من الأدب الإنجليزي
مر أسبوع وبدأت سيسلي اكثر تفاؤلاًن ربما لم تكن قد ارتكبت خطأ فادحاً كما كانت تعتقد، فلم تسبب ايسويل مشاكل كبيرة لهم، فقد كانت تساعد في اعداد الطعام وكانت تشارك في الحديث بصورة مهذبة اثناء تناول الطعام كانت تذهب إلى السرير مبكراً وكانت معظم الوقت لاتبارح غرفتها وبدت سعيدة في حياتها الجديدة، وذات يوم قالت سيسلي لها " اخشى ان تكوني تشعرين بالوحدة معنا ياعزيزتي، أعتقد أنه من الافضل ان يكون لك اصدقاء في مثل سنك خصوصاً انك مقبلة على الدراسة نهاية هذا العام، ابتسمت ايسوبيل، قائلة " اشعر بالوحدة!!!، لايمكنني الشعور بالوحدة هنا" شعرت سيسلي بالسعادة واستطردت قائلة : " ذلك لطف منك ياعزيزتي ولكنك تحتاجين إلى اصدقاء من هم في مثل سنك، يمكنك ياعزيزتي ان تدعي اصدقاءك إلى هنا" فأجابت لا أحب الاصدقاء من هم في سني، فمن احتاج إلى صحبتهم موجودون في هذا المنزل، "فقالت سيسلي" نعم ياعزيزتي انا سعيدة ان اسمع مثل هذا الكلام، ولكنني وفريدريك اكبر سناً منك و .. " قاطعتها قائلة " لم أكن اقصدك انتي وزوجك" عندها قالت سيسلي باستغراب شديد ممزوج بالرهبة" ماذا تعنين يا ايسويل؟ من كان معك في الغرفة .. "غادرت الفتاة صوب غرفتها قبل ان تكمل سيسلي عبارتها وسمعت سيسلي صوت غلق الباب كما سمعت ضحكتها عالياً في تلك الليلة وهم على مائدة الطعام بعد ان صعدت ايسوبيل صوب غرفتها، حاول كل من سيسلي وزوجها فريدريك الحديث ولكن لم يستطع أحدهما الكلام، كانت الكلمات وكأنها تحتبس في حلق كل منهما، عندها قالت سيسلي بخفوت شديد، كانت خائفة من ان تتحدث بصوت مسموع" لاتبدو على مايرام ياعزيزي ، ما المشكلة؟ الا تشعر بالمتعة في تأليف كتابك الجديد ؟ فأجاب زوجها من الصعوبة بمكان شرح ما احس به ياعزيزتي ، انه غباء مني ، اعرف ذلك، ولكني لم استطع الكتابة منذ قدوم ايسوبيل الينا ، فقالت ولكنها لم تسبب أي مشكلة لك، اليس كذلك ؟ أنها لاتثير أي ضجيج أو ازعاج بل انني اعتقد بأنها احياناً تكون هادئة " فاستطرد الزوج " أوهن لم اقصد انها تزعجني، ليست هي من تشوش على افكاري .. " توقف وبدا عليه القلق ، سالته سيسلي بقلق متزايد ، استمر يا فريدريك " قال " حسناً تعرفين أنني احتاج لان أكون لوحدي عندما أقوم بتأليف كتاب فأنا لا استطيع الكتابة إلا اذا كنت اشعر بالهدوء " قالت " أعرف ذلك ياعزيزي، ولكن ماذا حصل بالضبط؟ اخبرني ارجوك " فقال " لقد حاولت بكل ما استطيع التركيز على كتابي، فلم استطع، فأنا اشعر بأني لست وحدي في غرفة مكتبي " قالت بخوف ظاهر " لست وحدك ؟ ماذا تقصد يافريدريك ؟ فأنا لا اتي إلى غرفة مكتبك اطلاقاً خصوصاً عندما تشرع في تأليف كتاب ما ، كما أنني متأكدة من ان ايسوبيل لم تأت مطلقاً إلى مكتبك ، وحتى ان أتت يجب عليك منعها او سامعنها أنا ، رد عليها " لا لم تأت ايسوبيل إلى مكتبي مطلقاً ، ولكن عندما أبدأ بالجلوس اسمع صوتاً غريباً ، اعتقد بأنه صوت امرأة عجوز، تبدو وكأنها تريد ان تقول شيئاً ما ، لي ، ولكني لا أستطيع أن اسمع الكلمات ، تبدو الغرفة غريبة بالنسبة لي، فلا تبدو انها غرفتي ، عندها صرخت سيسلي قائلة " توقف، يافريدريك، انك ترعبني بهذا الكلام ، انك تحتاج إلى قسط من الراحة ، إلى اجازة يجب .. " وتوقفت فجأة عن الكلام ، فقد مر طيف ظل من علة وجهها فنظرت إلى اعلى ، في نفس اللحظة كانت ايسوبيل واقفة على السلم ،فقالت سيسلي لها بحدة بعد ان جعلها الخوف غاضبة " ماذا تريدين لماذا تتحركين بخفوت؟ ردت ايسوبيل " أنني دائماً اتحرك بخفوت " بدت وكأنها تبتسم لهم بصورة غامضة وتابعت قائلة ، اعلم بأنكم تحبون الهدوء ، واحاول أن لا اسبب أي مشاكل لكم وكنت أشعر بالعطش فنزلت لكي أشرب كاساً من الماء " فقالت لها سيسلي بصرامة ، اذن اشربي الماء وعودي مباشرة إلى غرفتك قالت "قالت " حاضر سيدة سيسلي" بعد دقيقة اتت من المبطخ وهي حاملة كأس الماءوتوسطت سيسلي وزوجها وقالت " لم ير أحد منكم جدتي قبل وفاتها ، اليس كذلك " فأجاب فريدريك " لا ،لم ارها ،ولا أعتقد بان زوجتي رأتها ، فنحن لم نزر هذا البيت عندما عشت أنا وانتي طفلة ، أتت والدتك لتقيم عندنا مرة أو مرتين ولكننا لم نأت إلى هنا " قالت "" عاشت جدتي هنا عندما كنت طفلة، وقد احببتها كثيراً وكانت تخبرني الكثير من الحكايات القديمة حول هذا البيت ، وماتت هنا وبعدها مباشرة افلس والدي وباع لكم بيتنا هذا قال لها فريدريك مؤانساً " كم هذا مؤلم وبعدها بالنسبة لك ياعزيزتي،ونحن نأسف لهذا، ولكن ..." قاطعته قائلة " لاتأسف لأجلي ، لقد عدت الآن وقد وعدتني جدتي بأن تعيد المنزل لي " ابتسمت ايسوبيل لهم ، وظل كل من فريدريك وايسوبيل صامتين برهة بعدها قالت " ارجو ان تسمح لي ياسيد فريدريك بزيارة غرفة المكتب ، لقد كانت غرفة جدتي الخاصة في السابق ولم تسمح لأحد بدخولها سواي ، وقد احبت ان تمكث فيها معي لتحكي لي بعض الحكايات ، وأنا أعدك بان ابقى هادئة فيها " فقال لها فريدريك متعلثماً " ولكن .. لا أعتقد .. لا .. لايمكن .. " اختفى صوت فريدريك بمجرد ان رأى زوجته مرعوبة وهي تضع يديها على وجهها قالت ايسوبيل بهدوء " لاتقرر الآن ، تستطيع غداً اخباري بقرارك، يجب علي الذهاب إلى السرير الآن ، أوه كدت انسى ، هذه هي صورة لجدتي المتوفاة لقد احضرتها معي لتروها ، أنا متأكدة من أنها ستعجبكم ياسيدة فروبشر " ، اعطت ايسوبيل الصورة إلى سيسلي قائلة لها " انظري اليها فلربما تتذكرينها " شحب وجه سيسلي وانطلقت صرختها مدوية في جميع ارجاء الغرفة بمجرد رؤيتها للصورة ، لقد عرفت صاحبة الصورة فقد كانت نفسها العجوز الرهينة التي رأتها في الحلم ليلة قدوم ايسوبيل للعيش معهم .لم ينم أحد من عائلة فروبشر في تلك الليلة ، فقد كانوا يتهامسون بخفوت شديد قالت سيسلي " ما العمل الآن يافريدريك ، يجب عليها ان تغادر بيتنا ، انها تحاول طردنا من منزلنا " فقال " لن تطردني من منزلي " ردت " ولكنها ليست لوحدها ، تلك العجوز الشمطاء الرهيبة في منزلنا انها تساعدها ، الا تتذكر ما قالته ايسوبيل ؟ قالت بأن جدتها وعدتها بأن تعيد لها منزلها ، وستحاول جاهدة طردنامنه " رد عليها " ان هذا مستحيل ، فهذا منزلنا ، لقد اشتريناه بمالنا ، ثم كيف لعجوز ان تكون في بيتنا الآن ؟ انها ميتة " ردت عليه محاولة تهدئة روعة فقالت " حسناً هل لك ان تشرح لي ماذا تشعر وكان هناك من يشاركك في غرفة المكتب اثناء التأليف ، من ياترى يقيم معك في الغرفة ؟ ثم كيف لي أن اعرف هذه العجوز الرهيبة ؟ انها نفس العجوز التي رأيتها في الحلم " رد عليها زوجها بتوتر " ولكن يا سيسلي ..." قاطعته بخفوت قائلة " صه ، هل تسمع ما أسمع ؟" سمعوا صوت باب المكتب وهو يفتح ببطء بعدها اغلق وكان هناك صوت وقع اقدام مارة بغرفتهم تصعد إلى اعلى بعدها فتح باب غرفة ايسوبيل واغلق ثانية، ومن ثم سمعوا همساً يدور داخل غرفة ايسوبيل وكأن ايسوبيل تتحدث مع شخص او شيء ما ، هنا حسمت سيسلي امرها وشدت على يد زوجها قائلة برعب ظاهر " لا أريد هذا المنزل يافريدريك ، اشعر بخوف شديد " قال لها زوجها وهو يكتم خوفه "سنغادر هذا المنزل غداً، ياعزيزتي ، ولكننا سنأخذ ايسوبيل معنا ، لايمكننا تركها هنا لوحدها ، وعند طلوع الفجر مباشرة ارتدى فريدريك ثيابه بسرعة وقال لزوجته " خذي معك حقيبة ، سنمكث في فندق القرية الليلة او اثنتين ، سأوقظ ايسوبيل حالاًُ" ، بعدها اتى مسرعاً من غرفة ايسوبيل وقال لزوجته بتوتر " اتركي تلك الحقيبة ، ان ايسوبيل ليست في غرفتها ، قالت برعب ظاهر " أين هي اذن؟ ... لم يدعها تكمل حديثها فأخذها مسرعاً ونزل إلى الطابق السفلي فقال فريدريك " ان باب غرفة المكتب مغلق من الداخل ولا أستطيع اقتحامه ولكن ايسوبيل بالداخل وتتحدث مع شيء أو شخص ما " بعدها خرج من البيت ووضع زوجته سيسلي في فندق القرية قائلاً لها " ستكونين بمأمن هنا ياعزيزتي ، انتظري حتى أعود " فسألته بقلق " إلى أين ذاهب يافريدريك ؟ " فقال " سأذهب لاحضار طبيب وشرطي إلى منزلنا ان كان لايزال منزلنا اصلاً. بعدها بساعات عديدة قال الشرطي " علي كسر النافذة والتسلق ، فيبدو لي القفل قوياً بحيث لم استطع كسره " انتظر فريدريك والطبيب عند باب الغرفة بعدها سمعوا كسر زجاج النافذة واخيراً فتح الباب " فقال الشرطي موجهاًُ كلامه للطبيب " من الأفضل ان تأتي وحدك لا، ليس انت ياسيد فريدريك ، فالمنظر رهيب ومثير للاشمئزاز "، دق قلب فريدريك بقوة وقد سمع اصواتاً غريبة في الداخل ، بدا كل من الشرطي والطبيب بحديث وكان فريدريك على أحر من الجمر لمعرفة ما جرى في الداخل ، مرت الدقائق كانها ساعات، واخيراً فتح باب غرفة المكتب وخرج الطبيب وامسك بيد فريدريك وقاده إلى الداخل ، قائلاً له ، انها ميتة، يا سيد فريدريك، انها تجلس على كرسي كبير، هل لك ان تخبرني كم تبلغ من العمر ؟" قال " انها فتاة في السادسة عشرة " قال له الطبيب مستنكراً ، ست عشرة سنة !، هذا مستحيل !! من الصعب علي تصديق ذلك !!؟ انها عجوز رهيبة ومخيفة ذات شعر ابيض؟!!