يكاد الشاعر الأمير أحمد فضل القمندان أن يكون نسيجاً وحده بين المبدعين في تاريخ الشعر والفن في اليمن.وتتجلى عبقرية القمندان على أكثر من وجه فهو كان صوتاً صافياً عميقاً يجسد صفاء وعمق ونضارة الواحة اللحجية, فيه شجنها ورهافتها.. عذوبتها وبهاؤها.. ألوانها وإيقاعاتها ومذاقها وروائحها.. ففن القمندان هو تدفقات بهيجة من سيول الوادي وعبقرية المكان والزمان.. فكان بذلك علامة شامخة في التاريخ والأرض والإبداع.وفن القمندان يعكس بصورة أصيلة حدس الفنان الشاعر ومثابرته وإخلاصه لإبداعه وتفانيه في تطويره وتنويعه وتأصيله وغرسه في تربة البلاد ووجدان الناس.ومن يتأمل قصائد القمندان يتضح له بكل جلاء أن هذا المبدع الكبير استطاع فعلاً أن يخلق لغته الخاصة وتراكيبه المتميزة, وأن يجعل صياغته ومفرداته وأوزانه وإيقاعاته تجمع بين سلاسة العبارة وبساطتها, وبين تفرد الإيحاء وعمق الروح التي تكمن وراءها.كان هم القمندان هماً نهضوياً.. فحياته ونشاطه وشواغله الفكرية والشعرية والفنية والتاريخية كانت تعبيراً عن رؤية تتجاوز ظروفها, وتعبيراً عن نزوع إلى التغيير العميق في داخل الفرد والمجتمع, كما كانت تعبيراً عن حلم الشاعر والفنان والإنسان بمجتمع أكثر رقياً وجمالاً واكتمالاً.وهذه الرؤية المتقدمة بمقاييس زمانها ومكانها كانت ثمرة لثقافة عالية ومثل كبيرة, مما يؤكد أن القمندان كان – في هذه الناحية بالذات – يمثل تجاوزاً واعياً لظروف واقعه ومجتمعه.لقد شق القمندان طريقاً جديداً ومساراً متميزاً في الشعر والفن اليمني كان هو حاديه ورائده ومنارته, وتمكن من تأصيله بموهبته العظيمة وإخلاصه العميق مما أعطى للفن اللحجي هذه الفرادة والرهافة والعذوبة التي تميزه, فكان بذلك جدولاً يترقرق بالنشوة والبهجة, ويحلق بالروح في سماءات من الفرح الشجي وفضاءات من الشجن البهيج.أما ينبوع إلهام القمندان الكبير فقد كان حبه العميق الأصيل لتراب الواحة الجميلة التي أطلعته.[c1]* عوض الشقاع[/c]
|
ثقافة
ظاهرة القمندان
أخبار متعلقة