في أول حديثٍ صحفيٍ .. سفير المملكة العربية السعودية في اليمن لصحيفة (14 أكتوبر) :
[c1]قيادة المملكة قدّمت أعمال جليلة لخدمة الإسلام والمسلمين[/c]حاوره / فراس اليافعيتحتفل المملكة العربية السعودية في الثالث والعشرين من سبتمبر الجاري باليوم الوطني لذكرى تأسيسها على يد القائد المؤسس جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (طيّب الله ثراه) وبهذه المناسبة أجرينا اتصالاً هاتفياً مع سعادة السفير علي بن محمد الحمدان سفير المملكة العربية السعودية في اليمن لإجراء حوارٍ صحفي مع سعادته .. ووجدناه مرحباً بهذا الحوار الصحفي مبدياً إعجابه بصحيفة (14 أكتوبر) واهتمامها بتطوير العَلاقات الأخوية التي تجمع الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية.وتناول اللقاء الإنجازات العظيمة التي تحققت في المملكة كما تطرق سعادة السفير السعودي إلى متانة العَلاقات اليمنية ـ السعودية والتي تشهد تطوراً وازدهاراً بفضل قيادتي البلدين الشقيقين وفيما يلي نص اللقاء الصحفي :[c1]* ماذا تقولون في ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية والتي تشهد تطوراً بذكرى تأسيسها على يد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود (طيّب الله ثراه) وما شهدته المملكة من تقدمٍ وازدهارٍ وتطورٍ عكس نفسه على المواطن السعودي بفضل من الله ومن ثمّ حكامها؟[/c]- إنّ ذكرى اليوم الوطني مناسبة غالية على المواطن السعودي يشاركه فيها إخوانه الأوفياء من أبناء الوطن العربي والأمة الإسلامية والأصدقاء في العالم أجمع، حيث أنّ هذه الدولة أسهمت بشكلٍ كبير في دعم الأشقاء في العالم العربي والإسلامي والاهتمام بقضاياهم، كما أصبح دورها وتأثيرها السياسي والاقتصادي يسهم في تحقيق التوازن الدولي، وسوف تستمر في هذا النهج إن شاء الله بخطوات أوسع في المستقبل.وعندما نقدم نبذة عن الإنجازات التي يصعب حصرها في موضوعات محدودة المساحة والوقت نستطيع القول إنّ إعلان توحيد المملكة التي قبل ذلك كانت عبارة عن كيانات يسودها التناحر والصراعات يعتبر إنجازاً عظيماً لمؤسس هذا الكيان الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (رحمه الله) يشهد به العدو قبل الصديق، والذي أسس هذه الدولة الحديثة التي تقوم على مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة وسار على هذا النهج أبناؤه البررة وأصبحت تحقق في كل عهدٍ المزيد من التطور والتقدم في المجالات كافة، حيث حظيت البنى التحتية للدولة في القطاعات كافة تطوراً متواصلاً أدى إلى تحقيق نهضة تنموية وتطور خدمي نوعي ارتقى بحياة المواطنين وتقدم المملكة.وامتداد لذلك تتحقق كثير من الإنجازات في ربوع المملكة العربية السعودية في ظل رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز (حفظهما الله) وخصوصاً خدمة الحرمين الشريفين وخدمة حجاج ومعتمري بيت الله الحرام والكُل في بقاع العالم الإسلامي يشهد بما تقدمه المملكة في هذا المجال.. فاليوم يقف المشروع الضخم لتوسعة الحرمين الشريفين درة للأعمال الجليلة التي يضطلع بها خادم الحرمين الشريفين حيث يعتبر هذا المشروع معلماً إسلامياً شامخاً ستظل الأجيال المسلمة تذكره شاهداً على ما قام به وما تقوم به قيادة المملكة من أعمال جليلة لخدمة الإسلام والمسلمين.وشملت الإنجازات كافة الميادين وتحققت في مدة وجيزة والتي تعتبر في عمر الدول قصيرة جداً.. وأكدت الخطط التنموية المتلاحقة للمملكة ضرورة تطوير الموارد البشرية من منطلق أنّ الثروة الحقيقية للوطن هم أبناؤه.. وتعيش المملكة حالياً نهضة تعليمية راسخة ومباركة.. كما تعيش نهضة صناعية شاملة.. حيث بلغ عدد المصانع أكثر من 3700 مصنع منتج حوّلت المملكة من بلدٍ مستوردٍ إلى بلدٍ مصدّرٍ في كثيرٍ من المنتجات الصناعية.. وقد بلغت الاستثمارات في المجال الصناعي أكثر من مائتين وستين مليار ريال سعودي وارتفع عدد العاملين في هذا القطاع إلى أكثر من 350 ألف عامل، كما تقوم وزارة التجارة والصناعة بدورٍ كبير في تفعيل دور القطاع الخاص حيث أصبح هذا القطاع بفضل الله تعالى ثم بفضل ما قدّمته الدولة له من حوافز وتسهيلات محوراً أساسياً من محاور التنمية الاقتصادية الشاملة ووسيلة فاعلة من وسائل تنويع قاعدة الاقتصاد الوطني وتنويع روافد الدخل.. كما قامت وزارة التجارة والصناعة بإنشاء نحو 15 مدينة صناعية في المملكة بمساحة إجمالية أكثر من 100 مليون متر مربع بالإضافة إلى تخصيص مساحات أخرى لمواجهة الاحتياجات المستقبلية لهذه المدن.كما تجدر الإشارة إلى الخطوات المهمة التي اتخذتها المملكة لتعزيز وتعميق مبادئ العدل والمساواة بين كافة أفراد المجتمع وكفالة جميع الحقوق والحريات المشروعة.. وتمشياً مع التزاماتها الدولية نتيجة لانضمامها إلى بعض الاتفاقات الدولية.. واستكمالاً لحركة المراجعة والتقويم الدوري المستمر للأنظمة والسياسات والإجراءات في المملكة بغرض تقويمها وتحديثها فقد صدرت في السنوات الأخيرة بعض الأنظمة الهامة والتي تضمنت إضافات إيجابية فيما يتعلق باستكمال البُنية التشريعية والتنظيمية لضمان تعزيز وحماية حقوق الإنسان وحرياته وبما يتفق مع المبادئ والأسس التي تقوم عليها سياسة المملكة المبنية على التمسك بالعقيدة الإسلامية أولاً وروح العصر ومتطلباته ثانياً.وقامت حكومة المملكة بالسماح بإنشاء هيئة غير حكومية لحقوق الإنسان، وكذلك إنشاء هيئة حكومية تعنى بحقوق الإنسان حيث تشكلت أول هيئة لحقوق الإنسان من 18 عضواً، وتهدف الهيئة إلى حماية حقوق الإنسان وتعزيزها ونشر الوعي والإسهام في ضمان تطبيق ذلك في ضوء أحكام الشريعة الإسلامية وتكون الجهة الحكومية المختصة بإبداء الرأي والمشورة في ما يتعلق بهذا الموضوع.. إضافة إلى إنشاء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الذي ساهم ويساهم بإيجاد قناة للتعبير المسؤول والمُناخ النقي الذي تنطلق منه المواقف الحكيمة والآراء المستنيرة التي تصدر من علماء الوطن ومفكريه ومثقفيه مستندة إلى التمسك بالعقيدة الإسلامية وبوحدة الوطن وقد أقام المركز خلال المدة القليلة الماضية عدداً من اللقاءات ناقشت جملةً من الموضوعات شملت قضايا نبذ الغلو والتطرف وواقع المرأة في المجتمع السعودي وسبل تطويره وفق الثوابت الشرعية.. وتهدف الحوارات إلى تعزيز التمسك بالعقيدة الإسلامية وتأكيد الوحدة الوطنية وتوفير البيئة الملائمة الداعمة لإشاعة ثقافة الحوار وتأصيلها لتكون أسلوب حياة في المملكة.[c1]* كيف تصفون العَلاقات الأخوية السعودية - اليمنية والتي تشهد تطوراً مطرداً على الأصعدة كافة بفضل حكمة قيادتي البلدين الشقيقين خصوصاً بعد توقيع اتفاقية جدة التاريخية في 2001م والتي فتحت آفاقاً رحبة أمام العَلاقات التاريخية بين البلدين؟[/c]- العَلاقات السعودية اليمنية تاريخية وعميقة وتشهد يوماً بعد يوم مزيداً من التقدم والتطور وفتح أبواب جديدة للتعاون بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة السياسية والاقتصادية والصحية والثقافية والتعليمية والفنية.. ويؤكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز دوماً على خصوصية العَلاقات السعودية -اليمنية وتأتي مبادراتهما المستمرة دليلاً صادقاً على دعم ومساندة الأشقاء في اليمن في جميع المجالات.. وقد تم وضع الآليات المناسبة لتطوير وتعزيز التعاون في مختلف الجوانب وعلى رأسها مجلس التنسيق السعودي -اليمني الذي يرأس الجانب السعودي فيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ويرأس الجانب اليمني دولة الأستاذ عبد القادر عبد الرحمن باجمال رئيس مجلس الوزراء اليمني وعضوية عدد من الوزراء في الجانبين... وتحت إشراف وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية، بهدف تحقيق الشراكة الكاملة بين البلدين على أساس من تبادل المصالح والمنافع بما يخدم الشعبين الشقيقين.. وكلنا أمل بأن يكون المستقبل أكثر إشراقاً وأن تكون العَلاقات المتميزة رافداً وسنداً للأمتين العربية والإسلامية، وازدادت العَلاقات الثنائية بين المملكة واليمن متانة وقوة بعد توقيع معاهدة جدة في العام 2000م حيث شكل يوم الاثنين العاشر من صفر 1421هـ الموافق الثاني عشر من يونيو عام 2000م حداً فاصلاً لمشكلات الحدود بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية فقد ظلت مشكلة الحدود عالقةً منذ 66 عاماً وكانت تشكل بين الوقت والآخر عاملاً سلبياً في العَلاقات بين البلدين وأواصر الجوار بين الشعبين إذ كانت تستغل من قبل الحاقدين والباحثين عن بذور الفتنة والعداء بين الشعبين الشقيقين، وقد تكللت في هذا اليوم التاريخي الجهود البناءة لقيادتي البلدين بتوقيع معاهدة جدة الخاصة بترسيم الحدود الدولية البرية والبحرية بين المملكة واليمن.وفي ظل المُناخ الأخوي الصادق الذي هُيئ للتوقيع على اتفاقية جدة استطاع البلدان تفعيل دور مجلس التنسيق السعودي اليمني وتطوير عمله بما يتفق والمتغيرات حيث تم وضع الأسس والآليات للتعاون في كثيرٍ من المجالات وهنالك عدد من الاتفاقات والبروتوكولات لتنظيم التعاون في الجوانب السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والشبابية ولاشك أنّ هذه الآليات تساعد على زيادة التعاون في المجالات كافة وبخاصة التعاون الاقتصادي بما في ذلك الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين، ومن الناحية التجارية فالمملكة هي الشريك التجاري الأول مع الجمهورية اليمنية، وهناك مذكرة تفاهم تشاورية بين وزارتي الخارجية في البلدين لتنسيق المواقف في المحافل الدولية.. كما أنّ التشاور بين القيادتين السعودية واليمنية مستمر في مختلف القضايا الإقليمية والدولية وخصوصاً القضايا العربية والإسلامية.وأنّه لمن دواعي السرور والفرح أن يتزامن اليوم الوطني للمملكة مع أعياد ثورة 26 سبتمبر اليمنية وبهذه المناسبة فإننا نتقدم بخالص التهاني والتبريكات إلى القيادة اليمنية والشعب اليمني الشقيق بهذه المناسبة العزيزة على نفوس الجميع.