رحب بي بحرارة وحميمية وسألني: هل تتذكرني ؟! بادلته الاهتمام لكني اعتذرت له مبرراً نسياني بكبر السن وغزو الهموم وربما الزهايمر ـ لا سمح الله ـ وكثرة الأصدقاء والمعاريف ، فأسرع قائلاً: أنا أحد الطلاب الذين كرمتهم في مهرجان التفوق الدراسي وحصلت عندكم على دورات في اللغة الإنجليزية والكمبيوتر والتنمية البشرية. سألته: وماذا تعمل في هذا المطعم ؟! أجابني بثقة واعتزاز: أعمل في هذا المطعم لأنفق على نفسي ودراستي الجامعية لأن أبي لا يقدر على تحمل نفقات تعليمي وتعليم إخوتي وأخواتي.هذا نموذج لطلاب متفوقين دراسياً وحاصلين على تقدير ( ممتاز ) في دراستهم واختباراتهم لم يجدوا من يرعاهم ويتولى شؤون دراستهم ليكملوا تعليمهم الجامعي بتفوق وتميّز ثم يعودوا في ميدان التنمية قادة للنهوض والتقدم لمجتمعهم ووطنهم وأمتهم .مثل هذا الطالب كثير وكثير من أبناء وبنات وطننا اليمني مشاريع نهضة علمية وتنموية لوطن يحتاج إليهم ، ويتعطش لإبداعهم وتفكيرهم ، ويحن لقيادتهم ، بعد أن عاث فيه الأغبياء والمتخلفون فساداً ونهباً وبلطجة.هؤلاء المتفوقون لا يحتاجون إلا إلى قليل من الاهتمام والرعاية والتشجيع ، وسيعطون لوطنهم الكثير ولمجتمعهم الأكثر. أتذكر ، يوم أن أقمنا في المنظمة الوطنية لتنمية المجتمع NODS YEMEN مهرجان التفوق الدراسي الأول للمتفوقين والمتفوقات في محافظة تعز ، ذلك الطالب المتفوق لحظة تكريمه والذي دمعت عيناه وقال لنا: من زمان وأنا أنتظر هذه اللحظة ، لحظة التكريم والاهتمام .ولا يمكن أن ننسى تلك الأم التي بكت في قاعة نادي تعز السياحي لحظة استلام ابنتها جهاز الكمبيوتر المقدم من مجموعة هائل سعيد أنعم تشجيعاً لها وتكريماً لتفوقها ، وعرفنا بعد ذلك أن هذه الطالبة ( يتيمة ) وليس لها إلا أمها التي تعمل في البيوت لتقوى على تدريس هذه الطالبة المتفوقة.إننا اليوم حكومة وقطاعا خاصا وجمعيات وهيئات ومجتمعا مطالبون بـ :ـ تشجيع الطلاب والطالبات على التفوق الدراسي والتحصيل العلمي ، من خلال استراتيجيات تعليمية ، ومؤسسات يقوم عليها من يقدر العلم والتفوق والإبداع.ـ رعاية ودعم المتفوقين والمتفوقات لإكمال تعليمهم الجامعي والعالي ، عبر قوانين ومؤسسات.ـ تنمية مهارات المتفوقين والمتفوقات وتطوير قدراتهم وصقل مواهبهم.ـ توعية المجتمع في مجال التعامل مع المتفوقين والمتفوقات وتوظيف طاقاتهم فيما يحقق تنمية مجتمعهم.إن الجهود المبذولة في قطاع التعليم الجامعي أو التربوي تبقى حتى الآن دون الحد الأدنى ، إن ذلك مشروع دولة ونظام وحكومة ، وليس قناعة جهة معينة .. وحتى يحين الوقت ، ويقتنع القائمون على هذا الوطن بأهمية رعاية المتفوقين ، أضع بين أيدي الجميع تجربتنا في المنظمة الوطنية لتنمية المجتمع NODS YEMEN المتمثلة بإنشاء برنامج لرعاية ودعم المتفوقين والمتفوقات دراسياً ـ ومع أنه جهد المقل لكنه وبفضل الله وبدعم من مجموعة شركات هائل سعيد أنعم وبنك التضامن الإسلامي الدولي ، أنجز شيئاً جميلاً ، وأسس لمشروع عظيم ، حيث كرمنا منذ تأسيس البرنامج في إبريل 2004 ، و أكثر من 1757 متفوقاً ومتفوقة على مستوى محافظة تعز بجميع مديرياتها ، حاصلين على تقدير [ ممتاز ] في اختبارات تخرجهم النهائي في الثانوية العامة وأوائل أقسام وكليات جامعة تعز والمعاهد التخصصية والتعليم الأساسي ، قدمنا لأوائل هؤلاء المتفوقين والمتفوقات أجهزة كمبيوتر ، و دورات في اللغة الإنجليزية والحاسوب والتنمية البشرية ، إضافة إلى المهرجانات الخمسة التي مثلت لهم دعماً نفسياً ومعنوياً كبيراً.إنني أجدها مناسبة لمطالبة القطاع الخاص وشركاته بتعميم التجربة على مستوى المحافظات كلها ليشمل التكريم جميع المتفوقين والمتفوقات في وطننا اليمني الحبيب .. وسنضع تجربتنا وخبرتنا رهن إشارتهم .. على طريق تأسيس عمل مؤسسي يحظى منه المتفوقون والمتفوقات بفرصتهم في الإبداع والعطاء. وأشد على يد ( جمعية رعاية الطالب ) في حضرموت ، و( جمعية اقرأ ) في العاصمة صنعاء ، اللتين تقومان بجهد مشكور في هذا المجال ، راجياً أن يحذو حذوهما كل القادرين والقادرات على عمل شيء يدعم المتفوقين والمتفوقات.وأختم بالإعلان لجميع المتفوقين والمتفوقات في الوطن اليمني الحبيب كله ، الحاصلين على تقدير ( ممتاز ) في جميع فصولهم الدراسية من الأول الأساس وحتى تخرجهم من الثانوية العامة للأعوام ( 2007 / 2008 / 2009 ) سرعة التقدم بوثائقهم إلى: المنظمة الوطنية لتنمية المجتمع NODS YEMEN للدخول في مسابقة [ جائزة الامتياز والتفوق الدراسي ] والتي تقدر بـ 3 ملايين ريال تمنح نقداً لفائزين سبعة ، مقدمة من الشركة اليمنية للصناعة والتجارة ، عبر منتجها [ بسكويت زبدة أبو ولد ].[c1]* رئيس المنظمة الوطنية لتنمية المجتمع عضو لجنة الحريات العامة وحقوق الإنسان بمجلس النواب[/c]
|
الناس
المتفوقون والمتفوقات .. من لهم ؟!
أخبار متعلقة