الصعوبة في مناهج اليوم..في ما يتعلق بوضع التعليم في اليمن وبحسب ما أشار إليه تقرير التنمية البشرية اليمني في جزئه الثالث ونشرته وسائل الإعلام يؤكد أن الكثافة في بعض المقررات أثرت سلبا على المواد الأخرى وأن عدم إعطاء دورات صيفية للمعلمين تواكب تلك المناهج والمقررات الجديدة وسرعة تأليفها،بالإضافة إلى نواقص في المبنى المدرسي ومواقع النشاط وتدني مستوى الأداء..كل ذلك دفع إلى القول بأنه لا بد من إعادة النظر في المناهج والمقررات الدراسية بما يواكب ما يجري من حولنا وبدرجة من العلمية المتجردة من أي نوازع أو إملاءات..لأن المستقبل يفترض أن يكون أفضل مما عليه اليوم..ولنرى ذلك بمقارنة من خلال مناهج العام 1975م التي أقرها المؤتمر التربوي الأول بقاعدة رسمية وشعبية وبمشاركة شعبيةومنظمات المجتمع المدني ما أفضى إلى وضع مناهج على يدي خبراء تربويين أمثال الأساتذة/المرحوم الدكتور سعيد عبد الخير النوبان/ ود.محمد جعفر زين،وعبد الجليل غيلان،وعبدالله بيضاني وأحمد علي أحمد قاسم وعبد الواحد عباد،وسلسلة طويلة التعداد..كلهم كان لهم سبق في وضع مناهج نموذجية،لو كانت استخدمت مع إدخال لمسات عليها تواكب التطور الحالي لكانت الأفضل،ولكان مستوى التعليم أفضل ولكان المستقبل مأموناً بدل أن يكون اليوم محفوفاً بالمخاطر..- ولو تتبعنا مناهج التربية الدينية في عام 1975م من صف (1- 8) من المدرسة الموحدة حينها،وقمنا بوضع مقارنة سريعة لوجدنا أفضلية تلك المناهج وأهميتها ومراعاتها السن والعقل للتلاميذ والواقع المعاش لو قارنا لوجدنا أننا اليوم نعيش في عشوائية المناهج وعدم إعطاء ذوي الاختصاص الدور المطلوب..من خلال طغيان المؤلفين والدكاترة غير المتخصصين،وغياب العنصر المتخصص بالمناهج تخصصاً وتجربة وأداءً..هو الذي أوصل إلى الحال اليوم،مع تزايد أعداد الطلاب ووصول عددهم إلى أكثر من ستة ملايين(أساسي وثانوي) وأكثر من ربع مليون معلم وتربوي وإداري..كل ذلك أسهم في أضعاف التعليم،في ظل وجود إدارة هشة أن الوطن بحاجه إلى كوادره المخلصة البعيدة عن الانتماءات إلا الوطن نفسه..وهو ما لم يكن مفيداً إلا بالتجرد وخدمة الوطن خالصاً!- عودوا إلى وثائق التربية وصناع المناهج المهمشين اليوم ولا مانع من الاستفادة من العناصر الشابة،شريطة أن تواكب وأن تساهم بصنع بصمة أمل تعيد للتربية وضعها السليم خدمة للأجيال والوطن على السواء..والله الموفق [c1]* نعمان الحكيم [/c]
|
ثقافة
اليمن ومستقبل التعليم الذي نريد!
أخبار متعلقة