برحيل بعكر
[c1]أحمد سالم باجل[/c]رحل المخضرم الأستاذ القدير الموسوعة العلمية العلامة والأديب اليمني الكبير/ عبدالرحمن طيب بعكر، إذ غادر دنيانا .. المغفور له بإذن الله مساء يوم الخميس الموافق 2007/1/18م "بعصمي تهامة" ونحن نتأهب لتوديع عام هجري مضى وقبل ان نستقبل العام الجديد ودعنا طوراً من الأطوار وجبلاً من جبال اليمن الشامخة ودعنا عالماً جليلاً ومؤرخاً كبيراً وقلماً ناضجاً إنه المؤرخ اليمني عبدالرحمن طيب بعكر الحضرمي التهامي أحد أبناء مدينة حيس التاريخية درة الساحل الغربي في تهامة .. عاش حياته متعبداً متبتلاً في محراب الكلمة .. لم نكن نتوقع ونحن نودع عاماً هجرياً آخر أننا سنودع ـ ايضاً علماً من اعلامنا البارزة، وفارساً من فرسان الحرف، ونبراساً اضاء لنا وللأجيال طريقاً مفعماً بالحرية والعدالة والنور، عطر حياتنا واسماعنا بالكلمة الصادقة المليئة بالحب والتضحية. حقاً انه مدرسة وموسوعة علمية عشق الكلمة حتى ذاب عشقاً لقد كان يوماً حزيناً ذلك اليوم الذي ودعناك فيه بالدموع، احقاً سقط يراعك باحثاً عن أناملك .. بكى اليراع فأبكانا، بحثنا عنك يا أبانا "يا أبا نور" يامن علمنا معنى الحب والعطاء الذي لاينضب والابداع المتميز، وغمسنا بدم الكلمة. ها أنت ترحل عنا فجأة، بعد حياة حافلة بالعطاء المتميز نوعاً وكماً وكيفاً .. حياة مليئة بالبؤس والعذاب. ها أنت ترحل عنا يا سيدي، ترحل عن عالمنا بشموخ وإباًء، كما عشت دائماً شامخاً كشموخ نخيل السحاري، وبساطة البيوت .. وعظمة البحر، ها أنت ترحل عنا ياعاشقاً لايعرف اليأس طريقاً إليه رغم الحياة البسيطة التي عشتها لم تعرف الخنوع يوماً لم تستجد أحداً، ولم تطلب من أحد شيئاً .. فرضت احترامك على الجميع بيراعك وعلمك، وتسامحك .. كنت اباً للجميع وصديقاً للجميع لم تعرف الحقد ولا الخنوع .. لقد كنت مثلاً للجميع فأحبوك واستطعت بتواضعك وبساطتك أن تلفت اليك الانظار الاعجاب وكل الاحترام وصادق الحب والرؤى .. فما عرفناك يوماً إلا باذلا نفسك للصغير قبل الكبير فاتحاً قلبك وبيتك للجميع فاصطفاك الجميع صديقاً وأخاً وأباً ومعلماً ، ها أنت ترحل عنا يانجماً سطع في سماء حياتنا فجأة وملأ وجداننا بمعارفه. لذا فأنت لم تمت لأنك في قلوبنا .. لازلت معنا بكل القيم الجميلة والسلوك الراقي الذي تميزت به في حياتك لقد كنت إنساناً مبدعاً بكل ما تعنيه هذه المفردة .. انت باق معنا في كتاباتك واعمالك الأدبية التي تفوق الثلاثين مؤلفاً وفي مواقفك مع تلاميذك ومريديك مع كل من عرفك ومن لم يعرفك .. فنم قرير العين يا سيدي لقد سطرت لنا بيراعك المرهف أجمل لوحات الابداع. ادباً وتاريخاً شعراً ونثراً لم نكن نتوقع رحيلك يا سيدي بهذه السرعة ولكن هانحن وجهاً لوجه امام الحقيقة المرة والفاجعة الاليمة لم نصدق ان الموت اغتنم حياة ذلك العلم والمربي والمؤرخ عبدالرحمن طيب بعكر كيف ينتزعك الموت منا من التاريخ بجلوا عنه الصد بعد رحيلك من الأدب شعراً ونثراً يبرز سبائكه ويحيكها عقداً من الكلمات "والزنط الحيسي" من البلاد الابيضين ـ الفل والقطن ـ بعد رحيلك هكذا غنت تهامة عن نعي قامتك يبرز لنا مثل العناقيد فتضيء لها نفوسنا الملبدة بالغيوم الرمادية من لابي علوان في ركابه وابن السودي والفقيه، ينثر لئالئهم في سماء حياتنا لينهل منها الاجيال أيها الصوفي المتصوف رحلت مع رحيل عام مليء بالهزائم .. لكنك ستبقى خالداً في قلوبنا وان كان فراقك عنا خسارة فادحة وخسارة كبرى لليمن الحبيبة لانك كنت أحد مفكريها أحد الاعلام الكبار رغم انك اعمى البصر لكنك كنت الانسان المثالي والعلم البارز بالوطن فنم قرير العين ياسيدي، نم فنحن سائرون على نهجك وعهداً منا ان تظل خالداً في قلوبنا لن ننساك ابداً، اسكنك الله فسيح جناته وفردوس الخلد مع الابرار والصديقين آمين.