واشنطن / متابعاتلم يوفر الصحافي الأميركي العريق بوب وودوارد أيا من أركان إدارة الرئيس جورج بوش، في كتابه الجديد "حالة نكران" المرتقب صدوره اليوم، بل أسهب في سرد الخلافات بين وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد، الذي "فقد مصداقيته"، والفجوات الاستخباراتية حول أسلحة الدمار الشامل العراقية التي ادعى نائب الرئيس ديك تشيني نقلها إلى سورية العام 2003، وتوقعات الاستخبارات الأميركية أن يسوء الوضع في العراق السنة المقبلة.وأثار وودوارد الذي كسب شهرته بكشف فضيحة "ووترغيت" التي أطاحت الرئيس السابق ريتشارد نيكسون العام 1974، في كتابه الثالث عن إدارة بوش عاصفة جديدة في واشنطن، ضاعفت الضغوط على الإدارة الجمهورية قبل أربعة أسابيع من موعد الانتخابات النصفية للكونغرس. ويأتي الكتاب الجديد (537 صفحة)، وسط تسابق إعلامي لتسريب مقتطفات منه قبل أن يغزو الأسواق بأكثر من 800 ألف نسخة، بعنوان أكثر سلبية إزاء الإدارة الأميركية وطريقة تعاملها مع الحرب في العراق والعثرات الأمنية هناك، وذلك على خلاف الكتابين السابقين للمؤلف ( "بوش في حرب" و "خطة حرب") اللذين صدرا تباعاً في 2002 و2004. ورفض الناطق باسم البيت الأبيض توني سنو تهمة "النكران"، مشيرا إلى أن ما يجري في العراق هو "بالفعل حرب" وأن هناك "تقدماً على الأرض في المناطق خارج بغداد".ويركز القسم المتعلق بخلافات الإدارة حول الوضع العراقي على أداء وزير الدفاع دونالد رامسفيلد وشخصه، وقيام مساعدي بوش على الأقل مرتين العام الماضي بمطالبته تنحية رامسفيلد، بتأييد من رايس ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي وحتى السيدة الأولى لورا بوش. ونصح كبير موظفي البيت الأبيض السابق أندرو كارد بوش شخصياً "بطرد رامسفيلد"، لكن الرئيس كان أكثر اقتناعا بموقف نائبه ديك تشيني وكبير مستشاريه كارل روف اللذين تذرعا بأن رحيل رامسفيلد يشكل أضعافاً لموقع الإدارة وقد تكون له تداعيات سلبية على الحرب. وتحدث وودوارد عن خلافات رايس ورامسفيلد، واضطرار بوش للتدخل شخصيا لحض الأخير على ضرورة الرد على اتصالاتها الهاتفية.وأشار المؤلف إلى أن قائد القيادة المركزية في العراق الجنرال جون أبي زيد نقل إلى زائرين استضافهم في القاعدة الأميركية في قطر، أن رامسفيلد "فقد صدقيته" في ما يتعلق بالشأن العراقي، وأن الحضور الأقوى هو للجنرالات العاملين في العراق والسفير زلماي خليل زاد.وقال وودوارد إن البيت الأبيض تجاهل تحذيراً عاجلا في أيلول (سبتمبر) 2003 من كبير مستشاري الشؤون العراقية روبرت بلاكويل بأن هناك حاجة ملحة لحوالي 40 ألف جندي أميركي لصد التمرد هناك، وهو ما يتعارض مع مفهوم رامسفيلد لبناء "جيش عراقي صغير ومؤهل وسريع على الأرض".واعتبر وودوارد في حديث إلى شبكة "سي بي أس" في برنامج "60 دقيقة" تبثه يوم أمس الأول أن إدارة بوش "تخفي معلومات عن الرأي العام الأميركي عن مدى تدهور الوضع الأمني في العراق". وقال "اننا نشهد ما بين 800 و900 هجوم أسبوعياً أي بمعدل أربعة في الساعة على قواتنا". وأوضح أن "خبراء الاستخبارات يتوقعون أن يتدهور الوضع في 2007".
|
ثقافة
كتاب "حالة نكران" يسرد الخلافات داخل ادارة بوش ويروي قصة طلب مسؤولين كبار "طرد" رامسفيلد
أخبار متعلقة