في منتدى بن شامخ
متابعة / جمال شراءعلى أرض دوحة قطر الغنّاء وبين اروقة قناة الجزيرة الغراء، لقيته وجمع من الزملاء، بابتسامته الجذلى ، وروحة المرفرفة على اللحظة والمكان لاليعلن عن وجوده كلا فمثله بالمكان وماحوى لائق واجدر فانبرى بعد العناق واحاديث الحنين والاشتياق الى احاطتنا ومن خلال جولة بحياض مبنى القناة العظيمة قسماً فقسماً ودائرة فدائرة وتعريفنا بالنخب الثرة من بشر ( ككوادر) والاجهزة العالية التقنية وكأنه سيد اللحظة والمكان..تصاحبنا معه اريحيته المعهودة وذاكرته الفائقة فكانت تلك الجولة بحق درساً بليغاً اضاف لبرنامجنا المقر ولرحلتنا المقيدة باسبوعين من الزمان كدورة عالية المهنية كان غلافها العمل الطيب الذي بدأه مضيفنا الكريم ، الاستاذ الفنان المخرج والمسرحي المتميز " سالم حسين الحجوشي" موطئ قدم اليمن المؤثر في قناة العرب الاولى ، وراينا بأم اعيننا الخطوة والقيمة العالية التي تحيطه اينما ظهر كاستحقاق لقوام شخصيته الراقية وعطائة الثر، صائناً، شاكراً ، لنعمٍ حباه الله بها ويستأهلها ذلك هو استاذنا "أبو حسين" مضيفنا بالأمس وضيفنا اليوم وهو يقيم بين ظهرانينا كريماً عزيزاً كدأبه . وهي الفرصة التي آليت على نفسي وانا ضيفه على انتهازها بمجرد علمي بمجيئه وإلى عدن.فضمنا الخميس قبل الماضي زماناً، ومنتدى بن شامخ مكانا برواد وجلهم من اعضاء " جمعية تنمية الموروث الشعبي" ونخبة من رواد المسرح " زملاء واشقاء روح" ضيفنا الكريم خلا عدداً من الفنانين والمثقفين والاعلاميين اتسع بهم المكان جلالاً على رغم صغره مساحة.وحينما سمح الوقت وبعد مقدمة وادارة رائعة لمجمل وقائع الفعالية من الاعلامي المتميز عبدالقادر خضر، التقط ضيفنا العزيز " ابو حسين " انفاسه والميكرفون مبتدئاً بالبسملة معرجاً على نبذة تاريخية تحاكي حقبته الثرية بالفن والابداع اللذين تشربهما منذ نعومة اظفاره ..[c1]الشحر ياخير دار والجيرة مع " المحضار"[/c]سعاد " الشحر" موطن الصبا لـ " أبو حسين" كانت المحيط القمين بالنشأة الطيبة التي غدت روح ووجدان " سالم الجحوشي" وهيأته لحياة العطاء والإبداع. طرق خلالها بيوت العلم ودور الفن والأدب مكمن شهرة هذه المدينة الساحلية مدينة العلم والفقة والفن والادب هذه جعلت من جيرة بيت " آل الجحوشي" مع بيت المحضار فناراً يهتدى به .. جيرة تأثر بها قبل " سالم اخوه الاكبر الشاعر الكبير " محمد حسين الجحوشي" قدوة سالم الاخرى الذي جد في تشجيعه ودفعه الى مكامن الابداع تاركاً له خياراً في مجالاته الكثيرة فاختط " ابو حسين " مجال سيره بعد اتقان وتفان في ماتعاطاه من دروس وعبر ومثله يحسن الاصغاء تداركاً لجمال الالقاء وهو ما أفلح فيه واجاد.وما ان شب " سالم" عن الطوق حتى اتخذ من " المكلا" موطناً آخر والهدف زيادة التحصيل بل وترسيخ خط الملكة التي حباه الله بها فوجد مبتغاه في مدارس المكلا وباشراف اساتذة اجلاء وفدوا من اكثر من قطر عربي اضافة الى المحليين..وفي المكلا صعد سلم مجده بخطى وئيدة على مسارح الفن والادب فصدح بصوته مبتدئاً خلف اهل الطرب " كورس" حتى استقر مقامه في فرق التمثيل فتعاطى بالابجديات وباشراف قد تنقصه الحرفية لكن " سالم " مزج اصراره بموهبته فربط وتوكل فاظهر معدنه الاصيل على قلة مثل هكذا نشاط ولعله استفاد اكثر في مجال التحصيل موقناً انها الارضية الاكيدة للانطلاق الى آفاق المعرفة وجواز عبور الى عوالم الإبداع.[c1]العدون الى عدن[/c]في مستهل السبعينات و" سالم" في العنفوان الضاج بالطاقات وبعد ان غادر " ابو حسين" عدن وهولم يبلغ من عمره غير " عامين" عاد اليها شاباً يسبقة عنفوانه مكتنزاً بفرحة العود ضامناً مهر اللقاء بمحبوبته ومسقط راسة مدينته التي حمل عشقها بين ثنايا وجدانه عاد اليها متمنطقاً بسيف الابداع مشاركاً بمهرجانات الفن والادب التي طالما تشهدها المدينة ممثلاً وفرقته الاولى عن حضرموت لكنه بعد اسقاط واجب المشاركة اثر السكون الى جوار محبوبته " عدن" وهو الذي قال عنها " كأنني انتقلت من الريف الى احدى عواصم اوروبا" حيث سكنت الدهشة وجدانه لما لمس فيها من حركة وداب ونشاط بين تجارة وأدب وفن ورياضة فاذكت في نفسه الركون اليها ومؤانستها وبالاخص لان ملكته وجدت مرتعا خصباً وكما وافر من زملاء واحباء المهنة التي آلى على نفسه ان تكون مربط فرس ابداعه ومصير حياته المستقبلية وبتواجد قامات ابداعية سبقته في المجال من امثال " جميل محفوظ، فيصل علي عبدالله، محمد صالح الشاعر " رحمه الله" والاخير هو ثنائي الروح لـ " ابو حسين" أوقدا معاً شمعات كثيرةً اضاءا بها بها حياض مسارح الوطن بل وتسنى لهما ان يشاركا بأعمالهما المشتركة في مهرجانات عربية على أرض " سوريا- مصر- العراق .. فكان لقاؤهما وتعاونهما مع المذكورين آنفاً نسقاً جميلاً اضاف لابي حسين" الكثير فوجد كتفه معاضداً لزملائه وأساتذته الآخرين كـ " عبدالله حسين مسيبلي - علي احمد يافعي ومن ثم هاشم السيد وقاسم عمر وسالم لعباب وياسر سلام .. وعلي هادي السعدي وغيرهم الكثير " وهم من عشت الغربة بذكراهم " وفي عدن ذاق " سالم" نكهة الفرح مراراً بل وتجرع المر مرات ، وبين الفرح والترح تجلت شخصيته الابداعية فذهب الى التأهيل مبتدئاً بدورة لـ "سته اشهر" في ارض الكنانة مصر حيث هو موطن المسرح العربي . فاستفاد وعاد وافاد ثم تسلم صكوك الدراسة الاكاديمية من ارض الكويت مكوناً صداقات عربية جمة حظي بها ولازال وعند العودة انتصب باعماله ثانية " اضحى مدماكاً متيناً يسعى لوضع الاصول الحقة والاسس البديهية ..لبناء مسرح ينافس وان على مستوى القطر بل والتجاوز الى آفاق الوطن الكبير ان امكن وهكذا كان الانجاز ولكن بمعية اخية " أحمد الريدي" رحمة الله عليه فسطرا معاً كقيادة للمسرح حينها وبمشاركة فاعلة من الطواقم المعروفة ومنها في محيط المسرح وشجونه اعمالاً يشار اليها بالبنان..[c1]اصالة وفن .. رغالمحن[/c]وحتى ايام المحن والابتلاء التي مرت بها البلاد " يناير 86" كان " أبو حسين" واخوته على مواعيد مع الإبداع على قلقهما بفرضية الواقع المتأزم حينها ورب ضارة نافعة كما يقول المثل فان هذه المحنة وماصاحبها من اسقاطات دفعت " ابو حسين" الى مغادرة الوطن الى العراق فالكويت والعمل فترة زمنية اخرى خارجاً ، وعند العودة كان الموعد مع القدر " لسالم " كيمني وكل بني جلدته شامخاً متألقاً واعداً بالخير للأرض الحبلى بالآمال ، وللناس الطيبين فكانت " الوحدة المباركة" . التي اعادت البسمة " لسالم" والامل في احياء نشاطة والالتحام بالاحبة ثانية وهكذا كان وعلى مدى زمني طيب سنح " لسالم" الالتقاء باخوة العمل المسرحي في صنعاء فاعطوا عطاء حرياً بالوطن على اتساع رقعته. لائقاً بالمناسبة الاغلى .. وهناك كان الالتقاء بأخية " صفوت الغشم" والسفير الاستاذ يحيى العرشي اطال الله في عمره فكانا سنداً متيناً لسالم ليرأب صدع حقبته فسار مرتدياً ثوب الابداع فناً ، لايرضى ان يتزأ بغيره..وكما هي الايام فيها الحلو وفيها المر فقد واتت الوطن بما حوى " حرب الانفصال اللعينة 1994م" فاصاب " سالم" ما أصاب الكل في الوطن فانخفضت الوتيرة حتى بلغت صفراً فامضى " ابوحسين" مايقارب العام لابثاً في منزله كأنه محكوم ومعاقب فراودته فكرة المغادرة لكنه كان متردداً حتى وصله نداء خير من اخيه " صفوت الغشم" متيحاً له فرصة من فرص عمره بتكليفه بالانضمام الى طاقم عمل درامي يغادر الى دولة " قطر" في مشاركة للاحتفاء بعيد الجلوس لأميرها فحظي بما لم يكن في الحسبان . حيث اتاحت الفرصة لـ " سالم" ان يلتقى زملاءه القطريين ممن اضحوا نجوماً في سماء دوحة قطر بل والخليج عامة كمثل " صالح فايز، غانم السليطي وحمد الرميحي وغيرهم " حيث بعد اتمام مهمتهما هو و" صفوت الغشم" تم التعاقد معهما كمخرجين والاستفادة من خبرتهما الاكيدة وهي صك الملكية الامثل اثبت فعاليته فثبتا معاً حتى الآن يجزلان العطاء من خلاله حتى اعترف بهما القطريون باحقيتهما لو اراد بالجنسية القطرية والتمتع بما يتمتع به القطريون ..[c1]الخبرة والاناة .. في خير قناة[/c]وبوجود "ابو سالم" في قطر وتنقله من ابداع الى آخر وصل بهيئته ومقامه اللائق الى العمل في قناة الجزيرة ، كمخرج في مجال " الصوت والالقاء" بل ومدرب للمذيعين المستجدين ولعل المكان والزمان اكسبا " ابو حسين" هذه الدرجة الرفيعة فهنيئاً له ذلك مع دعائنا له بطول العمر والتمتع بالصحة والعود مع الاستقرار في بلده وبين محبيه ومريديه عن قريب آمين ثم آمين..[c1]مسكها طربّ [/c]اختتام الفعالية الرائعة كانت كلمات اشادة من الجمع الطيب الذي زين المقام فكانت ابتداء بالمخرج الاستاذ محمد محمود سلامي مروراً بزملاء الضيف سالم العباب قاسم عمر ، هاشم السيد، فالفنان المبدع عصام خليدي، ورئيس الجمعية الاستاذ الشاعر علي حيمد، وصاحب المقال وختاماً مع الاذاعي المتميز جمال مهدي ورياض بن شامخ صاحب المنتدى ، تخلل كلمات الاشادة تلك اتصال هاتفي كمشاركة من الاستاذ " نجيب مقبل" نائب رئيس تحرير صحيفة 14 اكتوبر مدير تحريرها بعدها تصدى اهل الطرب لمسك الختام فابدع كل الفنانين عصام خليدي ونجوان شريف في تقديم وصلات غنائية رائعة كعادتهما قائلين معنا ( لابي حسين) حللت اهلاً ووطأت سهلاً.