أقـواس
لست صاحب عهد بالاذاعات ولا أعد نفسي ضمن كوكبة جمهور «السميعة» ، على الرغم من حضور الاذاعة كوسيلة اعلامية وترفيهية وثقافية طاغية قبل انتشار موجه القنوات التلفزيونية الفضائية.. ولايعني ذلك أن هناك فطيعة بيني والاذاعة.. فهناك من الأوقات ما يكون الاستماع لأحدى محطاتها اشبه ضروري- أحياناً- خصوصاً في الصباح أو مع السفر.. أو مناسبات آنية متفاوته أخرى.. ومن بين تلك الأخيرة ما وجدت نفسي مجبراً ومنقاداً- اختياراً وليس كراهة للاستماع طوال شهر رمضان المبارك للاذاعة المحلية بمحافظة أبين..وهذا الأجبار دوافعه ومسبباته أقوى على المقاومة والرفض.. وقد تمثلث في تلك «الوجبة» الشهية والدسمة، التي قدمتها الاذاعة لمستمعيها خلال الشهر الكريم وكانت عصية على عدم الاستماع لها ومتابعتها ، فقد ارغمتني هذا الوجبة بما تضمنته من باقة برامج ومسلسلات متنوعة شهدت كثيراً من الناس لترقب أوقاتها ومتابعتها.ولولا أنني استمعت لرأي كثير من المستمعين الذين توافقوا على الاشادة بالمستوى الجيد الذي بلغته الاذاعة ا لمحلية في بين- خصوصاً خلال رمضان- لكنت قد تحفظت على شهادتي ورأيي ، حتى لاتبدو شهادة مجروحة.وللانصاف فإن الجهود التي يقوم بها طاقم الاذاعة تبدو أشبه با لنحت بالاظافر في الخصر .. بسبب الظروف الصعبة التي تعيشها الاذاعة وشحة الامكانيات، شواء من حيث ملاءمة المبنى رغم موقعه الممتاز، أو من حيث تجديد وتحديث الأجهزة والمعدات.. وكذلك عدم وجود وسيلة مواصلات لتمكين الطاقم من متابعة العمل اليومي للإذاعة.وقيل ذا وذاك تأهيل وتدريب الطاقم بمختلف تخصصاته ورفع سقف التشجيع المادي والحوافز التي لاتكاد ترى مخصصاتها المعتمدة في موازنة الاذاعة إلا بالمجهر.لكن حب العمل ولد في نفوس ثلة الشباب والشابات هؤلاء إصراراً على التحدث وعزيمة لاتلين تقهر المستحيل وتخلق ابداعاً من لاشيء.. واضعة نصب أعينها كما لمست ذلك أنهم إذا ماركنوا على الظروف وانتظرو لللموازنة أن تمطر عليهم لظلوا قعوداً- دون قيام- إلى ما لانهاية.وهكذا جاء عطاؤهم وليس غزيراً فحسب- بل مثمراً ومفيداً وناجحاً انعكس بصورة ايجابية في مناخ شتى على المجتمع.ولذا فإن المهمة اصبحت اليورم أمام إذاعة ابين بعد ا لذي عودة المستمع عليه خلال الشهر الماضي- مهمة كبيرة وفيها من الصعوبة التي نتمنى أن تذلل من قبل الأخوة والتلفزيون بأعتبار أن التراجع مرفوض.. والمطلوب أن يظل هذا الاصرار والتحدي متواصلاً وان نظل نسمع ميكرفون الاذاعة متنقلاً في الأحياء الشعبية وفي منازل المعاقين والمحتاجين.. وينقل صورة ا لواقع بكل تجلياته وأ يقدم لنا تلك الاصوات الابداعية من أبين ويمتعنا بحوارية المسلسلات ا لاجتماعية والفكاهية وغيرها.لا نعتقد أن الاذاعة في أبين سوف تبخل علينا وتخذلنا.[c1]* فضل علي مبارك [/c]