وراتبه في الثلاثين تصرفه غير عادي خلى رفاقه مجانين شفناه شعفر وطعفر سينا حساب بيننا بين) الى قوله : (والليل يسري سريه مالي درى سهرته وين وشلته يهتفوا له حيا على الرأس والعين وزوجته كم تلاحظ كثر العزايم وتخزين ولاتقول كيف هذا من وين يصرف عشارين).وتأتي النهاية :(واليوم بانت عيوبه شلوه للحبس ذلحين بايصدر الشعب حكمه وإلاّ مؤبد وقيدين) .. فيه لوم علي من يلهو ويعبث ويصرف بدون أن يحسب للعواقب ، ولا يجد من الزوجة التنبيه والنصح ليقلع عن سوء سلوكه ويصون كرامته وكرامة أسرته فيوقعه تبذيره في المساءلة من الدائنين ، ويكون مآله السجن.[c1]مونولوج : أوبه من ضحك لك بايضحك عليك[/c]ويعالج هذا المونولوج مشكلة القات هذه الآفة التي لا تزال تنخر في مجتمعنا حتى يومنا هذا .. وهو من كلمات : محمد الرطيل ، وألحان وأداء : عثمان عبدربه.ياراجل تراجع يالوماه عليك قع إنسان ما قد مر عليك وهابوي هكه قد زادوا عليك أوبه من ضحك لك بايضحك عليك كل ليله عقاره ما تحسب حساب من غير السجارة من غير الشراب والجهال يشتوا والحرمه ثياب وانته دوب هكه يتلووا عليك).ومنها أيضاً بعد أن كثر دائنوه فتوارى عنهم يقول له الشاعر الرطيل : (حتى السوق يا أحمد تعبر من بعيد خائف من محمد خائف من سعيد غازك لا عوزته وصيت الوليد خايف لا المدكن ذا يزعل عليك).ويحذر من شرور القات فيقول : (يا ما القات يا أحمد كم وهدر وما يا ما كم مولع ضيعهم عما بس قنع قليبك يا احمد وافطمه شف هذي الصراحة والباقي عليك). ونتابع الموضوع في الحلقة القادمة إن شاء الله..