كان ياما كان في سائر الزمان في بلاد الطيب والدخان الورد والفل والكادي يزرع فيها أغصان وروائحه تنتشر في كل مكان . وهناك تفجرت الينابيع شلالات والارض خضراء فيها العباسي والموز والرمان . بميلاد اصل الطرب والشعر والالحان ويتولد الهمس وتتفتح الازهار للحب والاسرار وقلبه حمم البركان ومن مجلسه يذنذن بعوده المليئة بالاوتار جمله ثم كوبليه ويضع الالحان ويعلن اشعار واحساسه متدفق كالأنهار وهنا انطلق نجم فنان هو العطاء من ربوع الحوطه ولياليها ويقطف غصن البان .هو الاسطوره الامير احمد فضل القمندان من سلالة السلطان . غنى للمرأه اللحجيه وتغزل بها وبعيونها الكحيله وشعرها الحرير وغنى لناقشة الخضاب والحنة ولصاحبة البنجري والخلخال وهكذا انطلق للفضاء أعذب صوت من اصوات الوان .وذاع اسمه عبر مهاجر الاوطان وصور المرأه بالملاك الطائر وخلق من اشعاره كلمات العشق والحب ابواب متجدده على طول الازمان . هو الاسطوره من كنز لحج العطاء لاشعاره تدخل القلوب بدون استئذان . الأمير احمد فضل هو حقيقه ملك طول الازمان يتلألأ في سجل التاريخ وثرات بني الانسان اسمه واشعاره والحانه مسجله بقلب التاريخ تغنى وتردد أشعاره على كل لسان . آه آه هل يتكرر الزمان ...احد احفاده من سلالة السلطان صور فيلم تسجيلي ابيض اسود عن حياة القمندان وكل اعماله من الاشعار الالحان والاسرار عن فن الرجل الفنان آودعها لدى منظمة حقوق المبدعين العالمين بفرنسا وبعض المكتبات المخصصه بالثرات في اوروبا.. واشعار والحان القمندان تغني في الدول الخليجيه والعربيه .. كما قام بتجديد الحانه حفيد الامير محسن بن احمد ملك لحن دق القاع دقه في القرن العشرون وقام بتوزيعها وظل الامير أحمد فضل القمندان الغائب الراحل حاضراً مدى الدهر تردد اشعاره وألحانه أجيال بعد أجيال وهو فخر لكل ابناء لحج اليمن كما حدثني الراحل الامير الفنان محسن بن أحمد استاذي في محطة عدن للإذاعة أبان الستينات عندما ألتقيته في القاهرة في فيلا شخصية وطنية مرموقة ودار حديث حول تراث النابغة القمندان وعن طوفان اشعاره وألحانه الخالدة وضياع بعضها وعن أخبار مدينة الفل والكادي حوطة لحج قال بأني أعمل على إنجاز مهمة صعبة وتوفق فيها وهو فيلم وثائقي بالدلالة عن إمارة لحج وفيها سرد بأصوات عذبه عن أشعار جده القمندان وصور اشجار الفل والكادي وصناعة الطيب والبخور اللحجي وصور للقصور والاراضي الزراعية المملوكة للأسرة وبعض صور لفناني لحج الاموات والاحياء وكذلك صور لبيوت السادة والاضرحة وبيوت الوهط والثعلب والقرى وكذلك صور المواطنين وكذلك الخراب الذي اصاب قصورهم وبيوتهم آسف أذكر ذلك المشهد الحزين أدمعت عيون الأمير محسن بن أحمد ، كان يعشق لحج وأهلها وسكانها ويتغزل بترابها حين قال بعد صمته دام حوالي 02 دقيقة قال بأن تراب لحج كحل عيوننا حينها أنا أدمعت عيوني ومن كان معنا أربع شخصيات مرموقة من ابناء عدن والمحفد وحضرموت طيب الله ذكراهم ، كان هذا اللقاء في الزمالك بمصر عام 8691م وكان آخر حديث مع استاذي القدير الذي تتلمذت منه على فنون المونتاج الاذاعي عندما كان مدير قسم التنسيق بمحطة عدن للإذاعة وأنا أعمل ضابط صوت بالمحطة آخر ما قالته بأن هذا الفيلم الوثائقي نسخ منه وبحوزة المكتبة الوطنية للتراث العالمي في دولة أوروبية ولدى بعض المراكز الدولية لحقوق الفنانين في أوروبا والاصل بحوزته كما قال .. والله يرحمك ويرحمنا جميعاً وهنا تفجرت الاصوات من شلالات ذكرى الامير الفنان أحمد فضل القمندان العبدلي من الازقة والحواري والقرى لتجديد العهد لحوطة لحج القمندان وانطلق الركب لفوارس الاصوات والألحان لتكون لحج نحو الانطلاقة من مدرسة القمندان الانسان هؤلاءهم طلائع الكنز اللحجي ورفعوا اسم لحج عالياً في نشر التراث وهم الفنان محمد سعد الصنعاني ، أحمد يوسف الزبيدي ، فضل محمد اللحجي ، عبدالله حنش ، حسن عطاء ، محمد صالح حمدون ،ويصل علوي ، عبدالكريم توفيق ، سعودي أحمد صالح ، مهدي درويش ، وفضل كريدي .وآخرون وما تزال الاغنية اللحجية تتلألأ عبر الازمان والكل يبتهج سلالة الألحان الراقصة الفرائحية وموال الدان.
|
ثقافة
حوطة لحج وهمس القمندان
أخبار متعلقة