تعتبر الصحافة من أهم وسائل الاعلام تأثيراً في الرأي العام ذلك لأن الصحيفة يتداولها الناس بمختلف شرائحهم ومشاربهم الفكرية والثقافية والاجتماعية وإن كان للإذاعة المسموعة والمرئية التأثير المباشر والقوي أيضاً لدى المتلقي إلاّ أنه يبقى تأثيراً لحظياً أو أنياً ..بعكس الكلمة المكتوبة التي تظل باقية على مدى الدهر كوثيقة تاريخية محفوظة . وبهذا فهي تسمح للمتلقي فرصة استيعاب معناها ومدلولها كما أنها تمنحه حرية اختيار الوقت المناسب للرجوع إليها وإعادة قراءتها كما أن اللغة الاعلامية المستخدمة في الصحافة المقروءة مشروط فيها الإتقان في الاسلوب وفي القواعد النحوية وفي اختيار المفردات فهي أيضاً أي المطبوعة الاعلامية مدرسة لتعليم القراءة السليمة والصحيحة . وتلعب الصحافة دوراً هاماً في تشكيل الرأي العام لذا فإنها توصف بالسلاح ذي الحدين ولذلك أيضاً ستظل الصحافة المقروءة منذ نشوئها كأقدم وسيلة اتصال جماهيري باقية وفي المرتبة الاولى بين وسائل الاعلام أو وسائط الاتصال الاخرى برغفم التطور التكنولوجي الذي طرأ عليها ولا زال في إطراد هائل .ويختلف دور الصحافة في تكوين الرأي العام من بلد الى آخر ومن مجتمع الى آخر بحسب اختلاف النظام السياسي القائم في هذا البلد أو ذاك لذا تعددت التسميات والمصطلحات التي اطلقت عليها فهي الصحافة الرأسمالية والبرجوازية والاشتراكية والتقدمية والشيوعية والديمقراطية والحزبية والصفراء والمستقلة والاهلية ..إلخ وفي ذات الوقت نجد الصحافة التخصصية كالرياضية والثقافية والاقتصادية وصحافة تعني بشئون الطفل والمرأة والاسرة ويحلو للكثير تسميتها بصحافة المرأة وهي تسمية خاطئة .وعودة الى موضوعنا فإن ما أسلفنا قوله حول دور الصحافة في تكوين الرأي العام فإن ذلك يعتمد على طبيعة نظام الحكم القائم في البلاد.وفي الجمهورية اليمنية حيث التعددية الحزبية والسياسية سمح قانون الصحافة والمطبوعات الصادر عام 1990م لغير الجهات الحكومية بإصدار مطبوعاته الصحفية المختلفة المشروطة برسوم تدفع لوزارة الاعلام التي تقوم بدورها في منح الترخيص وثمة ثقب صغير وجد في المجتمع اليمني يشع من خلاله بصيص نور يمكن الكتاب والمثقفين من التعبير عن آرائهم بجلاء وحرية.وهامش حرية التعبير في بلادنا لا يتعدى المطبوعات الصحفية إذ أغفل القانون الاذاعتين المسموعة والمرئية كوسيلتي إعلام هامتين في ظل التطور التكنولوجي في عالم الاتصال وثورة المعلومات.وما تتناوله بعض الصحف المستقلة والحزبية وغيرها التي تقف في صف المعارضة من السلطة لا يؤخذ بعين الاعتبار وبعض هذه الآراء وإن كانت تأتي بأسلوب النقد لا يجب الاستخفاف به البتة طالما يحمل في طياته هدفاً سامياً نحو إحداث تغيير نوعي في المجتمع والارتقاء به الى مصاف المجتمعات المتقدمة .. وهي دعوة الى تكاثف الجهود الحكومية وغير الحكومية ورجال المال والاعمال للبناء والتعمير وإجتثاث الفساد وإحلال الحب والتسامح بين الناس وتسهيل سبل العلم أمام الشباب وتحفيزهم على الابتكار والابداع في مختلف التخصصات العلمية والادبية وتوفير فرص العمل لهم والقضاء على البطالة والفقر لأن الشباب عماد المستقبل وبه تبنى الاوطان.
|
ثقافة
حرية التعبير شرط للبناء
أخبار متعلقة