محمد حمود أحمد
على الرغم من مرور ما يقارب الشهرين إلا إني عجزت عن الكتابة حول رحيله حيث عشت أيامي السابقة في حالة ذهول واندهاش من هول الصدمة بعد سماعي نبأ وفاته لينتهي كل شيء بلحظات رغم إيماني بان الموت حق علينا وبأن مشيئة الله لاا عتراض عليها.واليوم أجدني استجمع إرادتي لأتحدث عن علاقة الصداقة التي ربطتني بهذا الإنسان وانبش بعض من الذكريات التي عشناها معاً بعد ان جمعتني الأقدار به تحت مظلة الحب والاحترام والوفاء انه صديقي الحبيب محمد حمود أحمد ( أبو مازن) كما يحلو للبعض مناداته.لم اصدق بأنه سيأتي اليوم في عجلة من الزمن ليرحل عنا بدون سابق موعد أو انذار كأنه اختيار الوقت المناسب ليكون بجوار الرفيق الأعلى تاركاً أمور الدنيا وأهوالها رافضاً معاناة الظلم والعذاب التي من جرائها يموتون الغلابى قهراً عشرات المرات في اليوم وفضل هو موتاً واحداً وإلى الأبد.لم ولن أنساه ما حييت لم انس صداقتنا المبتدئة من كلية عدن في مرحلة من احلى مراحل حياتنا تلك الحياة الخالية من المشاكل والهموم البعيدة عن الزيف والخداع.ومع مرور الوقت توطدت علاقتي به وتعرفت وزاملت أيضاً طلبة آخرين في هذه الكلية الذي تألق البعض منهم رياضياً والبعض الأخر أبدع بمجال الأدب و كان صديقي محمد أحدهم ومنهم على سبيل المثال لا الحصر محمد سعيد سالم، هاني جراده، عزيز سالم، نبيل عبادي، الفقيد محمد ناجي سعيد، علي صالح عبدالله، عبده السليط، ناصر هادي، نجيب سعيد نعمان، نبيل برو، صالح سعيد، خالد قاسم، فؤاد عاطف، خالد محمد علي، الياس عبدالرحيم، وعبدالله جامع.مرت السنون بحلاوتها ومرها ومجدداً لعبت الصدف والأقدار دوراً جديداً لتجمعني به مرة أخرى في مرفق عمل واحد( قطاعي الصناعة والتجارة) لنصبحا أكثر من صديقين وصرت أملك سجل متخن بالذكريات الذي سيجعلني أقلب صفحاته يومياً لأتذكر مشاعره النبيلة ومواقفه الطيبة منها استضافته المتكررة لي لتناول الغذاء مع أفراد أسرته الكريمة وجلسات القات التي قضينا فيها أوقات ممتعة وشائقة مع شقيقة الخلوق منير الذين حمود ( مدير أستاذ 22 مايو) في منزله وتلك اللقاءات المتعددة التي تحاورنا فيها كثيراً وتناقشنا معاً بمختلف المواضيع التي ستذكرني بإشادته وهو يسمعني كلمات الثناء من قبل عمال المصانع والمؤسسات المتعثرة لتعاوني بمعالجة قضاياهم الإدارية وتشجيعه كي أبذل مزيداً من الهمة والجهد في مهامي العملية، على الرغم بأنه كان ضمن طابور طويل بدون وظيفة تحت شعار (خليك بالبيت) وكذا ملاحظاته وانتقاداته حول ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية وهو يوجهها لي باعتباري كنت مكلفاً ( كمدير) لغرفة العمليات بالمكتب.. ذلك الارتفاع الذي اكتوى بناره محدودو الدخل والبسطاء من الناس في حين لا نفعت الغرفة ولا استفدنا من حملات الرقابة لقناعتنا بأن معالجته بيد حكومتنا الموقرة ليس الا.وسأتذكر كتاباته الأدبية ومقالاته القيمة المنشورة في بعض الصحف ومشاركته باللقاءات والمنتديات وبالأخص منتدى ( الباهيصمي) الذي دعاني اليه مرات عديدة للمشاركة فيه وللأسف لم يتحقق ذلك.كم هي المواقف وكم هي الذكريات التي عشتها مع هذا الصديق الطيب بأفراحها وإحزانها بسعادتها وشقاءها وهي بدون تلك ستبقى محفورة في أعماقي إلى ان يقضى امر الله.وسأتذكر صراعه مع المرض في الفترة الأخيرة واشتداده قبل يومين من رحيله حينما زرته ورأيت ماريت رايته وهو في حالة حرجة ووضع يصعب على الكافر وكصديق قمت بواجبي حسب ما وفقني الله به، بعد اتفاقي مع زميله الأستاذ/ باهيصمي الموجود حينها على إعطائه توكيلاً لاستلام ( القرض) نيابة عن صديقنا محمد ولكن لم يمهله القدر فكانت يد المنية أسرع فانتزعه من بيننا الى دار الآخرة وتوقف القرض المخصص لتكاليف الدواء والعلاج.. وآه يا زمن!!!صديقي محمد ( أبو مازن) لا يسعني في الختام إلا ان أقول بكل فخر بأنك استطعت ان تعيش نظيفاً شريفاً وترحل عن دنيانا عزيزاً كريماً وهذه صفات لا يتمتع بها الاقلة من البشر في هذا الزمن الرديء.نم مرتاحاً ومطمئناً يا صديقي، ونحن من اللاحقين لنفوز مثلك بتلك الراحة وذلك الإطمئنان..وألف رحمة تنزل عليكوإنا لله وإنا إليه راجعوننواز يوسف أحمد