الوحدة في عيدها الـ( 20) .. قيادات إدارية وسياسية لـ 14 اكتوبر
صنعاء/ سمير الصلوي :تحتفل بلادنا بالذكرى العشرين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي جاءت لتنهي فترة زمنية مظلمة في حياة الشعب اليمني الذي لم ييـأس يوماً لتحقيق هذا الحلم الذي ناضل الآباء والأجداد منذ ما قبل قيام تورثي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين وما بعدهما لتحقيقه والذي بزغ فجره في الثاني والعشرين من مايو 1990م.صحيفة 14 أكتوبر بهذه المناسبة التقت بعدد من القيادات السياسية والإدارية التي تحدثت عن معاناة أبناء الشعب اليمني قبل قيام الوحدة وما مثلته الوحدة من إنجازات في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والمجال الديمقراطي وأهمية مواجهة الأفكار والدعاوى التشطيرية التي يروج لها بعض الحاقدين على الوطن .. فإلى التفاصيل.[c1]تطور العمل المدني والسياسي داخلياً وخارجياً[/c]الأخ/ علي صالح عبدالله وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تحدث عن الحقبة الزمنية قبل قيام الوحدة وما أفرزته الوحدة من تطور على كافة المستويات بقوله: لقد عانى الشعب اليمني قبل قيام الوحدة اوضاعاً ظالمة وغير عادلة سواء أكان في الشطر الشمالي من الوطن أم الشطر الجنوبي فالإمامة والاستعمار مثلا حكماً ظالماً وأفرزا آثاراً سلبية على حياة الناس وكان لتحقيق الثورة النصر الكبير في شمال الوطن وجنوبه ولكن اختصرت الكثير من الآمال والأحلام الجماهيرية في نظامين شموليين سادا في الشطرين آنذاك وكانت الوحدة بعد هذين النظامين ضرورة ومطلباً جماهيرياً لتتوحد رؤى وإمكانات وقدرات وأحلام كبرى وعلى امتداد اليمن شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً مثلت الوحدة إجماعاً وطنياً كبيراً أصبح في الواقع شيئاً حقيقياً وملموساً حيث توحدت الأسرة اليمنية في كل بقعة من أرض اليمن وتوحدت آمال الناس وتجمعت في عرس ديمقراطي كبير وجاءت الوحدة بالديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة وجاء الصندوق كأساس ديمقراطي للوصول إلى السلطة وجاءت بمعان ديمقراطية كبيرة وأصبح نسيج الشعب متيناً وتحققت الكثير من المكتسبات الوطنية العظيمة ففي المجال السياسي تعمقت العملية الديمقراطية الانتخابية وأصبح المواطن بصوته يتحكم في المسار السياسي وفي انتخاب ممثليه إلى البرلمان بصورة ديمقراطية فقد مرت أكثر من تجربة انتخابية وكانت ناجحة والتف الشعب حول ممثليه والمنجز الآخر هو المنجز التنموي فهناك تخطيط وخطط وبرامج تنموية واستثمارية وخطط لمكافحة الفقر والبطالة وهناك مؤسسات ذات منهج تنموي واقتصادي .. وينبغي أن يلتف الناس جميعاً حول هذين المكسبين المهمين في المجال السياسي والمجال التنموي.وأضاف أن هناك مشاكل وصعوبات منها نقص الموارد وضعف بعض الاستخدامات للموارد ولكن إجمالاً هناك تقدم حاصل بدرجات معينة في شتى المجالات، وهناك تقدم كبير في تعميق العمل المدني من خلال صدور الكثير من القوانين والتشريعات المدنية التي تتميز بطابعها الديمقراطي ووصل عدد المنظمات إلى (7000) منظمة أهلية مابين جمعية ومنظمة واتحاد ونقابة وأنشئت ميادين نشاط المنظمات المهنية حيث أصبحت تتناول ميادين ومجالات لم تدخلها من قبل مثل مجال حقوق الإنسان والحريات العامة والبيئة والرعاية الاجتماعية وحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة والطفولة والأمومة والمرأة، فاليوم يوجد في اليمن أكثر من (2250) جمعية ومؤسسة خيرية و (650) منظمة أهلية عاملة في مجال المرأة والطفل والأمومة كما توجد عشرات المنظمات تعمل في مجال مكافحة الفقر والبطالة، وجميع هذه المنظمات تستفيد من دعم حكومي سنوي من الدولة ومما تستقطبه من الموارد الخارجية من المنظمات والهيئات التمويلية الخارجية.وتمارس أنشطة وشراكة حقيقية مع الجهات الرسمية فالحكومة تقدم دعماً سنوياً لا يقل عن (300) مليون ريال لأكثر من (350) منظمة أهلية كما تقدم الحكومة إعفاءات جمركية وضريبية سنوية لكل ما يصل إلى المنظمات من معدات ومواد وآليات وبنسبة نحو (20 ـ 30) مليون دولار من الإعفاءات الضريبية والجمركية التي تتخلى عنها الدولة لصالح العمل الأهلي إضافة إلى دفع الحكومة ضريبة المبيعات عن منظمات العمل المدني استناداَ إلى قرار وزير المالية رقم (285) لعام 2007م ويخصم من موازنة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل .لذلك ينبغي علينا جميعاً الحفاظ على الوحدة ومواجهة كل التخرصات الكاذبة والأصوات النشاز التي تطلق من داخل الوطن وخارجه كونها تغرد خارج سرب الوطن والمصالح الحقيقية للشعب اليمني وعلى من يطلقون مثل هذه الدعوات أن يراجعوا أنفسهم ويتخلصوا من أنانيتهم وألا يستجيبوا للمؤامرات التي يحيكها أعداء الوطن.وقال أن الديمقراطية السائدة اليوم يمكننا التعبير من خلالها عن آرائنا وهي عملية حقيقية وأصبحت جزءاً من النسيج اليمني ويمكن من خلالها الخروج من كل الأزمات والمصاعب التي يمر بها الوطن.فالوحدة لا يمكن تجاوزها أو القفز عليها وندعو أحزاب المعارضة إلى العودة إلى جادة الصواب والاستجابة لنداء العقل والحوار مع الحزب الحاكم وعدم التهرب من الاستحقاقات الدستورية وأن يكون الوطن فوق الجميع فالوصول إلى السلطة ينبغي أن يكون وفقاً للطرق القانونية والتشريعية المتعارف عليها فقد انتهى زمن المحاصصة والتقاسم بالطرق غير القانونية.[c1]إنجازات شبابية عملاقة[/c]الأخ/ عبدالله هادي بهيان وكيل وزارة الشباب والرياضة تحدث عن أبرز ما أنجزته الدولة من مشاريع مختلفة في عهد الوحدة وعن المعاناة التي عايشها الشعب قبل تحقيق هذا الحلم الوطني الذي وضع حداً للصراعات والانقلابات بقوله: إن الاحتفال بالعيد العشرين لتحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م هو احتفاء باليوم التاريخي لدخول اليمن عصراً جديداً وتاريخاً جديداً تحت رآية واحدة وقد أستطاع الشعب خلال السنوات الماضية أن يخطو خطوات عملاقة، وشهدنا في المحافظات الجنوبية إنجازات وحدوية كبيرة لم تكن موجودة من قبل بسبب عدم انفتاح النظام على العالم اقتصادياً عكس ما كان موجوداً في الشمال فالنظام انفتح على العالم وحقق بعض المكاسب الاقتصادية ولكن بفضل الوحدة أصبحنا اليوم في المحافظات الجنوبية نضاهي الإنجازات في المحافظات الشمالية خلال عمر الوحدة وكل ما تحقق يعود لجهود القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ/ رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح الذي أولى رعاية واهتماماً كبيرين للمحافظات الجنوبية بهدف استكمال البنية التحتية وتحقيق الكثير من المشاريع.وأضاف أن ما حققته الوحدة للشباب لا أحد يستطيع مقارنته بما قبل تحقيق الوحدة فمنذ قيام الوحدة وجد الشباب اهتماماً كبيراً وتم بناء عدد من الملاعب الرياضية والصالات والمراكز الشبابية وبناء مقرات للأندية والتوسع في استقطاب الشباب للأندية الرياضية باعتبارها مدارس تقي الشباب الكثير من المشاكل وتجنبهم الانجرار وراء الدعوات الضالة والأفكار الإرهابية والعادات السيئة.أن الوحدة جاءت لتنهي معاناة وتشرذم أبناء الشعب والوطن الواحد وتطوي فترة تاريخية يملؤها السواد وعلينا اليوم أن نذكر دعاة التشطير بالماضي وما شابه من اقتتال بين الإخوة وبعد بين الزوج والزوجة والأب والابن وتفريق للأسرة الواحدة فالشعب اليمني موحد على مر التاريخ دينياً ولغوياً وتاريخياً واليوم نشاهد كل الأوطان والبلدان تسعى إلى التوحد ومن يتغنى بموال الانفصال والتشطير علينا أن نسأله عن حياته في الماضي وما أصبحت عليه اليوم فهؤلاء ليس لهم هم سوى دغدغة عواطف الشباب وظناً منهم أنهم سيقدرون على تمزيق الوطن وتحقيق أهدافهم فنقول لهم إن الوحدة ستظل ما بقي تاريخ الشعب اليمني صامدة في وجوه كل أعدائها ولن تتأثر بالدعوات التشطيرية والطائفية حيث إنها لم تفلح من قبل وعادت بالخزي والذل لأصحابها.وأدعو الشباب إلى التسلح بالعلم والتأني في التفكير والتمييز بين الغث والسمين فما عانيناه سابقاً في ظل دولة شطرية لا يمكن أن يعود وهذه الحرية التي نعايشها اليوم حرمنا منها في السابق وساد القتل والخطف والسحل والتآمر والصراعات والدماء حيث لا تمر أربع سنوات دون أحداث مؤلمة بسبب كرسي السلطة لا غير وخسر الوطن جل أبنائه بسبب تلك الصراعات ولهذا أقول للشباب إن أمننا ومستقبلنا هو في وحدتنا وتآخينا وعدم الانجرار وراء مروجي الأفكار والدعوات البائدة.أن وضعنا الاقتصادي في حالة مزرية ولكن علينا أن نفكر قليلاً في ما مر بالبلاد من صراعات أثرت بالاقتصاد ودمرت البنية التحتية والتنموية للوطن وهو ما يفرض على الدولة توفير مبالغ لتعويض ما تم إتلافه.وعلى المزايدين على الوطن أن يتقوا الله في مستقبل أبنائهم وأن يعودوا للحوار الذي يمكن من خلاله الوصول إلى ما نريد والمطالبة بالحقوق تحت سقف النظام والقانون، وأدعو أبناء الشعب إلى أن يعوا المخاطر التي تتطلب منهم الوقوف أمامها بكل جد وحزم.[c1](20) عاماً حافلة بالعطاء والإنجازات[/c]الأخت/ نور باعباد وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تحدثت عن معاناة الشعب اليمني قبل الوحدة وما مثلته الوحدة كهدف أساسي لأبناء الشعب والإنجازات التي حققتها الوحدة وكيفية مواجهة الأفكار والرؤى الضالة بقولها:لقد شكلت الوحدة هدفاً وغاية وطنية في توجهات وأفكار كل أبناء اليمن فالوحدة هي امتداد لتاريخ طويل عاشه اليمنيون وهي اليوم حقيقة ماثلة تستلزم من جموع شعبنا الحفاظ عليها وعدم المساومة بها أو المقايضة ببديل عنها فهي وقبل كل شيء وحدة الشعب والأرض والتاريخ وبفضل هذا الإنجاز ننعم اليوم بتعدد سياسي وحزبي لأكثر من (20) حزباً وتنظيماً وأكثر من (5) آلاف جمعية تعمل لخدمة الوطن وممارسة التعدد والإصلاح وبما يكفي الوطن معضلات الجهل والأمية، وينبغي أن نجعل من الوحدة قارباً للنجاة من وضع التخلف والأمية، فالوحدة جاءت لإزاحة هم وشبح جثم على أبناء الشعب وانتهى فلا بد أن تظل هذه المعاناة رسالة نحملها لأبنائنا ليدركوا عمق المعاناة والمرارة والحرمان من تشطير للوطن وتشرذم للمواطن وبعثرة للجهود وكم كان تلاقي اليمنيين خارج الوطن حاراً وحميمياً تحت راية اليمن الواحد وهذا التلاقي البهيج يبقى واليمن كوطن يعم أرجاءه وشائج القربى والترابط والوحدة، ولا ننسى أننا شعب واحد وما كان يفصلنا عن بعض هي أنظمة سياسية مختلفة بحسب البيئة السياسية الموجودة آنذاك، وينبغي أن نتحمل وطأة المعاناة ونناضل من خلالها ونذكر القيادات السياسية في السلطة والمعارضة أن عليهم التفاهم والوصول إلى الحوار وعدم التمترس وراء آرائهم ووجهات نظرهم التي من وجهة نظري تحمل في طياتها آراء سديدة ولكننا نحتاج لتقريبها وتقاربها دون تعصب كون التعصب سيصيب الوطن بضرر كبير، ولا نعتقد أن عشرين عاماً من الوحدة زمن قصير بل هو فرح وسعد ولكننا نتمنى أن تواصل دولة الوحدة جهودها وتخلص ذاتها من الفساد وأن تسعى لنشر التعليم والخدمات الصحية وأن تسلح الأبناء بهذه المفاهيم وتمكنهم من المشاركة السياسية وأن تمكن الشعب من الممارسات الديمقراطية الفضلى.وأضافت أن الوحدة وخلال عشرين عاماً حفلت بالعطاء عطاء الوطن لأبنائه وعلينا أن ندرك أن الوحدة قوة بمعطياتها وثرواتها البشرية والطبيعية وعلينا أن ننظر للمعوقات بعمق أخلاقي ووطني ولا ينبغي أن تشكل المعوقات خط رجعة ولكن هذه المعوقات هي سبيل للمعالجة ومعرفة الأسباب للتخلص منها والانطلاق منها للحفاظ على هذا الانجاز، ولابد من مواجهة الدعاوى والأفكار التشطيرية وألا يعتقد أحد أن مغادرة 22 مايو هو الطريق السهل لحل المعوقات ولا يمكن أن تحل الأمور بهذا الاعتقاد، ولا ننسى أن الوحدة حق الجميع بما أتاحته من استحقاق دستوري وخاصة التعددية السياسية والحزبية واتخاذ الديمقراطية سبيلاً نحو المشاركة السياسية، وأود القول أننا ورغم المعاناة والصعوبات التنموية فخيار الوحدة واستحقاقاتها هو أكبر من المعاناة والصعوبات بل هو السبيل بالإرادة المخلصة لتجاوزها لتتقوى دولة الوحدة وتجنبها الصراعات والمناكفات وتداعيات الفرقة والفوضى وأن نحرص جميعاً على اختصار مسافات الفرقة والانفصال وأن نناضل ونطالب بحقوقنا ونحارب الفوضى والفساد والتهميش وكيف نحافظ على استحقاق الوحدة والثوابت الوطنية فالوحدة اليمنية بكل معوقاتها وانجازاتها تظل قدوة ونموذجاً وإذا كان حظنا أننا لسنا في مستوى من الرفاه والتنمية فحظنا أننا نعيش وحدة حقيقية بعد أن كانت حلماً وبها اليوم أصبحت لنا مكانة خارجية فالوحدة هي الاعتبار الكبير الذي أزال الحرج عنا وتعززت مكانة اليمنيين في المحافل الدولية وتمكنا بفضل الوحدة من تبوؤ عدد من المناصب في المنظمات الدولية ونتفاعل ايجابياً مع الاتفاقيات الدولية الاجتماعية والتقارير المطلوبة إلى هذه المنظمات.[c1]الوحدة اليمنية نواة للوحدة العربية[/c]الدكتور عبدالباري دغيش عضو مجلس النواب تحدث في هذه المناسبة بقوله: أهنئ جماهير الشعب اليمني بكل فئاته كما أهنئ القيادة السياسية وعلى رأسها فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ويسرني أن أتحدث بهذه المناسبة إلى صحيفة 14أكتوبر التي تحمل أسم الثورة المجيدة التي كانت الرديف لثورة 26 سبتمبر وأنها لمناسبة عظيمة أن نحتفل بالعيد العشرين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي كانت هدفاً من أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر وثمرة لنضالات الحركة الثورية اليمنية من بداية أربعينات القرن الماضي وأثمرت تلك النضالات عن بزوغ الفجر الجديد لليمن في 22 مايو عام 1990م بجهود القوى الحية في المجتمع وطلائع الحركة الثورية في الشمال والجنوب وبالنظر إلى واقع الحال قبل تحقيق الوحدة اليمنية في ظل النظامين الشطريين الشموليين كانت معاناة الشعب معاناة كبيرة لأن كل المقدرات التي كانت موجودة لدى الشطرين كانت توجه للتآمر وضد الشطر الأخر ولهذا السبب فإن الناس الذين عاشوا هذه المرحلة يدركون تماماً حجم الموارد البشرية والمادية التي أهدرت خلال تلك الفترة للصراع بين الشطرين الشمالي والجنوبي وحجم المعاناة الإنسانية التي لحقت بأبناء الشعب اليمني جراء الخلافات السياسية والتآمرات حيث لو كانت استثمرت تلك الموارد في عملية التنمية لكانت ساعدت في تطور غير عادي لأوضاع الشعب في الشطرين ومع تحقيق الوحدة اليمنية التي نحتفل اليوم بها باعتبارها مناسبة غالية على كل أبناء الوطن ولم يقتصر درسها فقط على اليمنيين وإنما كانت باعثاً للأمل والحلم العربي في تحقيق الوحدة باعتبارها نواة يمكن أن تشكل بذرة لتوحيد المنطقة العربية الذي يحلم به كل عربي.[c1]الوحدة هدف ومصير وقدر الشعب اليمني[/c]وقال لقد بذلت الحركة الوطنية على مدى عقود من الزمن حوارات وكانت النخب الثقافية والسياسية دائماً ما تنادي بالوحدة رغم الصراعات التي كانت قائمة بين الشطرين ومع ذلك كان هناك أجتهادات لصياغة دستور دولة الوحدة في عدد من العواصم العربية وشارك فيها العديد من طلائع الشعب اليمني وأنتجت هذه الحوارات دستور دولة الوحدة الذي شكل الأساس لقيام وحدة 22 مايو 1990م، التي ارتبطت بالديمقراطية والسير في عملية البناء الديمقراطي، ورغم الإخفاق الذي أصاب التجربة في عام 1994م جراء تفاقم الأزمة بين شركاء الوحدة، لكن ورغم ذلك ظلت الوحدة وستظل هدف ومصير وقدر الشعب اليمني رغم الأخطاء فجميع أبناء الشعب مع الوحدة لتوفيرها المناخات الطبيعية والمحفزة للشعب اليمني ومناخات الأمن والأمان والاستقرار ليس فقط على مستوى اليمن ولكن على مستوى الوطن العربي والإقليمي، فأهمية الوحدة اليمنية ينظر إليها العالم أجمع كواحدة من الشروط لاستقرار المنطقة التي تربط المحيط الهندي بالبحر الأحمر والشرق المتوسط بشكل عام، وأرى أن الوحدة هي النجم الذي يتلألأ في هذا الزمن والذي نسأل الله أن لا ينطفئ. فالكثير من أبناء الوطن الذين عانوا من أزمات التشطير ينظرون إلى الوحدة اليوم بأنها الحلم الذي انتظروه طويلاً والذي لا يمكن المساومة عليه عكس ما ينظر إليه أبناء الجيل الحديث جيل الوحدة الذي يغرر بالبعض منهم اليوم للمطالبة بالانفصال والتجزئة فمن يدعو إلى ذلك يدعو إلى مستقبل مظلم للمنطقة فالشعب اليمني اليوم تداخل فيه النسيج الاجتماعي والأسري والمصالح ولا يمكن تصور الأمر وكأنه حبة بيض يمكن فصل قشرتها وفصل صفار البيض عن الزلال، فمن يدعون إلى فك الارتباك إنما يدعون إلى تمزيق الروابط الاجتماعية والأسرية وفك ترابط نسيج الجسد الواحد وفك الارتباط لا يكون إلا عند وجود جسدين أو توأمين متلاصقين، فالوحدة هي المصباح الذي أضاء طريق الشعب اليمني وانطفاء هذا المصباح يعني السير إلى الهاوية .وأضاف على الجميع اليوم النظر إلى المستقبل وعدم النظر إلى المشاكل الراهنة التي أفرزتها ظروف اقتصادية إقليمية في غاية السوء فجميعنا يعرف أن الوحدة اليمنية تحققت في ظروف حرجة جداً بسبب أزمة وحرب الخليج الأولى التي ألحقت مآسي كبيرة على الشعب اليمني بعودة أكثر من مليون ونصف مليون مواطن من دول الخليج من العمالة اليمنية التي بدورها أجهدت الاقتصاد اليمني وتسببت بزيادة الفقر الذي يمثل اليوم أحدى المشاكل إلى جانب الحرب في الصومال وما أفرزته من استقبال اليمن لمئات ألآلاف من اللاجئين الذي مثل عبئاً إضافياً للحكومة اليمنية، كما كان لحرب صيف 1994م أثر كبير في تدمير المقدرات الاقتصادية والموارد البشرية وهو ما تسبب في زيادة حدة البؤس الاقتصادي وأنتج مزيد من الفقر والذي أنعكس بدوره على الوضع السياسي في اليمن.وفي هذه المناسبة الوطنية العظيمة أدعو جميع النخب في الطيف السياسي والاجتماعي والمجتمع المدني أن يجعلوا الوحدة في حدقات أعينهم فالوحدة مستقبل الأجيال القادمة وعلينا الاقتداء بالشعوب الأخرى التي تسعى نحو الوحدة رغم اختلاف الأديان واللغات والمذاهب، وعلينا الوقوف ضد أي ممارسات شاذه تسيء للوحدة الوطنية إذ سيكون مصيرها الزوال وان لا نربطها بالقيمة الحضارية المتمثلة بوحدة الشعب اليمني فأبناء الوطن جميعاً ضد الفساد وضد الممارسات الشاذة في أي جهة من الجهات وعلينا التحلي بالتسامح والتصالح مع أنفسنا وأن لا تؤثر بنا بعض السلبيات الشاذة وان نقدم التنازلات لمصلحة الوطن ولا يمكن حل السلبيات إلا بالاستقرار وبالأمن فبدون الاستقرار لا يمكن الحديث عن تنمية ولا يمكن تعزيز تنمية المجتمع والارتقاء به وندعو الجوار العربي والإسلامي والعالم أجمع إلى الالتفات للشعب اليمني وتقديم المساعدة من أجل تحقيق الاستقرار وتنمية التجربة الديمقراطية الفريدة في المنطقة وعدم مضاعفة الجراح بهدف التصارع على الأجندة السياسية التي تريد من اليمن أن تكون ساحة للصراع الإقليمي والدولي.[c1]تعزيز الأمن والاستقرار[/c]ونأمل أن يعزز الأمن والاستقرار بهذه المنطقة التي في استقرارها استقرار للعالم واهتزازها اهتزاز للعالم وللمصالح الدولية كون مصالح العالم اليوم مترابطة ولا يمكن لأي من دول الجوار أن تشعر بالاستقرار وبالجوار نزاعات وحروب قائمة وهو ما يحدث فعلاً في بلدان الحروب والنزاعات.وندعو الأحزاب السياسية في الساحة اليمنية في السلطة والمعارضة إلى الحوار والتوافق والتهيئة للانتخابات القادمة وتوفير المناخ الملائم لنزاهة هذه التجربة وان يحيد المال العام والوظيفة العامة وأجهزة الإعلام الرسمية وان تتمايز الأحزاب السياسية ببرامجها وإقناع الجمهور في الساحة من أجل تعزيز وترسيخ التوجه والبناء الديمقراطي والاستفادة من الديمقراطية والتجارب السابقة وتلاشي السلبيات السابقة فالمستقبل واعد ونحن نخطو خطوات واثقة لتحقيق الأهداف التي تتطلب وقوف الجميع في الساحة اليمنية.فالديمقراطية عبارة عن عملية لا يمكن تحقيقها بضربة سحرية وإنما هي عملية مستمرة تنضج على مر عشرات السنين وعلينا عدم العودة عن الديمقراطية لأن العودة عن الديمقراطية تعني العودة إلى حمل السلاح والانقلابات والاحتكام للعنف فالديمقراطية هي الوسيلة المثلى للتبادل السلمي للسلطة وحرية الرأي والتعبير، فرغم السلبيات المتواجدة في حياتنا لا يمكن مقارنة الوضع قبل عشرين عاماً في ظل الدولتين الشطريتين في شمال الوطن وجنوبه بالوضع الراهن فاليوم الأحزاب السياسية تتنافس ببرامجها ومنظمات المجتمع المدني في تطور ويجب أن نقتنع ونوطن أنفسنا على ما تم من أمور ايجابية ويجب أن لا نصاب بالإحباط والإعياء فالتغييرات الاجتماعية والتطور الاجتماعي يأتي ببطء وعشرون عاماً في حياة التجارب وحياة الشعوب ليست بالفترة الطويلة فما تحقق في اليمن من تطورات في شتى المجالات والتي يغلب عليها الجانب الايجابي تعتبر انجازات وحدوية يمكن الاقتداء بها.وعلينا ترسيخ الحكم المحلي كامل الصلاحيات والاستفادة من التجارب التي مارسناها طوال الفترة الماضية وان لا تحبطنا أي سلبيات.