أقواس
وفي البداية، ظلت مدينة صنعاء القديمة، فترة طويلة دون رعاية وترميم لمبانيها وحماماتها والمواقع الأثرية التي تتعرض للأنهيار نتيجة عوامل التعرية.ومع أن مدينة صنعاء من أقدم المدن التاريخية، ظلت تحتفظ بمعالمها التاريخية للحضارة البشرية ما قبل وبعد الدولة الاسلامية.والغريب - كما تحدثنا سجلات التاريخ عن صنعاء أنها وعلى مر الزمن لم تقم أية جهة رسمية بالترميم لهذه المباني والتي تتعرض باستمرار للانهيارات نتيجة عوامل التعرية والأرضة. لذا جاء الحملة الدولية والوطنية للحفاظ على مدينة صنعاء القديمة في 1984م، لترميم المباني التي تعرضت للإنهيار وترميم المساجدوالجوامع والحمامات ،ونقل القطع الأثرية التي توجد في المواقع الأثرية إلى متحف صنعاء الوطني من أجل الترميم والتوثيق والحفاظ عليها. وتتضمن خطة اليونسكو تشجيع صناعة الحرف التقليدية من أجل استمراريتها والحفاظ على العادات والتقاليد الشعبية في مدينة صنعاء القديمة. ومن الطبيعي ظهور مدن في صنعاء الجديدة غزتها التكنولوجيا الحديثة ودخلها الانفتاح الثقافي مهما جعلها تختلف كثيراً عن مدينة صنعاء القديمة والتي لا يمكننا الحفاظ عليها إذا لم يتعاون أهلها في ترميمها والحفاظ على مدنها المميزة بطابعها وزخرفتها ومعالمها التاريخية خاصة إذا تم الزحف العشوائي على المباني التاريخية.أما المفردات الحضارية والتي نشاهدها في صنعاء القديمة في العصر الإسلامي فقد أتت بعناصرها الجديدة ونشاهد كذلك في بقية المدن مثل مدينة شبام حضرموت وزبيد.وقد أعلنت (اليونسكو) أن المدن الثلاث من بين المدن التاريخية التي تحتوي على التراث الإنساني العالمي ومنها مدينة جبلة التاريخية وصعدة، تريم وذمار، تعز، ثلا، شبام، كوكبان، عمران، رداع وجميعها من المدن البديعة والتي تجذب السياح اليها وهي بديعة الطراز وان اختلفت المباني والمساجد والجوامع والقلاع والحصون فيها.. وهذا ما يدعو إلى ضرورة تعاون الأهالي في الحفاظ على مدنهم التاريخية والتعاون مع المنظمات الدولية لترميم هذه المدن الحضارية المميزة بتراثها وكرم أهلها وسجاياهم الطيبة وحبهم وأكرامهم للضيف أمور تبدو واضحة جلية يدركها الزائر من الوهلة الأولى في أي مدينة يمنية يصل اليها السائح .* د. زينب حزام