مشاركون في المؤتمر الرابع للسياسة السكانية يتحدثون لـ ( 14 أكتوبر ):
صنعاء / متابعة/ بشير الحزمي / تصوير / توفيق العبسي :ثمن المشاركون في المؤتمر الوطني الرابع للسياسة السكانية من مهتمين ومختصين وأكاديميين وخبراء ورجال دين وممثلي القطاعات المعنية المختلفة في الحكومة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة السياسية ممثلة بفخامة الاخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وكذا الحكومة للقضية السكانية في بلادنا والجهود المشتركة المبذولة من قبل مختلف الشركاء في العمل السكاني في مواجهة التحديات المتفاقمة.صحيفة 14 أكتوبر التقت عدداً من المشاركين من مختلف الجهات والفعاليات الوطنية والعربية والإقليمية ورصدت انطباعاتهم المختلفة حول المؤتمر وموضوعاته ونقاشاته ومدللاته ومخرجاته المتوقعة وأثر ذلك على مستقبل العمل السكاني في اليمن. وخرجت بالحصيلة التالية :د/ سليم ناصر الشحطري نائب رئيس مجلس ادارة مشروع الصالح للحد من الفقر تحدث وقال " القضية السكانية مازالت تمثل أهم التحديات أمام السياسات التنموية وأما بالنسبة للمؤتمر إذا طبق كل ما قيل فيه فيعتبر ناجحاً بكل المعايير وكل المقاييس وهذا المؤتمر يناقش قضية هامة وهي قضية النمو السكاني، ومقارنة بالتنمية البشرية الموجودة ،وقد طرحت عدد من الأوراق في المؤتمر وهي الورقة النقدية، وورقة الخدمات الصحية والتعليمية وورقة التوازن بين معدل النمو الاقتصادي ومعدل النمو السكاني وغيرها من الأوراق التي كانت أطروحاتها مختلفة وطرقت العديد من المواضيع الهامة والملحة في هذه الأيام.كما إننا طرحنا ورقة ناقشنا فيها معدل النمو السكاني وارتباطه بظاهرة البطالة التي نتمنى أن المؤتمر هذا يساعد في توصياته للخروج من هذه المشكلة ، كما إننا نقوم في مشروع الصالح بعمل مشروعات من شانها الحد من البطالة مثل إنشاء مكاتب شباب ، وكذلك الأسر المنتجة وبرنامج الأمن والسلامة التي استطعنا إلى حد الآن أن نحقق ما يقارب (300) وظيفة أو فرصة عمل لـ (300) مستفيد ومستفيدة ، كما نتمنى من باقي القطاعات والجهات الرسمية والخارجية أن تساعدنا في مثل هذه الإعمال ، ومن ضمن التوصيات التي طرحت في المؤتمر هي إنشاء مؤسسة لضمان مخاطر القروض التي تساعد الجهات الرسمية والجهات الخاصة ورؤوس الأموال والبنوك على إقراض الشباب لإنجاز مشاريعهم وشكراً.[c1]التدخل القطاعي :[/c]د/ أروى الربيع وكيل وزارة الصحة لقطاع السكان تحدثت وقالت " المؤتمر الرابع للسياسات السكانية تم إعداده وإخراجه بمشاركة وزارة الصحة التي كانت ممثلة في اللجنة المعدة للمؤتمر والمحضرة له وتابعنا تحضيره خطوة بخطوة ونتفق في كثير من الآراء معهم في هذا الجانب لأن القضية قضية تحتاج إلى تدخل قطاعي من جميع القطاعات في الدولة ومن منظمات المجتمع المدني، وشرائح المجتمع ودعم شركاء التنمية في العالم.وترى أن الأوراق المقدمة كانت محددة فيها خمس أوراق فقط. وحددت لتركز على محاور نعتبر أنها ذات أهمية وأولوية للتعامل معها في السنوات القادمة روعي فيها أولويات القطاعات المختلفة ذات العلاقة واستراتيجياتها وسياساتها بحيث تنصب جميعها لتعزيز ادوار الشركاء بصورة متكاملة و تخرج في الأخير بنتائج ملموسة ، كما ترى نجاح المؤتمر في حشد الدعم والإجماع في داخل القاعات على مدار اليوم لكل القضايا المطروحة وهذه بادرة طيبة أن يتعامل جميع المعنيين و ذو العلاقة وذو التأثير المباشر وغير المباشر في العمل السكاني وبالتالي هذه بداية طيبة أن نأخذ جوا وبيئة من الاجتماع حول أهمية القضية وحول أهمية أن نعمل جميعا بشراكة لتحقيق أهداف وطنية في ذلك، كما ترى أن القضية السكانية بكل جوانبها الديموغرافية والصحية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية هي أولى الأولويات لأي مجتمع وفي مجتمعنا على وجه الخصوص هناك خصوصية باعتبار المؤشرات التي ذكرت باعتبار التحديات التي قد تؤثر على إحراز أهداف التنمية المرسومة في بلدنا على أنها قضية يجب أن نتعامل معها بصورة عملية وليس بمجرد سرد المؤشرات والمعوقات والاحتمالات والإسقاطات، يجب أن نتعامل معها بصورة فعلية ويتم تقديم ما يتم عمله بصورة منتظمة وان نخرج في نهاية كل عام بتصور واضح ومعرفة وإدراك كامل لما تم انجازه و مالم يتم انجازه حتى نتعامل معه، هذه قضية كل يمني في هذا البلد سواء كان في منظمة مجتمع مدني أو كان في قطاع خاص أوفي قطاع حكومي صاحب قرار كلنا صانعو قرار في هذه القضية.وفي ردها على سؤال الصحيفة حول إمكانية تحقيق تغطية شاملة لخدمات الصحة الإنجابية قالت " استطيع أن أقول لك من إطلاعي على تجارب البلدان أن كل شي ممكن وليس هناك شيء مستحيل. وأثبتت الأيام مدى الاستجابة المجتمعية للسياسة الوطنية والدعم لها كما قلت لك يجب أن تحشد الجهود وتتضافر بصورة تكاملية لكي نصل في الأخير إلى أهدافنا المجزأة والعمل بصورة منفردة لكل قطاع هناك يستهلك كثيراً من الموارد والوقت دون أن نصل إلى أهداف واضحة للعمل التكاملي العمل بجدية التقييم والمتابعة هذه أساسيات لكي يتم تنفيذ السياسة أما الموارد اعتقد أننا في حدود الموارد نستطيع تحقيق أهداف وطنية، وعلينا أن نلتزم التزاماً كاملاً سياسياً ومجتمعياً وقطاعياً بتنفيذ الإستراتيجية والسياسة السكانية . [c1]الدور الفعال :[/c]الشيخ / عبد الجبار محمد إسماعيل الحشاش إمام وخطيب جامع التوبة ومدير مدرسة الشهيد الزبيري بمحافظة إب تحدث وقال " نسأل الله سبحانه وتعالى اولا أن يكون هذا المؤتمر قولا وفعلا وعملا وان لا يكون كبقية المؤتمرات التي يصدر عنها قرارات وتوصيات وبعد ذلك لا تطبق تلك القرارات والتوصيات على أرض الواقع، والأهم في المؤتمر أن يكون كما قال تعالى ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم) الآية. هذه الاجتماعات وهذه التجمعات هي ممتازة جدا لكن بشرط أن يكون هناك بعد القول عمل ،و دورنا كعلماء دين وخطباء مساجد أن نوضح للمجتمع كثيراً من الأمور التي قد تكون غائبة عنهم ونوضح لهم موقف الشرع منها فمثلا قضية تنظيم الأسرة لا ينبغي أن نقول منع الحمل فالناس يخافون من هذا القول ولكن ينبغي أن نقول تنظيم الأسرة وان يكون للشخص ثلاثة أو أربعة أو خمسة أبناء فقط لا أن يصل العدد إلى عشرة أو خمسة عشر أو ثمانية عشر ابناً، ففي مثل هذا الامر لن يكون مصير هؤلاء الأبناء إلى الشارع . وسيعجز الأب عن تربيتهم والاهتمام بهم وتوفير متطلباتهم واحتياجاتهم فضلا على انه قد ينهك المرأة ويقضي على صحتها ،ويجب علينا كعلماء وخطباء أن نوضح لهؤلاء الإباء والأمهات أن تنظيم الأسرة شي إجازهالدين وفيه مصالح للفرد والأسرة والمجتمع وعلى الأمهات أن يدركن أهمية أن تكون هناك مباعدات بين الولادات لا أن تكون الولادات متتالية عاماً بعد عام والدليل على ذلك أن الإسلام قد حثها على الرضاعة لمدة عامين كاملين ، ويجب أن لا يقتصر دورنا كعلماء وخطباء على هذا الجانب فقط ينبغي أيضا أن نوضح للمجتمع أهمية الحفاظ على المياه والبيئة وتعليم الفتاه ومكافحة الأمية وغيرها من المواضيع الهامة ذات الشأن بالقضية السكانية ويجب على الجميع أن يدرك أن هذه القضية هي قضية وطنية هامة لا تهم الدولة والحكومة فقط ولكنها قضية تهم المجتمع بأسره ولذلك علينا جميعا أن نقف صفا واحداً ونعمل جنبا إلى جنب كل في مجاله من اجل مواجهة التحديات التي تواجه القضية السكانية.[c1]الحل العملي :[/c]الدكتورة / فاطمة الزهراء ـ مركز معلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس وزراء جمهورية مصر العربية وخبيرة في المجال السكاني تحدثت وقالت "هو في الحقيقة المؤتمر فعال جدا ومهم جدا في المرحلة الحالية وخاصة أن هناك آثار وانعكاسات شديدة جدا نتيجة حدوث المشكلة السكانية، وفي الحقيقة بما أن عندنا موارد محدودة فإذا لدينا مشكلة والمشكلة هي لها آثار ولها أسباب والمؤتمر هذا هو بصدد حل المشكلة السكانية في اليمن وذلك من جانب تنظيم الأسرة وتحقيق تغطية شاملة لخدمات الصحة الإنجابية وغيرها من الأمور الأخرى ولكن هناك أسباب اخرى لابد أن نعمل بجانب العمل في مجال تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية وهي الأمية وتعليم الإناث وفي الحقيقة نحن لما استعرضنا الأوراق وجدنا أن هناك معدل إنجاب عالٍ بين الأميات غير المتعلمات لأنه في الجانب الآخر المتعلمات معدل الإنجاب بينهم منخفض جداً، وأيضا وجدنا أن معدل الإنجاب مرتفع جدا في الريف وفي بعض الأماكن الحضرية وهذا أيضا هو نتيجة ارتفاع الأمية لذلك لابد من أن نبداء معا في مواجهة الأمية إلى جانب تقديم وتوسيع خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، لأن الأمية باعتقادي هي المجال الذي إذا ما تم مواجهتها والقضاء عليها سيساعد بشكل كبير وغير متوقع في دعم القضية السكانية عموما وقضية تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية خصوصا، وبوجود الأمية سيظل حاجزاً بين الاستقبال للمفاهيم وخطورة المشكلة السكانية والاهتمام بجانب تنظيم الأسرة إذا زيادة الوعي بجانب مكافحة الأمية والثقافة العالية سوف يؤدي إلى نجاح الحلول المقترحة للمشكلة السكانية وفي الحقيقة أنا متفائلة إن شاء الله أن المؤتمر هذا سيخرج بتوصيات عملية مترجمة إلى عمل فعلي في مختلف المجالات لحل المشكلة السكانية تنظيم أسرة ، أمية ، إعلام، ودعوة لتغيير فكر واتجاهات القيادات داخل المجتمع، ومهم جدا التنسيق بين الجهات المختلفة ،ومهم الشفافية ، ومهم أننا كلنا نعمل وفي ذهننا المشكلة السكانية حتى نستطيع أن نحلها .وفي الختام أحب أن اثني على جهود واهتمام القيادة السياسية اليمنية على أعلى مستوياتها بالقضية السكانية ومواجهة تحدياتها وكذلك جهود الحكومة بمختلف أجهزتها المعنية وفي مقدمتها وزارة الصحة العامة والسكان والمجلس الوطني للسكان باليمن الشقيق. [c1]المشكلة متعسرة :[/c]الدكتور / محمد الديراني ممثل الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة إقليم العالم العربي تحدث وقال "المؤتمر كان تنظيمه رائعاً، الأخوة اليمنيين هم عارفون مشكلتهم تماما ، والمشكلة السكانية لديهم متعسرة يجب أن يكون لها حلول ، وهذه الحلول يجب أن يتقدمها قرار سياسي بدعم الريف لان سكان الريف يشكلون ثلاثة أرباع عدد السكان في اليمن وكل مشاكل النمو السكاني آتية من الريف حسب هذه الإحصائيات التي رأيناها لذا يجب الاهتمام واتخاذ هذا القرار وتوجيه كافة الوزارات والجهات المعنية والمنظمات الدولية والجمعيات الأهلية والمجتمع المدني لإرساء عملهم في مناطق الريف، لأن سوء التوزيع بين الريف والحضر أعتقد انه لا يجوز ولازم يكون هناك عدالة يجب أن تكون المشاريع كافة إن كانت على مستوى الدولة أو مستوى خارج الدولة أن تكون ثلاثة أرباع للريف والربع الأخير للحضر، وبالنسبة لنا في الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة إقليم الوطن العربي، نحن داعم كبير لهذه المشكلة ونقوم بعدة محاولات حتى يخطو اليمن ويتجاوز هذه المشكلة السكانية في السنوات القادمة من خلال مشاريع المرأة وتنمية الريف والاهتمام بالصحة الإنجابية.[c1]مرحلة مفصلية :[/c]الدكتور/ محمد فخري الجابري المستشار الطبي المصري في اليمن تحدث وقال “هذا المؤتمر هو مرحلة مفصلية ومحورية في مسيرة اليمن نحو التنمية المستدامة والتنمية الشاملة آخذين في الاعتبار أهمية المشكلة السكانية فيما نسميه باستنزاف موارد عملية التنمية والاستثمار وبالإضافة إلى دور ومواجهة المشكلة السكانية في تحسين ما يسمى بالخصائص السكانية للشعب، فإن مشكلة الزيادة غير المنضبطة في عدد السكان وفي المقابل تأكل عوائد عملية التنمية البشرية هذه كلها علاقات فارقة على طريق المسيرة اليمنية وبالذات في مجال التنمية البشرية لكن يبقى علينا الكثير لنقوم به خصوصاً مع ازدياد معدلات الخصوبة المرتفعة ووجود بعض العوامل المهمة في عملية التنمية المستدامة التي لا يمكن التحكم فيها بشكل ما تشكله الزيادة السكانية غير المنضبطة من عبء على الموارد الطبيعية مثل المياه التي يعاني اليمن حاليا من مشكلة توافر الموارد الكافية من المياه، ومشكلة ما يسمى بالفرص المتاحة للجميع في التعليم وفي السكن وفي العمل، فيجب أن يكون هناك نوعاً من التواكب والتوازن بين عملية التنمية الاقتصادية والتنمية البشرية لأن البشر هم الأساس في عملية التنمية وهدفها النهائي وهم الإدارة والهدف فرفع الخصائص السكانية للمجتمع اليمني ورفع عوائد عملية التنمية الاقتصادية أمران متلازمان لا يفترقان.