مدير عام مستشفى الوحدة التعليمي بذمار لـ 14اكتوبر :
في غرفة العمليات
التقاه / عبدالفتاح علي البنوس:شهدت الخدمات الطبية في بلادنا نمواً ملحوظاً وتطوراً ملموساً في الآونة الأخيرة بعد أن اتسع نطاق هذه الخدمات وتم تعزيز البنية التحتية للقطاع الصحي بإنشاء العديد من المستشفيات الحكومية والخاصة.محافظة ذمار حظيت بإنشاء مستشفى الوحدة التعليمي الجامعي بمدينة معبر الذي يمثل ثمرة من ثمار الوحدة المباركة حيث يسهم في تقديم الخدمات الطبية المتميزة للمرضى من مختلف محافظات الجمهورية ويكتسب هذا الصرح الطبي أهمية بالغة نظراً لموقعه الإستراتيجي الواقع على ملتقى الطريق الذي يربط العديد من المحافظات حيث يستقبل ضحايا الحوادث المرورية التي يشهدها طريق صنعاء تعز المار بمحافظة ذمار.وللوقوف على طبيعة الخدمات التي يقدمها، المستشفى والصعوبات التي يواجهها والخطط والبرامج التوسعية وغير ذلك من القضايا المتعلقة بالمستشفى التقينا الدكتور عبدالله حسن غسان مدير عام المستشفى وفيما يلي حصيلة اللقاء.[c1]أداء متميز[/c]* بداية كيف تقيمون مستوى أداء المستشفى في الفترة الماضية؟- أداء المستشفى يقيمه المرضى الذين استفادوا من الخدمات والرعاية الصحية التي قدمت لهم وأستطيع القول إن الأداء متميز وبشهادة الجميع رغم ضألة الموازنة وازدياد الضغط من قبل المرضى وبإمكانكم الوقوف على ذلك بأنفسكم من خلال الالتقاء بالمرضى، وهذا لا يعني أننا وصلنا إلى درجة الكمال فالكمال الله وحده وقد يحصل بعض القصور لأسباب خارجة عن إرادتنا ولكننا سرعان ما نعالجها أولاً فأول.[c1] خطط وبرامج توسعية[/c]* سمعنا أن لديكم مشاريع جديدة وأقساماً بصدد افتتاحها في إطار خطة توسعية لتقديم المزيد من الخدمات الطبية، هل بالإمكان إطلاعنا عليها؟- لدينا مشاريع توسعية عديدة أهمها مركز الحوادث الذي سيتم افتتاحه هذا العام وسيقوم باستقبال ضحايا الحوادث المرورية وغيرها من الحوادث، بالإضافة إلى العيادات الخارجية، وكذا مركز علاج الكبد والأورام السرطانية الذي انتهى العمل فيه ومن المتوقع تأثيثه هذا العام، ولدينا خطة لرفع السعة السريرية للمستشفى بعد نقل العيادات الخارجية إلى المبنى الجديد حيث سيتم افتتاح قسمي العلاج الطبيعي والغسيل الكلوي، ونسعى إلى إنشاء مبنى خاص بالإدارة واستغلال المكاتب الحالية بإضافتها إلى أقسام الرقود لمواجهة الإقبال المتزايد من قبل المرضى على المستشفى، وقريباً سيبدأ العمل برفع سور المستشفى وتأثيث كافة الأقسام والإدارات لعدم صلاحية الأثاث السابقة ونطمح إلى إدخال جهاز الرنين المغناطيسي وإعادة تأهيل العناية المركزة ورفع طاقتها الاستيعابية واستقدام أحدث الأجهزة الخاصة بالعناية المركزة، ونأمل أن يتجاوب معنا الإخوة في وزارة التخطيط والتعاون الدولي بالتواصل مع الدول المانحة لتوفير هذه الأجهزة والمعدات نظراً لارتفاع قيمتها وعدم قدرتنا على توفيرها، ولدينا الكثير من التطلعات والمشاريع ولكننا نصطدم بعدم توفر الدعم المطلوب لتنفيذها.
احد ممرات المستشفى من الداخل
[c1] الحوادث المرورية[/c]* ما هي الآلية التي تواجهون بها الحوادث المرورية؟- المستشفى يمتلك قسم طوارئ قادراً على استيعاب عشرات المصابين في وقت واحد ونحن قمنا بإنشاء صيدلية خاصة بالطوارئ تقدم خدماتها مجاناً لهذه الحالات وفي حال وقوع حوادث مرورية مؤسفة فإننا نعلن حالة الطوارئ في المستشفى ويتداعى جميع الأطباء والممرضين وحتى الإداريين لمواجهة ذلك، وقد حصلنا على رسائل شكر من العديد من الجهات الحكومية والأهلية نظير ما نقوم به من خدمات ورعاية لضحايا الحوادث المرورية، والمشكلة التي نعاني منها أن الأخوة في المالية لم يقتنعوا بأهمية وجود موازنة كافية للطوارئ لمواجهة هذه الحوادث، فلو توفرت الموازنة الكافية لعملنا على تحسين وتطوير العمل بشكل أفضل لأننا نستقبل ما بين 20 إلى 25 ألف حالة سنوياً تصل إلى الطوارئ وهؤلاء بحاجة إلى إسعافات أولية ورعاية صحية ولا يوجد لدينا سيولة لتغطية هذه المتطلبات ولكننا نعمل فوق طاقاتنا وبجهود ذاتية.[c1] الكادر الطبي والأخطاء[/c]* ماذا عن الكادر الطبي العامل في المستشفى وما هي نسبة الأخطاء الطبية المرصودة لديكم؟- يمتلك المستشفى كادراً طبياً أجنبياً ومحلياً متميزاً، هناك فريق طبي كوبي على أعلى مستوى من الكفاءة والخبرة في عدد من التخصصات الطبية ولدينا كوادر طبية يمنية متميزة وبالنسبة للأخطاء الطبية فتكاد لا تزيد على 2 % ولكنها في مجملها أخطاء بسيطة لا ضرر على المرضى منها وهي غير مقصودة ولدينا رقابة فنية على الأطباء برئاسة الدكتور محمد الضلعي النائب للشؤون الفنية الذي يتابع كل هذه التفاصيل وهو الأمر الذي يفسر عدم حدوث أي أخطاء طبية وفي حال وقوع أي خطأ طبي فإننا لن نتردد في تطبيق القانون واللوائح الطبية وهو مجال غير قابل للأخذ والرد فيه لأننا نتعامل مع أرواح بشر.[c1] تجاوزات مالية وإدارية[/c]* سمعنا مؤخراً عن اتهامات للمستشفى بوجود تجاوزات مالية وإدارية ما ردكم على ذلك؟- هذا كلام لا أساس له من الصحة وهو عبارة عن وشايات مغرضة من جهات وأشخاص لا يريدون نجاح هذا الصرح الطبي الشامخ وأنا هنا لا أدافع عن نفسي فأنا أعمل 24 ساعة ومعي طاقم طبي وفني وإداري حريص على إنجاح عمل المستشفى ولا أعلم ما هي التجاوزات التي يتحدث هؤلاء عنها.. قد يحصل في بعض الأوقات أن نضطر إلى الصرف من موازنة بند آخر للضرورة من أجل إنقاذ حياة المرضى في حال تأخر وصول المصرح الخاص بالموازنة من وزارة المالية وهو في حدود الحالات الضرورية ونظراً لطبيعة الخدمات والعمل الصحي فإن الإخوة في المالية والجهاز المركزي للمحاسبة يبررون ذلك ويتفهمونه وهذا أمر معمول به في كثير من المستشفيات.
احد العاملين الصحيين في المختبر
[c1] فساد مالي[/c]* ولكن هناك من يتحدث عن فساد مالي داخل المستشفى؟- محاربة الفساد من أولويات عملنا فنحن نترجم مضامين برنامج فخامة الرئيس في هذا المجال ولا أعلم ماذا يهدف هؤلاء من إثارة مثل هذه القضايا التي لا وجود لها، فنحن نشكو من تدني الموازنة الخاصة بالمستشفى وهناك ضوابط وإجراءات قانونية متعلقة بعمل الشؤون المالية والعمل يتم وفق لوائح مالية معتمدة من وزارة المالية ولا يمكن لأحد تجاوزها وأنا شخصياً حريص على محاربة أي اختلالات أو تجاوزات قد تحدث وعلى أن أكون عند مستوى الثقة التي منحني إياها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله بإدارة هذا الصرح الطبي الشامخ، وهنا أشير إلى أن التجاوز قد يحدث في حدود مصلحة العمل بعيداً عن المصالح الشخصية فأنا رغم مرور أكثر من 25 عاماً منذ أن توليت مهام إدارة العديد من المستشفيات الحكومية لا أزال أسكن في منزل بالإيجار لأنني حريص على مصلحة الوطن ومع ذلك وعبر صحيفتكم الغراء أطالب الأخوة في هيئة مكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والسلطة المحلية والجهات ذات العلاقة بالإطلاع على حقيقة هذه الاتهامات على أرض الواقع وسيتضح للجميع مصداقية هذه الإدعاءات من عدمها فنحن نعمل بشفافية ونحن على استعداد لمعالجة أي أخطاء قد لا ندركها نحن لأننا نؤمن أنه من لا يعمل لا يخطئ ولأن الكمال لله وحده.[c1]الدعم الشعبي ومستحقات الأطباء[/c]* وماذا عن آلية صرف الدعم الشعبي وتأخر صرف مستحقات الأطباء من المناوبات والنسب؟.- أولاً إيرادات الدعم الشعبي شحيحة جداً وهي تتوزع على مختلف الأقسام وهناك أوجه صرف أخرى لها ونتيجة للأزمة المالية وتأخر وصول الموازنة وتخفيض النفقات تأخرنا عن تسليم هذه المستحقات ولكننا خلال الأيام القليلة القادمة سنقوم بصرف كافة المستحقات الخاصة بمناوبة ونسب الأطباء ونسعى جاهدين إلى العمل على رفع بدل المناوبات ليستفيد منها الأطباء والممرضون والفنيون والإداريون فالمعتمد لنا في الموازنة عشرة ملايين ريال كبدل مناوبة تصرف على أربع دفع كل ثلاثة أشهر وهو مبلغ لا يغطي مستحقات المناوبين وبالنسبة للدعم الشعبي فهناك أوجه يصرف فيها ومنها تغطية فارق المرتبات الخاصة بالأطباء الأجانب وكذا لصرف المناوبات الخاصة بهم ولصرف مرتبات الأطباء المتعاقدين بعد رفض وزارة المالية اعتماد بند خاص بهم ويسهم الدعم الشعبي في تغطية العجز القائم في نسب ومناوبات الأطباء بالإضافة إلى الإسهام في مواجهة شراء بعض العلاجات والأدوية في حال تأخر إقرار المناقصات الخاصة بالأدوية إلى جانب المكافآت. وللعلم فهناك تقارير شهرية ورقابة من قبل المالية والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة خاصة بالدعم الشعبي وليس كما يتخيل البعض بأن الدعم الشعبي لا يدخل في الحساب الختامي، وينبغي هنا الإشارة إلى أن ارتفاع نسبة الفقر في المنطقة يجبرنا على تقديم تخفيضات وإعفاءات لعدد كبير من شرائح المجتمع فعلى سبيل المثال خدمات الولادة مجانية بموجب توجيهات فخامة الرئيس بالإضافة إلى إعفاء مستحقي الرعاية الاجتماعية وشريحة المهمشين وذوي الاحتياجات الخاصة ومرضى السرطان والمعوقين وهو ما يكلفنا الكثير من النفقات ويحرمنا من نسبة عالية من الإيرادات.[c1]المناقصات[/c]* ما هي الآلية التي تعتمدون عليها عند إقرار المناقصات الخاصة بالمستشفى؟- هناك قانون ولائحة خاصة بالمناقصات والمزايدات ونحن ملتزمون بها جملة وتفصيلاً حيث يتم الإعلان ومن ثم استقبال العطاءات وفتح المظاريف وفحص المحتويات ثم تقوم لجنة المناقصات بالبت في الموضوع.[c1]مبالغة في المبالغ [/c]* عفواً دكتور ولكن هناك من يقول أن هناك مبالغة في العقد المبرم مع شركة الصيانة من حيث قيمة العقد.. ما حقيقة ذلك؟- صيانة الأجهزة والمعدات التابعة للمستشفى ضرورية وهناك مبلغ مرصود في الموازنة لهذا الغرض ونحن قمنا بالإعلان عن المناقصة ورست على شركة ناتكو وهي الشركة الموردة لقطع الغيار وكافة الأجهزة والمعدات الطبية وقد قمنا بالرفع إلى وزارة المالية عقب إرساء المناقصة ولم نجد أي اعتراض، وقد حرصنا من خلال العقد على إلزام الشركة بتوفير قطع الغيار وصيانة المولدات الكهربائية والثلاجة وكافة الأجهزة والمعدات الطبية حرصاً منا على الحفاظ على هذه الأجهزة وحمايتها من التلف وليس لنا من مصلحة شخصية من وراء توقيع هذا العقد ولكي نكون جادين في طرحنا فإننا على استعداد لإناطة مسؤولية التعامل مع شركة الصيانة للإخوة في المالية بحيث يتم التعامل معهم حالياً بصورة مركزية والمهم لدينا صيانة الأجهزة وعدم توقفها عن العمل، وللعلم فإن قيمة العقد يتم صرفها مباشرة لحساب شركة الصيانة كل ثلاثة أشهر.[c1]المحرقةوالثلاجة[/c]* هناك شكوى من الازدحام في ثلاجة المستشفى وعدم تشغيل المحرقة ما أسباب ذلك؟- بالنسبة للثلاجة فصيانتها مستمرة أما ما يخص الازدحام فهو شىء طبيعي لأن سعتها محدودة وللأسف أننا لا نجد أي تعاون من قبل النيابة والبحث والمحاكم بسرعة البت في القضايا الجنائية التي يقبع أصحابها في الثلاجة لعدة أشهر وهو ما يحول دون استقبال حالات جديدة ونأمل من الأخ محافظ المحافظة التوجيه إلى هذه الجهات بسرعة البت في قضايا الجثث المجهولة التي تمثل عائقاً لنا ولدينا خطة مستقبلية لتوسعة الثلاجة وزيادة طاقتها الاستيعابية.أما بالنسبة للمحرقة فقد تم تشغيلها بعد تكليف مختص بتشغيلها لإحراق كافة مخلفات الأدوية والعمليات وغيرها من المخلفات الطبية.[c1]الصعوبات والعراقيل[/c]* ما هي الصعوبات والعراقيل التي تواجهونها في عملكم؟- العائق الأكثر تأثيراً يتمثل في قلة الدعم المادي الممنوح للمستشفى فالموازنة شحيحة جداً ولا تفي بتغطية متطلبات العمل ولذلك فإنني أهيب بالجهات المسؤولة والمحبة للمصلحة العامة والعمل الوطني أن تتعاون معنا لدى وزارة المالية لرفع الموازنة الخاصة بالمستشفى بما يمكننا من تغطية الاحتياج الضروري للمستشفى، فعلى سبيل المثال فإن الاعتماد الخاص بشراء الأدوية لهذا العام لا يكفي تغطية طلبات قسم الطوارئ مما يدفعنا إلى تغطية العجز بجهود ذاتية وهو ما يغيظ البعض، وهناك صعوبات أخرى متعلقة بالجانب المالي ومن شأن توفر الاعتمادات المالية الكافية تجاوزها.[c1]كلمة أخيرة[/c]* ما هي الكلمة الأخيرة التي تودون قولها في نهاية هذا اللقاء؟- العمل الطبي له خصوصيته ونحن حريصون على أداء المهام والمسؤوليات المنوطة بنا على الوجه الأمثل ومن الطبيعي أن توجد بعض الهفوات البسيطة وغير المقصودة وغير الضارة والمهم أن يتعاون الجميع على تقديم خدمات طبية تلبي حاجة المرضى ومن الخطأ أن يسعى البعض إلى محاربة المصلحة العامة طمعاً في تحقيق منافع ومكاسب شخصية . وبالمناسبة لا يفوتني ومعي كل المدركين لمصلحة المستشفى تقديم الشكر الجزيل لكل من مد لنا يد العون لإنجاح عملنا وتطوير مستوى الخدمات الطبية وعلى رأسهم فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية واللواء يحيى الراعي رئيس مجلس النواب واللواء يحيى العمري محافظ ذمار والأستاذ مجاهد شايف العنسي الأمين العام والدكتور أحمد الحضراني رئيس جامعة ذمار والعقيد أحمد المصقري مدير عام مديرية جهران ومعهم كل المخلصين والغيورين على المصلحة الوطنية على وقوفهم معنا وإشرافهم المباشر علىعملنا وهو ما جعلنا نزيد من نشاطنا ونضاعف الجهود والشكر لكم ولصحيفتكم الغراء على هذه الفرصة وأتمنى لكم المزيد من التوفيق والنجاح في أداء الرسالة الإعلامية المنوطة بكم.