المدير العام الأسبق للهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة في – عدن /محمد علي مهيوب لـ ( 14 اكتوبر ):
أجرى اللقاء / عادل خدشيالتقت صحيفة (14 أكتوبر) الأخ محمد علي مهيوب مدير عام الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة الأسبق - فرع عدن ليحدثنا عن خطورة تناول المواد المخلوطة بالسكر ومدى خطورته على صحة الإنسان وعلى وجه الخصوص الأطفال والرضع فإلى الحوار التالي :[c1]- نود أن تحدثونا عن أبرز السلوكيات الخاطئة في الغذاء وخطورتها على حياة الإنسان؟[/c]- هذا الحديث العلمي يتناول أبرز المواد الغذائية والاعتياد على سلوك غير صحي في تناولنا للأغذية، ونشير هنا إلى أن مع بدء القرن العشرين الماضي اكتشف العلماء أهمية الفيتامينات وأن بعضاً منها يستخدم كعلاج لبعض الأمراض الناجمة عن سوء التغذية مثالا “البلاجرا والأسقربوط والكساح ولين العظام وفقر الدم الخبيث”.تبين للعلماء أن الإنسان قد يقتل نفسه بالتخمة، مثلما يقتل نفسه بالجوع مرات أخرى.سنتطرق إلى السلوكيات الغذائية في حياتنا ونخص بالذكر على سبيل المثال لا الحصر :إن رغباتنا نحو كل ما مذاقه حلو منذ طفولتنا هو أسوأ العادات الغذائية التي تتميز بها بلادنا ودول عربية كثيرة.وكما ذكر ذلك علماء التغذية ومنهم العالم (ماكفر لاند)، فالسكر - كما تقول - العالمة (بوجرت) في كتابها “التغذية وكمال الأجسام” طعام يميل إلى الإدمان على طعم الحلو، لأن كل من يتذوقه مرة يطلب منه المزيد ويحبذ تناوله في سائر الأغذية ويفضله على بقية الأغذية.[c1]- وماذا عن الطفل وبماذا تنصحون؟[/c]إن تعود الطفل في بدء حياته على طعم السكر - لأول مرة - يصبح متعلقا بهذا الطعم ولا يميل أو يرغب تناول أية أطعمة أخرى لا تحتوي على طعم السكر، الأمر الذي يصبح تناول الغذاء غير متوازن، بل ويغري للإكثار من كمية الأكل والسيئ في الأمر.إن الأمهات والمربيين عموما يفرحون بأن أطفالهم أصبحت شهيتهم مفتوحة وأصبحوا بدينين وفي اعتقادهم أن هذا دلالة على صحة أطفالهم وهو أمر في غاية الخطورة والخطأ.[c1]- باعتقادكم ماذا تحتاج الأجسام؟[/c]-أكد العلماء أن أجسامنا بحاجة إلى فيتامين (ب) حتى تتمكن من استهلاك كمية السكر المتراكمة في أجسامنا، فإذا لم نأكل الأغذية الأساسية مثل : الحبوب والخضراوات والفواكه بصورة متوازنة يصبح الجسم مفتقراً إلى فيتامين (ب) المركب (B - COMPLEX).لأن السعرات الحرارية الضرورية لحياة الإنسان التي يكون مصدرها السكر الأبيض المكرر لا تحتوي على فيتامينات ولا أملاح معدنية، لأنها سعرات حرارية فارغة.[c1]- هل السكر الأبيض المكرر يضعف الصحة؟[/c]-إن تناولنا للسكر الأبيض المكرر الذي أعتدنا عليه منذ الطفولة يضعف الصحة ويضيف عبئـا على أجسامنا من تراكم الشحوم ويزيد من متاعب الجسم المختلفة.فالحلوى والسكريات والجيلاتي والبسكويت المحلى والمشروبات الغازية والشكولاتة كل هذه الأنواع المصنعة أو المضاف إليها سكر أبيض مكرر تشوه أشكالنا الخلقية وتسبب مشاكل سوء التغذية، وعلى وجه الخصوص أن الرياضة عند كثير منا لا تمارس قليلاً الذي لا يكاد يذكر وخلود كثير منا إلى الجلوس لمشاهدة التلفاز أو الراحة أو القيام بالحركة داخل المنزل أو العمل المحدود، لا توازي الحركات الرياضية لحرق سعرات السكر الأبيض الفارغة وبذلك تزداد الشهية لالتهام المزيد من الغذاء غير الصحي، الأمر الذي يسبب تراكم الشحوم في مناطق مختلفة في أجسامنا وتشوه أشكالنا.- نحن لا نأكل دائما الأطعمة الصحية المغذية وإنما نخزن في أجسامنا السعرات الحرارية الفائضة.[c1]هل توجد دراسات تؤكد فوائد قشور القمح للإنسان؟ [/c]أكدت الدراسات أن حبة القمح بعدما يستخرج منها الجنين وقشور غلافها الخارجي أثناء عملية الطحن ليصبح (دقيقـا أبيضـا) لم تعد هذه المادة تحتوي على فوائد تذكر، لاننا نزعنا النخالة “البوشة” التي هي قشر القمح التي فيها المعادن المفيدة للجسم، ولا يبقى في الدقيق الأبيض سوى مادة (الآندوسبرم) النشوي، وهذا يعني أننا نأكل أساسا النشويات ونخزن في أجسامنا السعرات الحرارية الفائضة ونحمل أمامنا كرشاً يزداد حجما يوما بعد يوم وأردافاً تتوسع وتكبر!![c1]- إذن بماذا تنصحون؟[/c]-يجب أن نضع نصب أعيننا على الدوام أن الخبز “البر” بكل أشكاله خيرا وأفيد من الخبز الأبيض المصنوع بكل أشكاله والمصنع من الدقيق الأبيض المكرر.ومن خلال المؤشرات الواردة في حديثنا هذا نستخلص الأساسيات التالية:1 . السكر الأبيض المكرر لا يستفاد منه غذائيا بل يشكل خطورة على أجسامنا وأشكالها.2 . إن إفساح المجال في مقاصف المدارس والنوادي لبيع الحلوى خطأ يجب تصحيحه.3 . إرضاع الأطفال بالماء الخلوط بالسكر الأبيض المكرر عادة سيئة وغير صحية بل يجب تعويد الأطفال والرضع على تناول الماء المغلي والمبرد من دون سكر واستبداله بالعصير المستخرج من الفواكه الطازجة وبعض الخضراوات الطازجة مثل : لجزر ومن دون سكر.4 . خبز “البر” خير من الخبز الأبيض.ونأمل التطرق في أحاديث مقبلة على مزيد في هذا المجال.